كتب / ماهر منصر - المساء برس الفدرالية " مصطلح أصبح بين عشية وضحاها حديث لكل اليمنيين ،والشغل الشاغل للشارع العام. أقتحم الجلسات العامة ،وجلسات المقيل .وحوله تتباين الرؤى وتختلف الأطروحات فالعوام من الناس كلُ يفسر الفدرالية حسب وعيه المحدود ،او تبعيته لأطراف معينة هي من تصدر له الخطاب وتحشوه بخطابها وعلى مستوى النخب السياسية لا تجد الأمر يختلف كثيراً منذو الوهلة الأولى فالكل مع الفدرالية بدون أي مشروع او مبررات والكل ضد الفدرالية بدون أي مشروع بديل او مبررات.هذا إذا ما نظرنا بسطحية الأمور. لكن الأمر يختلف طبعاً فلسياسيين دوماً حساباتهم الخاصة ومشاريعهم الخفية ولا يمكن ان يكونوا كغيرهم من عامة الناس في النظر الى أمور كهذه. وإذا ما أردنا قراءة الأمور بناً على مٌعطيات ومؤشرات ومواقف تلك الأطراف لوجدنا الأمر مختلف تماماً فليس الصراع او نقول الإختلاف على الفدرالية او عدد الأقاليم .وانما على ما وراء الفدرالية على حسب وصف احد ابرز قيادي الحزب الاشتراكي "والذي يتمثل في بناء الدولة ، وتقاطعها مع مصالح بعض الأطراف ومراكز القوى والنفوذ " مضيفاًً ان محاولة عرقلة وترحيل حسم عدد الأقاليم الى مرحلة قادمة بعد انتهاء مؤتمر الحوار هو في الأساس منعاً لإقامة الدولة وبناءها وان مؤتمر الحوار اذا لم يخرج باتفاق وتحديد شكل الدولة فلا فائدة منه على حد وصفه . ومن جانبه أكد عضو الحوار عن الحزب الإشتراكي همدان الحقب" ان المعركة الحقيقية اليوم ليست على الفدرالية او عدد الأقاليم وانما هي مع من مع الدولة ومن ضدها مضيفاً هناك بعض الأطراف تتصدى لأي مشروع في إتجاه إقامة الدولة للحفاظ على مصالحها وأن هذه القوى تستند في موقفها على شعارات من قبيل "الوحدة خط أحمر" تستهدف بها عواطف الناس مع ان هذه القوى هي من ضربة مشروع الوحدة من خلال حرب صيف 94وما تلتها من تعسفات وانتهاكات بحق الجنوبيين ونهب لممتلكاتهم وأرضيهم وتسريحهم من وظائفهم". وعلى هذا يمكن لنا القول بأن الإشتراكي بنأ موقفه مستفيداً من درس 94 وحدد خيارته في عدم التفريط بالشارع الجنوني بدعمه لرؤية او مطلب الحراك الجنوبي بأن تكون الدولة القادمة دولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي بمعنى أخر وقراءة لما وراء السطور ان هذا يقوم على إتاحة فرصة للقوى في الشمال لإثبات موقفها بشأن بناء الدولة مالم يكون قد أنجزى خطوة باتجاه الانفصال معتمداً في هذا على الصورة الذهنية التي خلفتها حرب 94 وكذا السلطة التي تتمتع بها بعض مراكز القوى والنفوذ القبلية والعسكرية والدينة التي يرى بأنها تقف في وجه أي مشروع لبناء الدولة يتعارض مع مصالحها هذا اذا ما أثبتنا عدم حسن النية ومشاريع السياسين الخفية. ولكن في المقابل وبحسب مصادر مطلعة في قيادة الاشتراكي بأن دعم هذا الموقف (0الفدرالية من إقليمين) يسعى الى إعادة بناْ دولة الوحدة بمضامين جديدة وبما يخدم مصالح الناس واضاف لماذا يتهم الجنوبيين با لانفصال وهم معروفين بوحدويتهم وهم من سعوا الى الوحدة التي تم ضربها من قبل النضام السابق ومراكز القوى والنفوذ التي تتهرب من الإعتراف ومعالجة الأخطاء . اما بالنسبة للمؤتمر وتحديداً المخلوع صالح ومن معه من الذين يرفعون شعار "الوحدة خط أحمر" نجد ان هذة القوى تستفيد من الخطاب العاطفي المتشنج للحراك الجنوبي المطالب" بفك الارتباط" فعليها ان تدرك ان هذا الخطاب المشحون هو الذي يهئ الساحة ويفسح المجال امام تلك القوى التي تقف امام مشروع بناء الدولة في الأساس وجعلها تقدم نفسها للناس. على انها الحامي لمشروع الوحدة مع انها في الأساس - من أغتالت ذلك الحلم الذي ناظل الشعب اليمني في سبيل تحيقة من خلال نظرتها القاصرة القائمة على اليهمنة والتبعية للهضبة المركزية في صنعاء لذ على الجنوبيين اليوم ان يكونوا أكثر حنكة ودهاء ولا يسمحوا لتلك القوى إسغلال مواقفهم في الوقوف اما مشروع بناء الدولة .