قتل خمسة جنود يمنيين في هجوم شنه عناصر من القاعدة بالقرب من منشأة لإنتاج الغاز جنوب شرق اليمن، هو الأوّل منذ تصعيد لهجماتهم على عناصر التنظيم بما أدت تسع هجمات لطائرات أميركية دون طيار إلى مقتل 38 من عناصر القاعدة منذ الثامن والعشرين من يوليو، وذلك وفق حصيلة لمصادر قبلية وعسكرية وللإدارة المحلية في اليمن.
ويأتي الهجوم الجديد لتنظيم القاعدة بينما تعيد الولاياتالمتحدة فتح سفاراتها وبعثاتها المغلقة منذ أيام في الدول الإسلامية بسبب مخاوف من هجمات قد تشنها القاعدة، لكن واشنطن لن تعيد فتح سفارتها في صنعاء حاليا. وقد صرّح مصدر عسكري يمني، طالب بعدم ذكر اسمه، أن جماعة من القاعدة قدمت بسيارة إلى جوار نقطة التفتيش وفتحوا النار بأسلحة أوتوماتيكية ممّا أدى إلى مصرع خمسة من الجنود قبل أن يتمكنوا الفرار إلى جهة غير معلومة. وينتمي الجنود القتلى إ لى وحدة مكلفة حراسة منشآت بلحاف، وهي محطة تسييل الغاز الطبيعي المستخرج من شبوة، التي تملك شركة توتال الفرنسية قسما من أسهمها. وكانت السلطات اليمنية أعلنت الأربعاء الماضي أنها أحبطت خطة كان تنظيم القاعدة يهدف من خلالها إلى السيطرة على مدن ومنشآت نفطية واحتجاز رهائن من الأجانب. وأفادت معلومات نشرتها السلطات اليمنية أن تنظيم القاعدة كان ينوي مهاجمة المنشآت النفطية في المكلا عاصمة محافظة حضرموت والسيطرة على مدينة المكلا وأخرى قريبة منها وهي غيل باوزير. وإذا لم يتمكن من ذلك فإنه سيعمد إلى احتجاز أجانب يعملون في المنشآت النفطية في المدينة الثانية. ولم تتعرّض منشأة بلحاف التي يعبرها الغاز المصدر من اليمن لذلك الهجوم، لكن الخطة كانت تهدف إلى تخريب أنبوب الغاز الذي يزوّد المنشأة حسب السلطات. ويأتي هذا الهجوم بينما شهد اليمن تصاعدا في عمليات القصف التي تقوم بها طائرات دون طيار أميركية، مستهدفة عناصر القاعدة في شرق صنعاءوجنوب وشرق البلاد. وللإشارة ذكرت صحيفة «وول ستريت جرنال» أنّ فرع القاعدة في اليمن وليس زعيم التنظيم ايمن الظواهري، يقف وراء خطة شنّ هجمات على مصالح غربية دفعت الولاياتالمتحدة إلى إطلاق إنذار أمني على نطاق واسع. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تكشف هويته أن مخطط هذه الهجمات هو ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي يتمركز في اليمن. وكشف الاتصال الذي التقطته الاستخبارات الأميركية بين الظواهري ومسؤولين في القاعدة في اليمن، أن الظواهري لم يقم سوى بالموافقة على هذه الخطة.