بشكل مفاجئ ولافت للانتباه تنتهي أزمة المشتقات النفطية بين ليلة وضحاها، بعد أن استمرت (5) أشهر متتالية، صباح اليوم يصحو المواطنون على أوضاع مختلفة جذرياً عما كان لا يزال مُشاهداً البارحة. اختفت طوابير المركبات التي كانت تتواجد في شوارع العاصمة بحثاً عن البنزين والديزل وتوفرت المشتقات النفطية في كافة محطات العاصمة باستثناء عدد قليل جداً، لكنّ ذلك الخبر المفرح لكافة المواطنين بمختلف احتياجاتهم للمشتقات النفطية كان لاحقاً لخبر الفاجعة الكبرى الذي نزل كمصيبة حلّت فوق رأس المواطن عديم الحيلة.
وما إن تناقلت وسائل إعلامية وناشطون على صفحات الفيس بوك وثيقة مسربة من شركة النفط اليمنية - تحوي تعميماً على محطات البنزين ببيع المشتقات النفطية بأسعار جديدة وجاء تفصيلها في الوثيقة ذاتها - حتى اشتعلت شوارع العاصمة غضباً واحتجاجاً على الرفع الجنوني للأسعار.
كان رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية متوقعاً وكان ضرورة من ضرورات تنفيذ حزمة الإصلاحات الاقتصادية لرفع المستوى الاقتصادي القومي للبلد، لكن ما لم يكن متوقعاً هو أولاً: التوقيت المفاجئ لإعلان رفع الدعم قبل اتخاذ أيٍ من الإجراءات الاقتصادية كجزء مبدئي من حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي تطالب بتنفيذها الدول المانحة كشرط أساسي تم إقراره في آخر دورة عُقد فيها مؤتمر المانحين.
وثانياً: نسبة الزيادة التي أقرتها الحكومة في أسعار المشتقات النفطية التي بلغت في البنزين 63% والديزل 170% وهو ما مثّل فاجعة كبرى للمواطنين الذين توقعوا على الفور نسبة الزيادة في الأسعار في مختلف السلع الغذائية والخدمات الأساسية أبرزها النقل.
يقول محللون اقتصاديون من جامعة صنعاء أن الحكومة لم تفِ بوعودها كما سبق وأن التزمت للمانحين، وكان يجب أن يسبق رفع الدعم عدداً من الإجراءات الاقتصادية التي كان تنفيذها سيؤثر على رؤوس أموال نافذين عسكريين ومدنيين من أطراف سياسية مختلفة، فيما ربط البعض الآخر بتوقيت إعلان رفع الدعم قبل تنفيذ إصلاحات اقتصادية تسبق هذا الرفع حتى لا تؤثر على المستوى المعيشي للمواطنين.
المشهد بعد الجرعة
منذ ليل البارحة شوهدت عدد من محطات الوقود - وهي محمية بأطقم امنية - وهي تخلوا من أي ازدحام والحركة فيها طبيعية في مشهد لم يسبق للمواطن اليمني ان شاهده منذ خمسة أشهر.
وشهدت العاصمة صنعاء حالات من اعمال الشغب قام بها محتجون صباح اليوم في عدد من الشوارع العامة مما حدا بقوات مكافحة الشغب بالرد في عدد من الشوارع بالرصاص الحي والقنابل المسيلات للدموع.
كما تواجدت قوات مكافحة الشغب في معظم شوارع العاصمة لتفريق المعتصمين، كما حلقت طائرات عسكرية فوق سماء العاصمة.
الحكومة أكدت اليوم عبر مسؤولين إن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية تم بموافقة جميع القوى السياسية بلا استثناء، وأقرت حكومة الوفاق اليوم رسميا رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وحسب القرار الرسمي أن سعر البنزين 4000 ريال الديزل 3900 ريال الكيروسين 4000 ريال.
أحداث اليوم في العاصمة أسفرت عن مقتل امرأة ظهراً جراء تعرضها لطلق ناري، وهي في منزلها الكائن بشارع كلية الشرطة وسط العاصمة صنعاء، أثناء إطلاق نار وقع بسبب تظاهرات احتجاجية شهدتها بعض شوارع العاصمة تنديداً بقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية أو ما يعرف ب"الجرعة"..
وأوضحت مصادر مقربة من أسرة القتيلة المدعوة "بنت حميد الدين" وهي حرم للحاج زيد المؤيد، أنها تعرضت لطلق ناري أثناء قيامها بالبحث عن ولدها من احدى نوافذ المنزل الكائن أمام مقبرة خزيمة بشارع كلية الشرطة، مشيرةً إلى أن الطلق أصابها في الرأس، وتوفت على الفور. أخبار من الرئيسية مشهد ما بعد الجرعة : ما الذي قالته أبرز القوى في الساحة ومصير مجهول للحكومة القاعدة تعلن سيطرتها مجدداً على مناطق في أبين باغتيال قائد المدفعية وكالة تركية : هل انطلقت المصالحة الوطنية من صلاة العيد في جامع الصالح ؟ الحرب المفتوحة ضد القاعدة