قلبي مع الزميل / عبد الغني عوض الذي دمر منزله اليوم من قبل الدولة بعد 50 عاما من شموخه كان عليّ الكف عن الانتظار إلى إشعار آخر للتذكر يعرفني بنفسي, الالتزامات, المجازفة, الحب, الكراهية, الصلاة على الأحياء, أن أحيا لفترة طويلة أكون قابلاً للمجرد واللا مجرد للسذاجة والحماقة بعيداً عن تكرار الأمنيات التي لا تكترث لنداء المجهول. "ما الذي يمكن نسيانه بالضبط "؟ ليس كل ما يحدث حولنا يمكن أن يخلف انطباعاً. أعلم أن الضيق يلقي بكاهله على هذا العالم دون إشعار ويجعل سُكَّانه تحت وطأة التقزُّز المُشمَّع بالصمت. لتفادي التذكُّر عليّ أن أقطع شوطاً طويلاً من صلوت المحن والغبطة ككشف مخطط صديق معلق بالنساء المثليات والعاهرات يرزح كل يوم في زاويته بتلفون حديث تارة على"واتس اب" وأخرى على النيبوز . حياة مزرية, نفقات باهظة متأخرة لم تعد صالحة للتسلية. أو رمي مذكرات الزمن الجميل لطفل كنته وغادرني جراء مأزق الحياة . في أي مكان في الأرض علينا أن ندفن قاذورات التناحة في تحصيل الفضيلة.. بهذا يمكنني قبول تسوية العيش مع البراثن والجرذان بعد وصولي إلى منحنى مسدود في تجميع فكرة ما لقصة قصيرة أو مشروع رواية. فكرة مبدئية يمكن أن أقوم بها بعد عشر سنوات، هذا إذا سمح الظرف وصرت مجنوناً من الدرجة الأولى , وتحسباً لوقع قيامة يراها مناديب السماء رؤى الجنة الآخذة. وبعيداً عن البوح وسعرات الفضيلة وزهق الذات التي تحشرنا في التهمة والسلب مخلوسي الثياب والجلود. أقول: علينا الاجتهاد أكثر في عملية البحث للحصول على طريقة عاجلة لمقاومة الخراب والنسيان . سأعدل عن فكرة الكتابة عن النسيان والحب التي كنت أحاول تشكيلها في هذه السطور .إثر وصول خبر محزن لا يقل فظاعة من القتل المباشر بوابل من الرصاص. تدمير منزل الزميل "عبد الغني محمد عوض" من قبل الدولة التي لم تعد وظيفتها القائمة إلا الخراب وتحت دعوى أن المنزل يقع في مخطط مشروع الدولة. لا أملك ما أقوله لك يا زميلي عبدالغني سوى تناهيد ودموع وحرقة. اتساءل مالذي يمكن ان ينساه عبدالغني من ذكريات عاشها في هذا البيت المدمر حاليا وبدون تعويض بعد عمرا دام 50 عاما . ربنا ينتقم هذه البلاد .