أنقسم الشارع اليمني في أرائه ومواقفة إزاء ما يحدث في تركيا ففي الحين الذي عبرت فيه أطراف سياسية عبر ناشطيها في صفحات الفيس بوك عن تأييدها لما يحدث في تركيا على خلفية مواقف الأخيرة من الأزمة السورية فالطرف المؤيد للمعارضة السورية دافع عن حكومة أردوغان وقراراتها الاخيرة معتبراً أن هذه الأحداث لن تؤثر كونها لا تلقى تأييداً شعبياً في تركيا . ونشر ناشطون تابعون لحزب الإصلاح اليمني صوراً يقولون إنها لمظاهرات عادية وفيها عدد قليل جداً من المواطنين مبررين للشرطة التركية ما فعلته يوم أمس من قمع عنيف لتلك التظاهرات . فيما الطرف الآخر والمؤيد للنظام السوري عبر عن فرحة غامرة بسبب وصول الإحتجاجات الى تركيا وكتب البعض على حوائطهم مطالبات برحيل أردوغان ومنهم من علق ساخراً بالقول "الله محيي الجيش التركي" وكأنه يطلب منه سرعة التدخل في الأحداث الأخيرة. الموقف الرسمي اليمني وللقوى السياسية المختلفة لم يتضح بعد رغم أن المواقف أصبحت تقاس بما يحدث في سوريا فمن يؤيد النظام السوري يؤيد الثورة في تركيا وعكس ذلك تماماً هو موقف الطرف الآخر سيما الإخوان المسلمين. وسائل الإعلام اليمنية أختلفت في مستوى تغطيتها لأحداث تركيا فقد أفردت قناة اليمن اليوم وقتاً لا بأس به لتغطية أحداث تركيا ضمن نشراتها الإخبارية وهو الحال بكافة إعلام المؤتمر الشعبي العام أما قناة سهيل التابعة لحميد الأحمر والإصلاح فلم تتطرق الى الإحتجاجات المتصاعدة هناك . مصادر في المؤتمر أكدت أن هناك إرتياحاً غير عادياً تجاه تلك الأحداث فيما قيادات الإصلاح تتابع بترقب ما ستؤول إليه تلك الأحداث نظراً لتحالفها الوثيق مع حكومة أردوغان . الحوثيين كان لهم كلمة مما يحدث فقد أعاد ناشطون محسوبين على أنصار الله نشر أخبار الإحتجاجات في تركيا كتأييد فعلي لها . وبخصوص الأوضاع في تركيا فقد دعا الرئيس التركي عبدالله غل حسب فرانس برس إلى تغليب "المنطق" فيما وصلت الاحتجاجات العنيفة ضد مشاريع بناء في ساحة تقسيم وسط اسطنبول إلى "حد مقلق". وقال غول في بيان نشره مكتبه "يتعيّن علينا جميعا أن نتحلى بالنضج حتى يمكن للاحتجاجات، التي وصلت إلى حد مقلق، أن تهدأ"، ودعا الشرطة إلى "التصرف بشكل متناسب" مع حجم الاحتجاج. وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان أنه لن يساوم بشأن مشروع البناء الذي كان وراء اندلاع تظاهرات "تقسيم" في اسطنبول. وشدد على أنه سيمضي قدما في خطط إعادة تنمية ميدان تقسيم بوسط اسطنبول رغم الاحتجاجات التي انطلقت منذ الاثنين، وأصيب فيها المئات. وأضاف متحدثا بعد أعنف اشتباكات منذ أعوام بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين مناهضين للحكومة، إن خطط اعادة التنمية تستخدم كمبرر لإذكاء التوترات. وكانت الشرطة التركية استخدمت صباح اليوم السبت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين في اليوم الثاني لتظاهرات عنيفة مناهضة للحكومة التركية. وقد انطلقت حركة الاحتجاج هذه، وهي من أكبر الحركات التي تواجهها الحكومة الإسلامية المحافظة منذ بدء مهامها في 2002، من تظاهرة ضد مشروع مثير للجدل لاقتلاع أشجار من أجل بناء مركز تجاري في اسطنبول، وأسفرت عن سقوط عشرات الجرحى الجمعة في أكبر مدينة تركية.
وشهدت اسطنبول أمس الجمعة، احتجاجات مناهضة للحكومة، أطلقت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على المحتجين وسط المدينة. وتجمع آلاف المحتجين في الشوارع المحيطة بميدان تقسيم، وهو مكان للاضطرابات السياسية منذ فترة طويلة، في حين تفجرت احتجاجات في العاصمة أنقرة وفي مدينة إزمير المطلة على بحر إيجه.
شرارة الاحتجاج.. قطع أشجار أما الاحتجاج فانطلق من حديقة جيزي بارك بميدان تقسيم في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، بعد قطع أشجار بموجب خطة حكومية لإعادة التنمية، ولكنه اتسع إلى تظاهرة كبيرة ضد إدارة أردوغان. واندلع العنف الجمعة بعد مداهمة الشرطة فجرا لمتظاهرين كانوا يعتصمون هناك منذ أيام . وتحول الأمر من احتجاج بيئي إلى مطالبة الآلاف باستقالة الحكومة في متنزه وسط أنقرة، حيث أطلقت الشرطة في وقت سابق الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات من أنصار المعارضة الذين حاولوا الوصول إلى مقر حزب العدالة والتنمية. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع محتجين أيضا في موقعين في أزمير. وأعلنت مصادر طبية إصابة 12 شخصاً بينهم نائب برلماني مناصر للأكراد ومصور من رويترز أصيبوا، كما أشارت إلى أن المئات تعرضوا لمشكلات في التنفس بسبب الغاز المسيل للدموع. وأصيب بعض الأشخاص عندما انهار جدار كانوا يتسلقونه في محاولة للفرار من الغاز المسيل للدموع.
إدانة دولية من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن ما وصفته "استخدام مفرط للقوة" من جانب الشرطة ضد الاحتجاج الذي بدأ سلمياً. وفي واشنطن أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من عدد الإصابات وأشارت إلى أنها تجمع معلومات بشأن هذه الواقعة. في المقابل، وعد وزير الداخلية التركي معمر جولر بالتحقيق في المزاعم القائلة إن الشرطة استخدمت القوة بشكل غير ملائم.
استياء متزايد يذكر أن تلك الاضطرابات تعكس استياء متزايداً من تسلط رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية. وكانت شرطة مكافحة الشغب اشتبكت مع عشرات الآلاف من المحتجين في عيد العمال في اسطنبول في شهر مايو. ووقعت أيضا احتجاجات ضد تشديد القيود على بيع الخمور وعلى تحذيرات من مشاهد تبادل العواطف في العلن. على الرغم من ذلك، لا يزال أردوغان أكثر السياسيين الأتراك شعبية ويعتبر على نطاق واسع أقوى السياسيين الأتراك بعد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية قبل 90 عاماً