واقعا وتجاوزا معاً فان ثمة مشروعين في الازمة السورية,احدهما:خليجي-امريكي- اسرائيلي. والاخر:ايراني- حزب الله-روسي صيني،وبما أن كلا المشروعين لم يبديا حتى الان ليونةً تجاه ماهو حاصل ومن الصعوبة التكهن باستسلام احدهما،وعليه فأن اي ضربة لسوريا سينتج عنها ازمات لانستطيع لملمتها ابرزها: -تكرار حالة العراق وربما اسوأ منها تبعاً للديمغرافيا وفسيفساء المجتمع السوري ووضعه الجيوسياسي والجيواستراتيجي والمتغيرات الاستراتيجية محلياًواقليمياً ودولياً. -الاعلان عن موت اي بارقة امل سياسية للمشكل السوري،والدخول في صراع وحرب مفتوحة ومركّبة ومعقدة لانعلم منتهاها. -خسران الثورة وتصفيتها وجعل الحالة السورية مثالا يحتذى في بلدان عربية اخرى. -احتمال تفكيك سوريا وتجزئتها وبالتالي تجزئة المجزئ،وانسحاب ذلك على الوطن العربي مجتمعا ودولة وذلك لان تلك الدول غير متماسكة ومشلولة الفاعلية بل اضحت مفعولا لاجلهم(الخارج)،سيما وهي مثقلة بعوامل مختلفة ليس اولها سياسي ولن يكون اخرها ثقافي وتاريخي ولاحتى جغرافي الامر الذي قد يقود الى مواجهة وانفجار اقليمي-دولي وتأثيرات ذلك وارتداداته على النظام الاقليمي العربي ككل،ومن ثمّ فأن افساح المجال للمناورة واللعب وتحقيق المكاسب -التي هي خسارة امام العرب-في صالح المثلث(الايراني-التركي-الاسرائيلي)هو المحتمل ناهيك عن بروز حدّةالاستقطابات ونسج التحالفات والتدخلات الدولية في المنطقة هي البداية لتشكل وتشكيل وضع ومنظومة مختلفةً كليّةً وفي غير الصالح العربي تماماً. -السماح للفاعلين من غير الدول-محليا،واقليميا،ودوليا-بالتمدد على الارض وابراز دورها مما يهدد امن واستقرار وسلامةالمنطقة والعالم،وبالتالي فان التغيرات في مستوى القوة وامتلاك القدرة على استخدامها(القوة)لا أخاله يخدم مطالب الثوار والمنضوين تحت لواء الثورة العربية الممتدة والمناصرين لها سواءً داخل سوريا او حتى النظام ومجايليه،والانكى جعل مطلبي الحرية والكرامة العربية رهناً لهذا الطرف او ذاك،فضلا عن مدى قرب تلكم الاطراف المشار اليها اوبعدها من قيمتي (الحرية والكرامة)واللتان تعتبران قيمتان كونيتان وعظميان وايمان تلك الاطراف بهما. اخيراً:وتسليماً بأن هذه هي المشكلة الحقيقية والمأزق الذي وصلناه سورياً وعربيأ،فهلّا اتعضنا سياسياً وشاركنا في الحل وفقاً لمعطيات الواقع العنيدة،وهرباً من لعنة التاريخ المطوّقة لنا،وقمنا بفرض الحلول على مختلف الاطراف الفاعلة في الازمة ووقودها رغبةً في اتقاء مانأباه واحقاقا لما نرجوه املاً في اضعاف ومضائلة خسارة الجميع؟ آمل ذلك محوّراً مقولة العرب(لازال في القوس منزع).