خلال زيارتي لمأرب وجدنا فيها الإهمال بكل مناحي الحياة..برأيك لماذا هذا الإهمال والتسيب لمحافظتكم؟ - الإهمال الذي يشمل مختلف مناحي الحياة له سببان : الأول مرتبط بسياسة السلطة الحاكمة تجاه المحافظة منذ أمد طويل كسياسة مبنية على استهداف كل شيء في مأرب حتى الإنسان لتبقى المحافظة مستودع "ثروة " يستفيد منها اللصوص والفاسدون خارج حدود المحافظة ،ولاستمرار هذه العملية يجب إن تحرم هذه المحافظة من أي تنمية قد تساعد على بعث وعي حقيقي لأبنائها بهِ يطالبون بأحقيتهم في شراكة ما تنتجه محافظتهم من ثروات.إما السبب الثاني فيتمثل في بعض أبناء مأرب اللذين يعيشون في غيبوبة طويلة كمتقبلين لكل ما يفرض عليهم من سياسات مجحفة جعلتهم تابعين لا شركاء. وللعلم إنكم زرتم مناطق قريبة فيها الحال لا بأس به ولو أردتم مشاهدة البؤس بكل صوره وأشكاله فما عليكم إلاّ زيارة المديريات البعيدة عن مركز المحافظة. ولكن هل هناك شخصيات من أبناء مأرب شاركت النظام في التجهيل الممنهج والثارات لجعل أبناء محافظتهم في تخلف مستمر؟ - للأسف يوجد مثل هؤلاء الأشخاص الذين ساهموا في تجهيل أهلهم وناسهم إلى وكلاء للناهبين ، وكم كنا نتمنى أن يحصلوا على مقابل مجزٍ غير أنهم في أحيان كثيرة وكلاء "بلوشي" يتصدون لكل محاولة لخروج أبناء المحافظة على واقعهم المفروض عليهم قِسراً من قبل سلطة ناهبة ووكلاء محليين امتهنوا خدمة الأسياد. حدثنا عن وضع التعليم في مأرب وماهي مخرجاته؟ - المشكلة التي نعاني منها مشكلة أخلاقية فقد تحولت التربية والتعليم إلى مَجال خصبٍ للصوص والفاسدين المهمومين بكسب المال الحرام على حساب كل شيء فهناك مدراء لا يمتلكون أي قدر من التأهيل وهناك مدرسون أميون ومدرسون في المهجر ورواتبهم تصرف ومدرسون "بدلاء" يُقسم المرتب بينهم وبين المدير (أي مدير المدرسة) وهناك مدارس في البيانات غير أنها شبه مقفلة أو خاوية ، وأعداد كبيرة من الأطفال في سن الدراسة لم يلتحقوا بالمدرسة، وأُسر وآباء لا يهتمون بدراسة أبنائهم بل أنهم في أحيان كثيرة شركاء فعليون في تقبل وإخفاء ما يمارس من تجهيل بأبنائهم، وفي وضع كهذا عن أي تعليم وعن أي مخرجات نتحدث؟. تعتقد من هو الممول الرئيس للثارات القبلية في مأرب؟ وماذا يستفاد من تمويله؟ - الممول الرئيسي للثارات في مأرب السلطة الحاكمة خلال الثلاثة عقود الماضية فهي وحدها من تجد في هذا الشر السلاح الأمثل لزيادة الفرقة والكراهية بين الناس لكي تنهب حقوقهم وهي مطمئنة بأنهم مشغولون ببعضهم البعض. وللأسف إن الكثيرين من يدركون مثل ذلك إلا أنهم يمضون في المسلك الخاطئ إرضاء لمن قدم لهم مالاً أو سلاحاً والنتيجة يتحملها أولئك ومجتمعهم إما الممولون فهم ملأ جفونهم نائمون. يُقال إن النظام يقوم باستهداف الشخصيات المهمة التي تعمل معه إذا خالفه في تنفيذ بعض مشاريعه؟ فما قولك في هذا؟ - النظام لا يستهدف من خالفه وما يقوم به من أعمال ومهام فحسب بل من يموت حُباً وولاءً له. وهذا أمر معروف فكم غدر بالناس وكم تنصل عن العهود والمواثيق التي يبرمها مع الآخرين لا أتكلم عن الأخر "السياسي" بل عن أناس قدسوه وخدموه بكل قواهم وإمكاناتهم ولم يجدوا في الأخير إلاّ الاستهداف الشرير لهم بأنواعه المختلفة بما في ذلك التصفيات الجسدية ، ولسنا ببعيد عن ما جرى للشيخ جابر الشبواني الأمين العام للمجلس المحلي ونائب محافظ المحافظة.هذا الشاب القادم من الصحراء بهمةٍ وعزيمةٍ ودراية وتطلع لقى حتفهُ على أيدي أجهزة نظام صالح.فرغم إخلاصه للحاكم وتعاونهُ اللامحدود معه إلا أن ذلك لم يشفع له فمجرد إن عرف أسرار وخبايا نظام صالح المقيت وحاول أن يقول لا لما يخالف قناعاته ويتعارض مع رغبات الحكام حتى فقد حياته في عملية استخباراتية قذرة أعدت لتصفيته بطريقة ماكرة. في عام 2007م طالبتم ب 10 %من إيرادات النفط لتنمية المحافظة..هل وجدتم معارضة لمطالبكم من قبل النظام؟ولماذا؟ - في 22نوفمبر 2007م احتشد ما يقارب ثلاثين ألفاً من أبناء مأرب وسكانها في ساحة الحرية بالمجمع والتي بالمناسبة سميت ساحة الحرية آنذاك ، وكان هذا الاجتماع تعبيراً رافضاً لواقع المحافظة المزري المفروض عليها من قبل السلطة على مختلف الأصعدة ، آنذاك وأقر المجتمعون قائمة 22 مطلب مُلح للمحافظة وفي المقدمة 10 % من عائدات النفط والغاز تُخصص للتنمية في المحافظة ، ولهذا الهدف وغيره من الأهداف أسس "ملتقى أبناء مأرب" ولهذا استنفر النظام كل أجهزتهِ وأدواته العامة والمحلية ضد هذه المطالب ومورست سياسة المماطلة والتسويف وزرع الخلافات وإثارة المشاكل بين السكان ، وللأسف لم نجد أي نوع من أنواع التضامن من الآخرين . حينها أدركنا أن النظام قد استطاع إقناع (الآخرين) عبر التزييف والتشويه لأبناء مأرب ،موحي إن ما يطالبون به لا يعدو حججاً لتعطيل التنمية ولتخريب ألمنشآت النفطية والغازية والكهرباء. لقد رسم لنا الصورة التي يريدها لنا " مشوهة " ولقيت تقبلاً لدى الآخرين وهذا ظلم ما بعده ظلم. هل حاولتم إنشاء جمعية أو منتدى لأجل التنمية في المحافظة؟ وماهي النتائج التي خرجتم بها؟ - لدينا ملتقى مأرب كمنظمة مجتمعية تضم في صفوفها ممثلي مختلف فئات وشرائح مجتمعنا المحلي من أحزاب ومشايخ ووجهاء وأعيان ومثقفين وكتاب وغيرهم ، ونعمل أن يكون حاملاً اجتماعياً سياسياً لقضايا مأرب وسكانها. وللملتقى هيئات وأطر تعمل بشكل متواصل ،صحيح إننا لم نحقق النتائج المرجوة جميعها حتى الآن غير أننا مستمرون في الطريق الذي رسمناه رغم العائق الذي كان ولا يزال والمتمثل في الإيعاز لشخصيات اجتماعية ولقيادات المؤتمر الشعبي في المحافظة ولأعضاء السلطة المحلية بالوقوف ضد الملتقى وعرقلة مساعيه لتحقيق أي من تطلعات أبناء المحافظة. اليوم الوضع أختلف فمعبود بعض الناس سقط وتهاوى ونجزم القول أننا في المحافظة سنتوحد ونتقارب أكثر، ونقف موقفاً واحداً من أجل محافظتنا وتنميتها. ولن نسمح أن تستهدف أو تهمش مرة أخرى. شركات النفط والغاز العاملة في مأرب..كيف تعاملت مع أهالي المنطقة؟من ناحية التوظيف لهم؟ - هناك موظفون من أبناء مأرب في هذه الشركات ولكن ليس بنسبة كبيرة وهم ينقسمون إلى قسمين : أصحاب تخصصات وفنيين ، وموظفين عاديين أما كهبات لهذا الشيخ أو ذاك.. لهذه القبيلة أو تلك وتجدهم بشكل عام في الحمايات أو كمرافقين أو كسائقين.النظام يظلم مأرب وأهلها وبعض أهلها يظلمون البعض الآخر وهكذا الظلم درجات ومستويات ،لكن في الأخير فكلنا مظلومون وإن اعتقد البعض أنهم مستفيدون. يقال إن وكلاء الشركات الأجنبية في مأرب هم من الاسره الحاكمة..كيف هذا؟ -ليس وكلاء الشركات الأجنبية في مأرب فحسب بل هم المقاولون وهم المتعهدون بالحماية وهم المؤجرون للأراضي ،فعندما تأتي الشركة المعنية يتفقون معها في بلدها بأنهم الوكلاء لها إن لم يكونوا شركاء أصلا وحال وصول الشركة يتم وضع عقد تأجير الأرض التي يتم فيها العمل وعقد آخر للحماية بينما الجيش والامن هم من يقومون بهذه المهمة ،إنهم كل شيء للشركات لا بل أن النفط والشركات لهم. كيف كانت ردود أبنا مأرب حين معرفتهم بصفة الغاز الشهيرة عام 2008؟ - كالعادة لا يعرفون ما يتم الاتفاق عليه إلا من الأخبار ،ومن له علاقة بالنظام ويهلل ويسبح بحمده فقد اعتبر تلك الصفقة عملاً تاريخياً وانجازاً عظيماً. هل تؤمن بصحة الأرقام التي يعلنها النظام لكميات النفط المنتجة بمأرب؟ وكم تعتقد تنتج مأرب برميل نفط باليوم؟ - كم تنتج مأرب من النفط! هذا سر لا يعرفه إلا الأسرة الحاكمة حتى وزارة النفط لا تعرف الكمية الحقيقة المنتجة رغم إن من بديهيات الأمور أنها المعنية بمثل ذلك ، ولأن ألشغلة لا يعرفها إلاّ المستفيدون فوجود وزارة نفط وغيرها ماهو إلاّ وهم، أما السر فعند حمران العيون الذين يعرفون كم ينتج يومياً وكم الإيرادات ، وهم كذلك من يعلنون قرب نهايته ونضوبه. إذن هذا سر من أسرار نظام صالح منذ بداية الإنتاج في عام 1984م وحتى اليوم . مؤخرا أظهرت دراسة أجريت أن مأرب ترفد ميزانية البلد ب"550" مليار ريال سنوياً حسب الإحصائيات الرسمية والشاطر في الرياضيات عليه أن يحسب كم أُنتج خلال ثمان وعشرين سنة. هناك سمعة سيئة لأهل مأرب في جميع إنحاء الجمهورية ويعتبرها الجميع محافظة غير آمنه..لماذا هذه السمعة لمحافظتكم؟ ومن هو المسئول عنها؟ - الصحفيون والمثقفون والكتاب عليهم أن يزوروا هذه المحافظة ويتلمسوا الحقيقة عن قرب وينقلوا للاخرين ما وجدوه ولمسوه لكي يعلم من لا يعلم بحقيقة الأمر.. فكل ما يقوله النظام عن مأرب وعن سمعة أبنائها لا يعدو كونه افتراء وتضليلاً . في الحقيقة نحن في مأرب نعاني من ظُلمين: أحدهما من نظام صالح يشوهنا لكي يسرق ثرواتنا ويتحجج بأننا السبب في تعطيل تنميتهم، والظلم الآخر من اللذين يصدقون نظاماً فاسداً كاذباً قبيحاً وينشغلون بهذه الاسطوانة ويتركون مطالبة النظام بتوفير متطلبات الحياة لهم. لماذا تقوم بعض قبائل مأرب بأعمال الاختطاف وقطع التيار الكهربائي وقطع الغاز وتفجير أنابيب النفط وقطع الطرقات؟ وهل تعتقد أن هذه الأعمال لها صله بالنظام؟ - أولا :ً كل شيء مختطف في هذا البلد.فالسلطة مختطفة والثروة مختطفة وكذلك التنمية وعليه فإن عملية الخطف أختطها ونماها نظام صالح لحل مشكلاته الخاصة.. وهي سياسة مُمنهجة حلت محل ثقافة الدولة "الحلم" وقانون "سراب" لهذا فمن الطبيعي أن تنشأ مثل هذه الظواهر التي اشر ت إليها والتي هي محل رفض واستنكار اغلب أبناء المحافظة ولولا تغذية نظام صالح لها لقطع دابرها من زمان. عند زيارتي لبعض أجزء المدينة شاهدت مستشفى الرئيس ومعهد الصالح للتنمية البشرية فهل أنتم راضون عن هذه التسميات؟ - جزع الوطن ملح ،وتقزم إلى أسرة وهذه سرقةٍ للأرض والإنسان وتم تحويلهما إلى ملك للأسرة ، لقد لفت انتباهك التسميات، ولا غرابة في ذلك!! فقد تم تحويل كل شيء بهذا المسمى فهناك جيش الصالح وإعلام الصالح وبنك الصالح وعلماء الصالح... لقد وصل إلى مرحلة توهم فيها بأن كل شيء ورثهُ أباً عن جد. وفوق ذلك ربما فهمه احد مثقفيه الممسوخين إن التاريخ القديم يحكي عن الدولة الصليحية والدولة الزرعية وغيرها وقرر ان يخلف الدولة (الصالحية) فالهوس قد بلغ أشده. لم نلاحظ إلا مبنى للجامعة صغيراً جداً مقارنة بمعهد الصالح وجمعيته.. لماذا برأيك؟ - ليس مبنى جامعة صغيرة جداً وإنما مبنى معهد من الزمن الغابر ففي الواقع لا توجد لدينا جامعة إنما كلية أنشئت بدون مبنى كدعاية انتخابية وهي كلية للتربية تابعة لجامعة صنعاء فيها بعض التخصصات، أما إنشاء جامعة في مأرب في ظل حكم نظام القُبح والازدراء فهي مستبعده بسبب هذا النظام في المقام الأول.. آثار مأرب تضيع وتباع أمام أعينكم فماذا أنتم فاعلون؟ ولماذا لا يتم بنا متحف خاص بالمحافظة للاحتفاظ بآثارها؟ - الآثار عبث بها اللصوص والفاسدون وجهزت لها حملات تهديم وسرقة من عصابة ممولة من نظام صالح وتم بيعها في مختلف دول العالم. البعثات الأجنبية تكفلت ببعضها والنظام تكفل بالباقي.. أما وجود متحف بالمحافظة فما الداعي إليه إذا لم تعد هناك أثار. أنت شاهدت بقايا المعالم التاريخية العظيمة وحالها غير أنها ستندثر إن لم يتحمل أبناء المحافظة مسؤولياتهم للحفاظ على ما تبقى مع العلم إني لم اسمع يوما ما من هو مدير الآثار وهل هناك مدير أو لا؟ غير إني اعرف موظفين كثراً في هذا المجال لكن وجودهم مثل عدمه. السياحة الداخلية معدومة للأخر في مأرب.. لماذا برأيك ؟ - مأرب مقطعه أوصالها بالحروب المحلية والثارات والآخرون صدقوا أن أبناء مأرب قتله ونهابون لذلك تراهم يحجمون عن زيارة المحافظة وفوق ذلك فإن إنعدام البنية والمرافق السياحة معدومة. عندنا إدارة للسياحة من عهد درهم نعمان ومدير له أربعون عاماً والجمعة الجمعة والخطبة الخطبة. من خلال التجول في مدينة مأرب شعر المتجول أن أغلب سكان المدينة من أبناء تعز وإب أما أبناء مأرب يكاد شبه معدومين فيها .. لماذا ؟ - من حظنا أن أغلب سكان عاصمة المحافظة من أبناء تعز وإب وهؤلاء هم عماد الحركة التجارية والخدمات المجتمعية ، أما أبناء مأرب فما زالوا يفضلون السكن المنفرد والبعيد عن الضوضاء والحركة الصاخبة لذا تراهم موزعين بين جنبات الأودية والآكام. يقال الكثير من أبنا المحافظة أن90 %من الوظائف الحكومية يشتغلها أبنا تعز واب...هل ستشعرون بالغيرة؟ - هذه مبالغة كبيرة فالنسبة أقل من ذلك بكثير. صحيح هم موجودون غير إن أبناء المحافظة يحتلون المرتبة الأولى في مجال التوظيف. وقبل فترة ربما كان هناك لدى البعض شعور بالغيرة من أبناء تعز وإب أما اليوم وبعد الثورة الشبابية وما أظهره أبناء تعز من بسالة وثورية وإصرار من أجل التغيير فقد تلاشى ذلك وأصبح أبناء مأرب ينظرون إلى أبناء تعز بفخر واعتزاز كبيرين. لقد فعلوها ونحن فخورون بهم. لماذا لم يتم مكافحة زحف الرمال الذي أوشك أن يلتهم المدينة والأراضي الزراعية وهاهو على بعد 2 كيلو متر لمدينتكم؟ - نحن في مأرب يحكمنا نظام عقيدته تصحير كل شيء فان أردتم البحث عن الحلول فعلينا السفر معاً إلى الصين.. إلى الأمم العظيمة التي تولي قضايا البيئة والإنسان كل إهتمام ، أما عندنا فكل شيء يباب يا صاحبي وعلينا تغيير حل "المسألة ". هل أنتم في مأرب بحاجة إلى بعثات معنية بحقوق الإنسان والبيئة والتحقيق فيها؟لتعويضكم؟ - نحن بحاجة إلى أكثر من بعثة في حقوق الإنسان ، فما لحق بنا من ضرر على أيادي نظام صالح لأكثر من ثلاثة عقود يتطلب مثل هذه اللجان ، وحتى يسهل الله وصولها فاننا نعول على أنفسنا وعلى إمكانياتنا فبها يمكنننا إن أخلصنا النية ورحمنا أنفسنا أن نفعل الكثير .. أضرار المخلفات النفطية هل سببت الشركات النفطية بمخلفاتها أضراراً صحية على الأهالي؟وهل تم معالجاتها من الجهات المختصة؟ - نعم تسببت بأضرار كبيرة.فكما تعرفون أن عمليات استخراج وصناعة النفط والغاز يرافقها كم هائل من التلوث البيئي المضر لكل جوانب الحياة. فبسبب التلوث وزيادة معدلاته انتشرت الأمراض الخطرة بين السكان ووصلت معدلات الإصابة بالسرطان إلى مستويات أعلى من آي مكان آخر ناهيك عن انتشار الحُميات والوبا بأنواعه المختلفة وامرض غريبة لم يتعود عليها السكان من قبل. كما ألحق التلوث أضراراً فادحة بالأرض والزراعة واختفت أنواع معينة من المزروعات والمحاصيل ،وتقلصت المساحات المزروعة بسبب عدم القدرة على توفير الأسمدة المساعدة على تحسين التربة ومقاومة آفة التلوث،كذلك تضررت المواشي بشكل كبير وأصيبت بأمراض لها علاقة بالتلوث البيئي ، ورغم كل ذلك فلم تكلف السلطة نفسها بالبحث والدراسة عن مستويات التلوث ودرجة مستوياته ووسائل التقليل من مخاطره ، وعندما كانت بعض الشركات الأجنبية تدفع مقابل أضرار التلوث البيئي كان المتنفذون والوكلاء في صنعاء يستلمونه دون دراية أبناء المحافظة،وفي فترات لاحقة تم إعطاء حصص ضئيلة لبعض المشايخ والوجهاء لضمان سكوتهم.وفعلا صمت البعض صمت القبور أمام القليل المُعطى لهم وتركوا أهلهم وناسهم في وضعهم المأساوي.لقد ارشوهم وسكتوا وهذا ليس من شيم أهل مأرب الأوفياء.