أثار خبر مشاركة لاعبة إسرائيلية في بطولة العالم للسباحة بقطر موجة استنكار كبيرة في البلاد، رغم محاولة السلطات إخفاء هوية اللاعبة في وسائل الإعلام لتضطر لاحقا إلى إنزال علم إسرائيل عن المبنى الذي يستضيف البطولة. وذكرت بعض وسائل الإعلام أن التلفزيون القطري حاول إخفاء هوية اللاعبة عميت عبري المشاركة ضمن البعثة الإسرائيلية عبر تمويه مكان علم بلادها. ونشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية صورة لحوض السباحة في صالة "حمد" للرياضات المائية (حيث تقام البطولة) مع إشارة إلى "التمويه" الذي لجأ إليه التلفزيون القطري. وأشاد مسؤولو البعثة الإسرائيلية بكرم الضيافة القطري، لكنهم استنكروا في نفس الوقت إنزال علم بلادهم عن المبنى الذي يستضيف البطولة. وأنهت عبري سباحة 100 متر مختلط شخصي في رقم قياسي إسرائيلي جديد وفازت بالمرتبة الثانية وبميدالية فضية في المسابقة. وندّد عدد كبير من مستخدمي الوسائل الاجتماعية باستضافة اللاعبة الإسرائيلية، وكتب الفنان غانم السليطي عبر حسابه على تويتر "أُعلن أنا المواطن غانم السليطي رفضي واستنكاري لهذا المنظر المخزي". وأكدت صحيفة "الرياض" السعودية أن السليطي لاحظ خلال تصفحه ل"تويتر" تغريدة لإحدى المستخدمات تتضمن صورة لعلم إسرائيل بجانب أعلام دول أخرى مشاركة في البطولة الرياضية المقامة في الدوحة، وهو ما دفعه لتسجيل انتقاده عبر تغريدة أثارت تفاعلا كبيرا بين المستخدمين واضطرت منظمي الحدث إلى إنزال علم إسرائيل عن المبنى. وأعلن عدد كبير من المغردين تأييدهم لموقف السليطي، حيث كتب محمد الصقار "تحية وتقدير للفنان غانم السليطي الذي أعلن رفضه للعلم الإسرائيلي إذ كشف لنا شخصه الأصيل وليس كغيره من أهل الفن". وتقيم قطر علاقات وثيقة مع إسرائيل بدأت بعد مؤتمر مدريد للسلام (عام 1991)، وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته إلى قطر عام 1996، حيث افتتح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة ووقّع عدة اتفاقيات لبيع الغاز القطري لإسرائيل. وأعلنت قطر إغلاق المكتب الإسرائيلي بعد العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008، لكنها حاولت لاحقا استعادة العلاقات التجارية معها. ويؤكد مراقبون أن الموقف القطري المعلن تجاه إسرائيل يختلف كليا عن الواقع، وأن العلاقات المتينة بين الطرفين لا يمكن أن تتأثر ب"خلاف مصطنع" تحاول الدوحة من خلاله كسب الرأي العام العربي بين الفينة والأخرى.