افتتح في موسكو نصب تذكاري لابن خلدون الفيلسوف العربي الكبير والمؤرخ العظيم الذي عاش في القرن 14 أمس. حيث قدم الفنان النحات المصري أسامة السروي تمثالاً للعالم العربي الشهير وهو حامل بيده لكتابه "المقدمة" كهدية للعاصمة الروسية موسكو. وقد أشار الدكتور أسامة وهو يشغل منصب الملحق الثقافي في السفارة المصرية إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن يظهر النصب في موسكو لأن هذا الحدث الثقافي يصادف الذكرى السنوية 70 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر. كما لم يتم اختيار مكان تمثال ابن خلدون في موسكو عن طريق الصدفة. فقد تم نصبه في باحة مكتبة الأدب الأجنبي بالقرب من النصب التذكارية لشخصيات بارزة من العلم والثقافة. وقد تحدثت يكاترينا غينييفا مديرة المكتبة إلى أن الطلاب العرب الذين يتلقون تعاليمهم في روسيا من جيل إلى جيل يأتون إلى هنا لينهلوا من علوم الأدب والوثائق التاريخية الهامة وجمع المواد اللازمة لأبحاثهم وأشارت أثناء حفل افتتاح التمثال قائلة: يصبح دور الكتاب ودور العلوم الإنسانية أكثر أهمية وإلحاحاً. وأنا ممتنة لأن بطلكم يحمل كتابا. وهذا هو مهم جداً لأن السياسيين في كثير من الأحيان لا يمكنهم إيجاد حلولاً للمشاكل التي تواجههم في العالم، أما المفكرين من أصحاب الكتاب قادرون على حلها في كثير من الأحيان. ويشير فلاديمير بيلياكوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق أن مصر دخلت في الثقافة الروسية على التوازي مع دخول المسيحية أي قبل 1000 عام وأضاف بيلياكوف قائلاً: ليس هناك شك في أن شخصية الفيلسوف العربي والاقتصادي ومؤسس علم الاجتماع ابن خلدون هو أيضا مهم للعالم العربي كشخصية العالم الإيطالي ليوناردو دا فينشي للاوروبيين أو كشخصية العالم ميخائيل لومونوسوف لسكان روسيا. واليوم، أصبح هذا الفيلسوف العربي المميز أقرب إلى عقول الشعب الروسي أيضاً.