ممنوع تناول الحلويات والفواكه العالية السعرات، لا تقرب النشويات أو الدهون، ضاعف الخضراوات والفاكهة في أكلك، مارس الرياضة لمدة ساعة على الأقل يومياً، التزم بدقة متناهية هذا النظام الصحي الذي سينقص وزنك 4 كيلوغرامات شهرياً . وصفات تعودنا سماعها من بعض خبراء التغذية والحمية الصحية المنتشرين في المراكز أو على شاشات الفضائيات . لكن بعضهم تناسوا فيما يعدونه من برامج جاهزة أن لكل شخص حاجاته الغذائية وظروفه الصحية، أو حتى ما يفضله ويمله من طعام . وبينما تتعدد أنظمة الحمية يتجه بعض الغذائيين إلى تعديل نمط الحياة وتغيير العادات والسلوكيات التي يتبعها الإنسان خلال يومه، والطعام الذي تعود عليه لسنوات . نظام تتحول فيه كلمة ممنوع إلى تخفيف، والركود إلى حركة، لكن كيف يتم ذلك؟ وهوس إنقاص الوزن بعقاقيره وبرامجه الجاهزة في تزايد مستمر؟ بعد سنوات من تكرار برامج الحمية الجاهزة، قرر إسلام وحيد، محاسب الذهاب إلى اختصاصي تغذية لإنقاص وزنه الذي تعدى 130 كيلو غراما، وبعد أسابيع عدة من اتباع الحمية الصحية، خسر 30 كيلو غراماً، وتغيير عاداته الغذائية للتماشي مع فكره الجديد وتعامله مع ما يدخل معدته .
وعن تجربته يقول: عمري 30 عاماً لكن حجمي ووزني زاد عمري ظاهرياً وداخلياً أكثر من 10 سنوات، فأصبحت لا أقوى على المشي لفترات طويلة ولا ممارسة التمارين الرياضية، ما دفعني للتوقف عن أسلوب حياتي الحالي الذي سيأخذني لا محالة إلى الهاوية وأمراض السمنة . ويضيف: تغير حالي للأحسن فأصبحت أقاوم رائحة الطعام، وأتناول ما شئت من أطعمة بكميات قليلة، وأبحث عن فرصة للمشي وممارسة الرياضة، بعد أن هجرتها لسنوات جالساً على مكتبي بحكم عملي كمحاسب . أما سعد صالح، موظف في مركز التعليم المبكر في دبي فشعر بالملل بعد تكراره للكثير من برامج الحمية ومن الأطعمة التي وصفها له اختصاصيو التغذية، ومن قائمة الممنوعات والمحاذير التي كانت تلاحقه عند تناوله للطعام . فقرر الابتعاد عنها والسير منفرداً في طريق إنقاص وزنه بتقليل الكميات والابتعاد تدريجياً عن الطعام عالي السعرات الحرارية . يقول: جربت الكثير من برامج الحمية، وبعد إنخفاض وزني بصورة ملحوظة، كنت أعود بسرعة إلى وزني السابق لأن عاداتي الغذائية ما زالت من دون تغيير، فالوجبة الرئيسة لي هي العشاء، ولا أقوى على مقاومة الحلويات . ويتابع: بعد وقفة مع النفس واستجماع للإرادة قررت الاعتماد على نفسي في إنقاص الوزن، فامتنعت عن الأكل قبل النوم مباشرة، وخصصت بعض الوقت للمشي بشكل يومي . وخلال 3 أشهر خسرت 20 كيلو غراماً، وها أنا في طريقي لأصل إلى الوزن المثالي، وممارسة حياتي بصورة طبيعية . وتقول د .عائشة الظاهري، رئيسة قسم التغذية الصحية في جامعة الإمارات: يفهم البعض الحمية الغذائية على أنها جهد مبذول لإنقاص الوزن يستغرق أياماً عدة أو أسابيع، لكن بعد تحقيق الهدف والوصول إلى الوزن المطلوب، تعود أوزانهم في زيادة أكثر مما كانوا عليه . وتتابع: سبب عودة الوزن يعود إلى أن المترددين على اختصاصي التغذية يتعاملون معه على انه المخلص، وأنهم على استعداد لتنفيذ برنامجه بمنتهى الدقة طالما سيحقق الهدف، وللأسف بعض اختصاصيي التخسيس يوصفون لهم الحبوب المضرة التي تهدم الجسم وتتلف أعضاءه، إضافة إلى البرامج الجاهزة التي تطبق على الجميع . وتضيف: يجب أن يشعر اختصاصي التغذية الشخص أن عبء إنقاص وزنه يقع عليه بأساس، وأنه المتحكم الأول فيما يدخل إلى معدته، وأن ذلك لن يتحقق إلا بتغيير فكره وعاداته الغذائية إلى طريقة أفضل . وتشير الظاهري إلى الوزن المثالي الذي يفقده الإنسان بشكل طبيعي وهو نصف كيلوغرام في أسبوعين، وفي حال زيادة هذه الكمية يتضرر الجسم بشكل كبير، وتتأثر أعضاؤه خاصة الكبد والكلى . مما يعيدنا إلى نقطة البداية وهي التعامل مع السعرات الحرارية بنوع من التوازن تسمح للجسم بممارسة النشاط وبناء الخلايا والاستفادة من الطعام . تتفق معها لطيفة محمد راشد، رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي في الشارقة، في أن العادات الغذائية للإنسان هي كلمة السر في أي نظام صحي، وليست البرامج الجاهزة التي يتنافس فيها البعض، متناسين التاريخ الغذائي للحالة، مشيرة إلى أن طبيعة الغذاء المتناول وكمياته من أهم العوامل التي يرتكز عليها أي نظام غذائي . وتقول: يتجاهل البعض حب الإنسان للطعام، ويباغته بأنواع من الأطعمة المفيدة لكن عدم حبه لها يجعله يمل منها ويتوقف عن تناولها، عائداً لما يفضله من طعام . وتتابع: لتحويل الحمية إلى أسلوب حياة وعادات يومية، نعتمد على ما يكتبه الشخص من عادات غذائية لمدة 3 أيام متعاقبة، ونتعرف من خلالها إلى طعامه المفضل وكمياته، وطريقة إعداده، كما نقف على طبيعة عمله والسعرات الحرارية التي يفقدها بشكل يومي . وتضيف: بعد التعرف على العادات الغذائية وطبيعة الطعام وكمياته، يبدأ اختصاصي التغذية في التحكم في أسلوب إعداد الطعام، مع الاحتفاظ قدر المستطاع بالطعم الذي تعود عليه الإنسان، ثم يبدأ تدريجياً في التقليل من الكميات حتى نصل إلى الكمية المطلوبة للنشاط اليومي وبناء الخلايا . ويرى أمجد أمين، محاضر بقسم التغذية الصحية في جامعة الإمارات، أن البرامج الغذائية الجاهزة تشكل خطورة كبيرة على جسم الإنسان، لما تخلفه من تأثيرات مدمرة للكبد والكلى، مشيراً إلى أن لكل إنسان عاداته الغذائية وبرنامجه الخاص وما يفضله من طعام من الصعب حرمانه منه بشكل مفاجئ . لذلك يفضل أن يتعرف اختصاصي التغذية إلى العادات الغذائية والطعام الذي تعود عليه الشخص، ومن ثم التدخل بشكل تدريجي في الكميات ونوعية الغذاء بهدف إدخال تعديلات عليه، تجعله أكثر صحية وفائدة . ويتابع: من الناس من يتناول وجبه واحدة في اليوم، وعلى الرغم من ذلك يزيد بشكل ملحوظ، لاسيما إذا كانت تلك الوجبة العشاء . ومنهم من يخرج للعمل من دون تناول وجبة الفطور، كما أن البعض تعود على الوجبات السريعة، وهجر الخضراوات والفاكهة . ويضيف: كل هذه الأنماط الغذائية والسلوكيات الخاطئة بحاجة إلى تعديل في أسلوب الحياة، والتدخل التدريجي بشكل يحافظ على ما يفضله الفرد من أطعمة، فننصح الشخص بتناول 3 وجبات رئيسة تتخللها وجبات صغيرة قليلة السعرات، على أن تتضمن وجباته الكثير من الخضراوات والفاكهة، كما نضع له برنامجاً رياضياً خفيفاً يبدأ بالمشي لمدة 5 دقائق يومياً ويرتفع حتى يصل إلى نصف ساعة . ويشدد أمين على أهمية تغيير نمط الحياة ليس من أجل إنقاص الوزن فقط، ولكن للتوصل إلى تعديل في السلوكيات يضمن للإنسان العيش بشكل صحي ومفيد . لأن الكثير من مجربي برامج الحميات يعود وزنهم إلى ما كان عليه لأنهم لم يغيروا نمط الحياة المرتبط بالتغذية السيئة . وتعد الرياضة من ضروريات الحياة ليس لأهميتها في برامج الحمية فحسب، بل لفوائدها الكثيرة للجسم . لكن البعض يتعامل معها كخطوة توصله للوزن المناسب بعدها تصبح الأجهزة الرياضية في المنازل مجرد شماعة للملابس . ويقول د . طارق صادق، رئيس الفريق الطبي لنادي عجمان الرياضي: لا يوجد خلاف على أهمية الرياضة لجسم الإنسان، فهي تنشط الدورة الدموية، وتزيد من كفاءة وظائف الجسم، إضافة إلى تحسينها للمزاج العام للإنسان، وتساعده على التخلص من السموم والسعرات الحرارية العالية . ويتابع: جرت العادة أن يصف بعض اختصاصي التغذية للمقدم على الحمية الغذائية بعض التمارين الرياضية لمدد طويلة، تخلصهم من الدهون والسعرات الحرارية الزائدة، وينصحونهم بشراء أجهزة رياضية منزلية تساعدهم في ذلك . لكن أغلب المنفذين لتلك البرامج يصابوا بحالات من الإرهاق والتعب والملل . ويضيف: نتعامل في الطب الرياضي مع التمارين الرياضية بشكل فردي لكل حالة ولا نلجأ إلى التعميم . فمن غير المعقول أن أصف برنامجاً رياضياً أطلب فيه من شخص يعاني آلام المفاصل أو خشونة العظام، أو من مريض بالقلب أو الكبد أو الكلى، الجري أو المشي لمدة نصف ساعة في اليوم الأول . ولكننا ندرس التاريخ المرضي للحالة ومن ثم نضع برنامجاً رياضياً مناسباً . نصائح تقدم الدكتورة عائشة الظاهري، رئيسة قسم التغذية الصحية في جامعة الإمارات بعض النصائح الغذائية للراغبين في تطبيق نظام غذائي صحي ومتوازن، يساعدهم على العيش بطريقة صحية، ويمكنهم من اختيار الغذاء المناسب، وتعلم كيفية التخطيط للمستقبل للحفاظ على نظام غذائي صحي ومفيد . اجعل لنفسك هدفاً محدداً، فالتفكير في التخطيط لنظام غذائي صحي يتطلب عدد من الخطوات الصغيرة التي يمكن التحكم فيها بدلاً من التغيير الجذري الكبير . تناول كميات أقل مما كنت تفعله سابقاً، واستخدم أطباقاً أصغر، وفي حالة شعورك بعدم الإشباع تناول بعض الخضراوات الورقية مع الوجبة الرئيسة أو حاول الانتهاء من الوجبة بتناول الفاكهة . الطعام الصحي ليس فقط ما تتناوله وإنما المهم هو كيف، وأين تتناوله؟ لذلك تجنب الأكل أمام التلفاز أو الكمبيوتر، وحاول الأكل مع الأهل والأصدقاء قدر المستطاع، امضغ الطعام جيداً . توقف عن الأكل قبل الشعور بالشبع . تناول وجبة الفطور مع تناول وجبات صغيرة ومتوازنة على مدار اليوم تتراوح من 5 إلى 6 وجبات يومياً، وكن حريصاً على تلك الوجبة لأنها تساعد على الإسهام في بدء عمليات التمثيل الغذائي . تجنب تناول الوجبات الكبيرة: فهي تبقى في المعدة طويلاً، وتؤدي إلى إبطاء النشاط العقلي والجسدي . ابتعد عن تناول الطعام في الليل . * تناول الكثير من المشروبات كالماء، وعصائر الفواكه، والحليب، والشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة قلل من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين فهي قد تزيد من العصبية والتوتر . تجنب قلي الطعام، فالطعام المخبوز والمعد بالبخار أكثر فائدة . تناول كمية وفيرة من الخضراوات والفاكهة، فهي أساس لاتباع نظام غذائي صحي، لأنها منخفضة السعرات الحرارية، وغنية بالفيتامينات . عند تناول الخضراوات يجب مراعاة اللون فكلّما كانت الخضراوات أكثر قتامة في اللون، كلما احتوت على تركيز عال من المغذيات . اجعل نصف الحبوب المتناولة من الحبوب الكاملة، فهى تمد الجسم بكمية كافية من الطاقة وتحتوي على فيتامين ب، والحديد، والألياف التي تساعد في عملية الهضم . احرص على شراء وتناول اللحوم قليلة أو خالية الدهون، مثل الأسماك والدجاج، إضافة إلى الفول والبازلاء، والمكسرات، والبذور . لأنها تعد من أشباه اللحوم في محتواها وفائدتها . ركز على الحليب السائل، وعلى منتجات الحليب لاحتوائها على بروتين وكالسيوم وأحماض أمينية تساعد على تغذية الدماغ . اعتمد في غذائك على الزيوت الطبيعية المصدر، والاستفادة من الدهون غير المشبعة، بما في ذلك أوميغا 3، وأوميغا 6 والأحماض الدهنية، الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون، والماكريل، والأنشوجة، والسردين، وزيت عباد الشمس، والذرة، وفول الصويا، وبذور الكتان، والجوز . ممارسة الرياضة بالتدريج، فهي تساعد على نشاط الجسم وزيادة الحرق، والتخفيف من التوتر والعصبية