ما يحدث هذا الأيام من صراعات بين القبائل بقيادة حميد الأحمر وبين جماعة أنصار الله بقيادة عبدالملك الحوثي ، لا يمكن تحمل المسئولية احد الأطراف المتنازعة حيث تجتمع في الطرفين حب السيطرة ، بل احمل المسئولية في الأول والأخير إلى الدولة ، وذلك بسب الغياب الكامل لدولة في مناطق الصراع ، فعند غياب القوة والقانون في الدولة يتيح الفرصة عند أصحاب القوة التي تتلاعب على القانون وتسيطر على الدولة . قبل الكلام عن خصائص القوة والقانون في نظام الدولة ، نريد أن نبين حقيقة كل منهما ، ليكون القارئ على علم بما يلقى إليه بعد ، فلا يخطئ الغرض ،ولا يتجاوز المرمى ،ولا تلحقه شبهة توقعه في ظلام الحيرة والتردد .
فالقوة نعني بها ما يستعمل لجلب الملائم ، ودفع المكروه ، سواء كان من شخص واحد أو جماعة متآلفة أو شعب من الشعوب . أما القانون فهو الناموس الحق الذي ترجع إليه الأمم في معاملاتهم اليومية ، وأحوالها الخصوصية ، وهيئاتهم النفسية . فما يحدث الآن في الساحة اليمنية من صراعات سياسية بين القبائل وبين بعض المذاهب السياسية ، وكذلك ما يحدث من صراعات بين المذاهب السياسية فيما بينهم ، فهي عبارة عن نتائج سابقة ، حيث كان النظام السابق يمارس القوة من اجل الحفاظ على نظام الحكم لصالح الأسرة وكذلك لبعض القبائل والتيارات الدنية التي كانت في يوم من الأيام الركن الرئيسي في نظام حكمه ، وكذلك التلاعب بالقانون من اجل المصلحة الخاصة ، ومصالح بعض القبائل والمذاهب السياسية التي كانت تمثل الجذر الذي كان يغذي مصلحة حكمه خلال الفترة السابقة ..
فاليوم تختلف القبائل والمذاهب السياسية من حيث الضعف والقوة ، والفقر والغنى ، من حيث النظر إلى تلك الجوانب ، فقد أصبحت القبيلة والمذاهب السياسية تمتاز بصفة الأقدم والأجرى ، وكثرة السلب والنهب ، وسفك الدم ،حيث أصبح الدم عند القبائل والمذاهب السياسية عبارة عن محطة وقود لتزويدهم بالقوة والسيطرة ، كما يجتمعان في محاربة الفكر المدني الذي يعتبر العنصر الرئيسي في محاربة الفكر التقليد وسعيها في تطبيق القانون ، كما يجتمعان في طريقة التلاعب بالقانون ، حيث أصبح القانون في اليمن عبارة عن سلعة تشترى من الدولة ، مستغلة في ذلك ضعفها ، فقد أصبحت بعض القبائل والمذاهب السياسية تميل إلى العمالة وبيع الوطن إلى أعداء الوطن من اجل تحقيق مصالحهم الشخصية ..
لذلك يجب على الدولة أن تبني قوتها من أجل الدفاع عن حقوق الناس ، المسلوبة من قبل بعض القبائل والمذاهب السياسية ، بحيث تكون الدولة ذات القوة والعزة ، وكما يجب على الدولة عدم التمادي فيمن تسول له نفسي في التلاعب بنظام والقانون ... فالأيام تغلب وتقلب ، وليكن صراط الحق واحد ، وسالكه لا يضل ، إن عثر يوم استقام أعواما ، أما طرق الاعوجاج فهي وعره وخطرة ، وكثيرة الغوائل ، سالكها معارض لمدبر العالم سبحانه وتعالى فإنه عز شأنه قد أقام الكون بنظام الحكمة .