التسريبات التي بدأت تخرج تباعا من كواليس الغرف المغلقة في مؤتمر الحوار الذي كان يفترض ان يكون شفافا ونقاشاته علنية على وسائل الاعلام الرسمية .. تؤكد ان الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي يقود اليمن الى ماقبل 22 مايو 1990م . وجاء تشكيل فريق التفاوض الشمالي الجنوبي الندي , بمثابة شرعنة الانفصال وتحت إشراف دولي .. المخاوف التي طرحها الكثير من الكتاب اليمنيين والعرب من مخطط دولي لتجزئة اليمن بات امرا واقعا وطريقا يمضى فيه مؤتمر الحوار الذي اختصر الى 16 عضوا وزع بالتساوي بين الشمال والجنوب. لقد اضحت نتائج الحوار بمثابة إبتزاز يمارسه الرئيس هادي على الوطن والقوى السياسية , اما القبول بالتمديد والفترة الانتقالية الجديدة او يذهب الجنوب للانفصال .. وهي جريمة لاتقل جرما عما يرتكبه هذا الرجل بحق الوطن من جرائم سواء بتبديد المال العام وتجميد الهيئات والاجهزة الرقابية حتى تمرر صفقات الفساد دون ضجيج , او منح الولاياتالمتحدةالامريكية حق استباحة اليمن ( جوا وبرا وبحرا ) .. ولم يكتفي بذلك بل راح يدافع ويبرر تلك الغارات التي تسفك السيادة اليمنية . من المؤسف ان تنتهي الثورة الشبابية في اليمن الى هذه النهاية المأساوية التي تشرعن تشظي وتجزئة اليمن . فالشباب الذي خرجوا يطالبون بالحرية والعدالة والمساواة هاهم اليوم يتحسرون وهم يرون الوظائف والمناصب العليا توزع على اساس حزبي .. وغدا سيكون من مخرجات الحوار تقاسم الوظائف والمناصب على أساس مناطقي ( شمالي جنوبي ) وفق حصص حزبية .. تذهب بأحلام التغيير أدراج الرياح . وعلى الشمال الذي يمثل 75% من نسبة سكان اليمن ان يقبل بالمحاصصة الجديدة حتى لايغضب الجنوبيين ويذهبون للانفصال حسب الاستفتاء الذي سيقام في نهاية المطاف . ان لعنة السلطة جعلت هادي يقامر باليمن والوحدة من اجل البقاء على الكرسي .. فخرق قواعد ومبادئ مؤتمر الحوار بعد ان راى بأن اليات مؤتمر الحوار لن تفضي الى هذه المساومة والابتزاز على الوطن الذي لُعن بأمثال هؤلاء سياسيين ومسؤولين .. يقاضون مصالحهم ونزوات مطامعهم وذويهم .. بمصلحة الوطن العليا .. وفي الاخيرة لن تبقى كرسيك ياهادي ولن تبقى اليمن .. وسيلعنك التاريخ بل ستكون (إبن العلقمي ) زمانك .