اشاد عدد من قادة العالم بنلسون مانديلا الذي توفي الخميس عن 95 عاما، واعتبره الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "مصدر الهام" للعالم. وقال بان كي مون ان مانديلا كان "مصدر الهام" للعالم. واكد للصحافيين في مقر الاممالمتحدة في نيويورك "علينا ان نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى الى جعل العالم افضل". وفي بروكسل قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو انه "يوم حزين، ليس لافريقيا وحدها بل للاسرة الدولية باكملها. نبكي وفاة واحدة من اعظم الشخصيات في عصرنا".
مانديلا رمز عالمي للحرية والمصالحة
ولد مانديلا في 18 تموز/يوليو 1918 في منطقة ترانسكاي (جنوب شرق) في قبيلة ملكية واطلق عليه والده اسم "روليهلاهلا" اي المشاكس الذي يجلب المشاكل. وفي سن مبكرة بدا مانديلا فتى متمردا واقصي من جامعة فورت هار للسود بسبب خلاف حول انتخاب ممثلي الطلاب. وفي جوهانسبرغ التحق المحامي الصاعد الذي يعشق النساء والملاكمة، بحزب المؤتمر الوطني الافريقي واسس مع اشخاص اخرين رابطة الشباب في الحزب. وامام السلطة التي تطبق نظام الفصل العنصري في 1948 تولى مانديلا رئاسة الحزب. واعتقل مانديلا مرارا وحكم مرة اولى بتهمة الخيانة قبل تبرئته في 1956. وبعد عام قاد مانديلا النضال المسلح واعتقل وحوكم بتهمة التخريب والتآمر ضد الدولة في اطار محاكمة ريفونيا (1963-1964). وصدر على مانديلا حكم بالسجن المؤبد لكنه اعلن مبدأه بالقول "ان مثلي الاعلى كان مجتمعا حرا وديموقراطيا يعيش فيه الجميع مع فرص متساوية (...) اني مستعد لان اضحي بحياتي في سبيل ذلك". والهم مانديلا رفاقه في سجن روبن ايلاند قبالة سواحل الكاب (جنوب غرب) او سجون اخرى. واعتبارا من 1985 اطلق نظام الفصل العنصري الخاضع لعقوبات دولية والنضال الداخلي المتواصل، مناورات سرية. ففي 11 شباط/فبراير 1990 كان "المعتقل الذي يحمل رقم 46664" رجلا حرا الى جانب زوجته الثانية ويني. وعلى الفور تواصلت المفاوضات. وبفضل نجاح المفاوضات مع اخر رئيس لنظام الفصل العنصري فريديريك دو كليرك، حاز الرجلان جائزة نوبل السلام في 1993. وفي 27 نيسان/ابريل 1994 انتخب مانديلا في الدورة الاولى من الانتخابات المتعددة الاعراق واعلن عزمه على بناء "امة تعيش بسلام في الداخل ومع العالم". ونجح مانديلا في ان يكسب مودة البيض لانه لم يظهر مرارة لكل السنوات التي امضاها خلف القضبان. وفي 1998، في اليوم الذي احتفل فيه بعيد ميلاده الثمانين تزوج مانديلا غراسا ماشيل ارملة رئيس موزمبيق السابق التي تصغره ب27 سنة. وبعد سنة استقال من الرئاسة واعتزل السياسة. ولانه بقي مخلصا للمؤتمر الوطني الافريقي، رفض اتخاذ مواقف سياسية باستثناء ما يتعلق بمكافحة الايدز. وفي حين كان الحديث عن الايدز محرما، نظم مانديلا في 2003 اول حفلة في سلسلة حفلات موسيقية واعلن بعد عامين ان ابنه توفي من جراء هذا المرض.
اما رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، فقد قال ان "جنوب افريقيا فقدت اباها والعالم فقد بطلا. اشيد بواحد من اكثر الرجال انسانية في عصرنا". واكد باروزو وشولتز ان نلسون مانديلا "لم يلعب دورا اساسيا في التحول في جنوب افريقيا الى الشعب الديموقراطي الذي نراه اليوم بل يمثل المعركة ضد العنصرية والعنف السياسي وعدم التسامح". وفي واشنطن، نعى الرئيس الاميركي باراك اوباما مانديلا معتبرا انه كان رجلا "شجاعا وطيبا". واشاد اوباما في كلمة مقتضبة بعد الاعلان عن وفاة مانديلا "بارادته القوية للتضحية بحريته من اجل حرية الآخرين". اما الرئيس الاسبق بيل كلينتون فقد وصف مانديلا "ببطل الكرامة الانسانية والحرية". وقال ان "التاريخ سيذكر مانديلا كبطل من اجل الكرامة الانسانية والحرية والسلام والمصالحة". واضاف بيل كلينتون "نحن نعيش جميعا في عالم افضل بفضل مانديلا". واشادت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بنلسون مانديلا معتبرة انه "اسم ساهم الى الابد في المعركة ضد قمع شعبه". من جهته، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان "نورا كبيرا خبا". وقال على حسابه على تويتر ان "نلسون مانديلا كان بطل عصرنا". وتابع "طلبت تنكيس العلم امام مقر رئاسة الحكومة"، بعد وفاة اول رئيس اسود لجنوب افريقيا. وفي باريس، اشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بمانديلا معتبرا انه "مقاوم استثنائي" و"مقاتل رائع". وفي بيان اصدره قصر الاليزيه، قال الرئيس الفرنسي ان مانديلا "كان يجسد شعب جنوب افريقيا واساس وحدة وعزة افريقيا باكملها". اما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقد رأى في مانديلا "عملاقا كان يتمتع بحضور قوي" و"ابا جنوب افريقيا". وقال في بيان "مع نلسون مانديلا يرحل ابو جنوب افريقيا، عماد النضال من اجل الحرية المستعادة ومن اجل المصالحة". وفي رام الله، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس جنوب افريقيا السابق الذي وصفه بانه "فقيد شعوب العالم اجمع (...) وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان اشجع واهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا". واضاف "جمعتنا مع الزعيم الاممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة الى الابد بين الشعبين الفلسطينيوالجنوب افريقي"، مؤكدا ان "مانديلا قائدا ومقاتلا من اجل حرية شعبه وكان رمزا للتحرر من الاستعمار والاحتلال لكافة الشعوب من اجل حريتها". وتابع "لن ننسى ولن ينسى الشعب الفلسطيني مقولته التاريخية حين قال ان ثورة جنوب افريقيا لن تكتمل اهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته". وفي البرازيل، عبرت الرئيسة ديلما روسيف عن حزنها لوفاة مانديلا "المثل الذي سيقود كل الذين يناضلون من اجل العدالة الاجتماعية والسلام في العالم". ووصف رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان في برقية تعزية وجهها الى جنوب افريقيا ان مانديلا واحد من "اكبر المحررين في التاريخ" و"ايقونة للديموقراطية الحقيقية". اما الزعيم التاريخي لحركة تضامن البولندية ليش فاليسا، فقد وصف مانديلا بانه "رمز للنضال ضد الفصل العنصري والعنصرية". واخيرا، قال ديزموند توتو احد اهم المناضلين ضد نظام الفصل العنصري ان مانديلا "علمنا كيف نعيش معا ونؤمن بانفسنا وبكل واحد". واضاف ان مانديلا "كان موحدا منذ ان خرج من السجن" في 1990".