وأنا واحد من المتحمسين لشئون وقضايا الطلاب اليمنيين الدارسين في بلاد المهجر، أجد نفسي مندفعا بالقدر نفسه إلى التعاطف مع الجهات المختصة في إهمالها وعدم تفاعلها مع مطالبهم!! . لا غرابة فإذا عرف السبب بطل العجب؛ المشكلة الحقيقية أن الكل في النظام برمته ينظر إلى هؤلاء المساكين على أنهم أفواه قارضة، مجرد مسؤليات والتزامات تثقل كاهل الدولة!!. أبداً لم ينظر إليهم أحد على أنهم ثروة بشرية أهم من الذهب والبترول. والحقيقة أن المسؤولية تقع على الإهمال وسوء التخطيط، فما من أحد سأل نفسه: ماذا نريد من الكوادر البشرية؟ وماذا سيفعلون عندما يتخرجون؟ وأي ثغرات سيغطونها؟ وماذا سينجزون؟ وغيرها من الإسئلة المرتبطة بما يسمى الكادر البشري. من يصدق أن هؤلاء الشباب يعدوا الآن همّا؟! حتى بعد أن يتخرجوا سيعود كل منهم حاملا همّه ومنضما إلى من سبقوه في عالم البطالة، وعليه لا غرابة إن عرفنا أنه لا يعود إلى أرض الوطن ليلتحق بالخدمة إلا من عجز عن البقاء في البلاد التي تلقى تعليمه فيها، ولا أحد بالتالي يسأل عن أحد ممن بقي أو هاجر، وتعد كل النفقات قلّت أو كثرت في حكم المعدوم وشبابنا ثروة مهدرة! هذه هي الحقيقة المرة ومن عنده غير ذلك فليقنعني مشكورا وسأقبّل رأسه امتنانا ومحبة وعرفانا، أرجوكم.. بالله عليكم أحسنوا إعادة ترتيب البيت من الداخل لنسلم النتائج المدمرة. دمتم والوطن بخير.