والدي العزيز/ أبو حمزة.. رغم انك من اوائل من ناصر ثورتنا الشبابية السلمية اليمنية.. وحتى من قبل الثورة وانت ضد الفساد والفاسدين ونظام العائلة والشللية والحزبية والمناطقية أي انك لم تكن يوماً مجرد راكب لموجة الثورة كغيرك!!، وبرغم كفائتك العلمية والعملية، ونزاهتك المشهودة، واعتقد ان معظم المسئولين لا يمتلكون حتى شهادة من شهاداتك، وبماانك لم تكن كاولئك الذين لهثوا وراء المناصب فلم تتحزب ولم تجامل مسؤولا، فحتى الان لم يتم انصافك بما تستحقه او حتى بأقل مما تستحقه لتتاح لك فرصة خدمة وطنك اضافة الى ماقد أحرقت نفسك في خدمة الوطن الحبيب.. وحتماً أن ذلك التهميش بسبب انك لست حزبياً فلايوجد لك حزباً تستند اليه ولم تكن إمعة مع أياً من مراكز القوى ليكون داعماً لك، ولم تكن من مرتادي المقايل الخاصة بذوي النفوذ والمتربعين على مفاصل الدولة لتكون من (الشلَّة).. فكم بقيتُ اطلب منكم ان تترددوا على مقايل علية القوم لعله يحالفكم الحظ بمنصب رفيع كغيركم، أو ان تمدحون فلان او علان ولو بمقالة قصيرة، لكن ذلك قد يكون مني لقلة خبرتي وقصر نظرتي عند مقارنتي بكم وبتفكيركم، لأكتشف الان بعد ان عصرتني حقائق الوطن بأنكم فعلاً على حق برفضكم التبعية لأياً كان وثباتكم على تبعيتكم لله ثم لليمن أرضا وانساناً ليستمر شموخكم الذي يفتقدوه بعض اقرانكم! وبسبب ترفعكم عن الحزبية والمناطقية والشللية هانحن ندفع الثمن وابرزها أن إبنكم اصبح مجرد مغترب بعيدا عن بلده وأهله وأولاده فلم يحظَ حتى بوظيفة في وطنه! انما هاهي الايام تتداول بين الناس وبسرعة، ويفتضح المتسلقون على حقائقهم ولعل اكتشاف الحقائق هي من نتائج الثورة الشبابية. كم انت رائع والدي الحبيب في بُعد نظرك الثاقب فستبقى رمزاً للوطني الشريف المترفع عن كل المغريات! كم انا فخور بك يا والدي علمتني القناعة والوطنية، فهاهي ثورتنا الشبابية تمر في مرحلة الغربلة ليصح الصحيح في نهاية المطاف وتكتمل عندها اهداف الثورة كاملة، وحتما سيسند الأمر الى اهله، وسيأتي اليوم الذي تكون فيه المعايير محصورة بالكفاءة والنزاهة والوطنية وليست بالمحاصصة والتقاسم والشللية! ولو بعد مخاضٍ عسير! المجد والخلود لشهدائنا الابرار والعزة والرفعة ليمننا الحبيب.. لك مني انحنائة احترام وقُبلة جبين أيها الأب العظيم.. ولدك/ أبو أسامة