مليئة شوارعنا بحكايات تتنقل بين الزحمة, على الأرصفة وفي منتصف الأزفلت ، حكاية طفل لم يبلغ ال15 من عمره ذو ملابس بالية ومتسخة لفحت الشمس وجه حد التقرش يركض برجلين عاريتين ليعانق نوافذ السيارات يبتسم بخفه عجيبه لبيبع الماء او الكلينكس، أخرون يصغرونه بقرابه النصف من عمره يبحثون عن "صدقة" حتى "عشرة" ربي يحميك! قد يفاجئك رجل ثلاثيني بصراخه وهو يمشط الشارع الرئيسي ذهاباً وأياباً بهذيانة المتكرر وأنفعالاتة المطظربه، قد نخجل من انكشاف عورته بسبب ملابسه الممزقة ولكن لم يخجل من يديرون شأن هذا البلد من العدد المرعب للمختلين العقلين المنتشرين في أغلب شوارع المدن الرئيسية ! قصة اخرى لفتاة يتلمس السائق نهدها او مؤخرتها في منتصف الطريق مقابل أن يعطيها "50"ريالاً ، وأخرى لشائب يتعكز يبحث هو الأخر عن صدقة لم يعد يملك القدرة لإمساك بوله لكبر سنة ! يحكي هؤلاء بإختصار عن خسة وسوء وحقارة من كانوا يحكمون هذا البلد ومن أتو الى سدة الحكم ، وعن وضاعه أولئك الذين سخروا حياتهم لسرقة قوت هذا الوطن وأسترقاق أهله ومصادرة ثوراته ، كل حكاية لهؤلاء تحتاج ثورة لا تنتهي ، ثورة تعلق على أعواد وردها مشانق للصوص والقتلة والخائنين ، وحتماً وبرب هذا البلد سيأتي يوم .