برس : الشارع قال ل"الشارع" مصدر عسكري رفيع إن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من 50 شخصاً مشتبها بضلوعهم في جريمة الهجوم وعملية الاقتحام التي نفذها مسلحون, صباح الخميس قبل الماضي, على مجمع الدفاع العسكري "العُرضي" في العاصمة صنعاء, في عملية هي الأكبر, وأدت إلى مقتل 56 شخصاً, وإصابة 215 آخرين؛ ضابطاً وجنودا في المجمع, وأطباء وممرضين وعاملين في مستشفى "العُرضي". وأوضح المصدر العسكري المطلع على عملية التحقيقات إن الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد أرقام التلفونات التي كانت لدى عدد من المسلحين الانتحاريين الذين هاجموا مجمع "العُرضي" وتتبعت المكلمات التلفونية التي كان يُجريها هؤلاء المسلحون مع آخرين تم اعتقال عدد منهم. وأفاد المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث في هذا الموضوع, بأن "تتبع المكالمات الهاتفية أدى إلى كشف خلايا إرهابية نائمة في دار الرئاسة, والقصر الجمهوري في العاصمة صنعاء, والمنطقة العسكرية الرابعة في عدن", مشيراً إلى أنه تم القبض على 9 أشخاص يعملون في الرئاسة والقصر الجمهوري, ويُشتبه بتورطهم في عملية الهجوم على "العُرضي" وعملها مع جماعات متطرفة, ومراكز قوى عسكرية وقبلية, كما تم القبض على آخرين, بينهم جنود من المجندين الجدد الذين تم استيعابهم في الجيش خلال العام 2012م. وذكر المصدر أن عددا من المسلحين المهاجمين أجروا, من أرقام هاتفية تتبع شبكة اتصالات تتحفظ "الشارع" عن ذكر اسمها, اتصالات مع آخرين يعملون في القصر الجمهوري, إضافة إلى مجندين جدد في وزارة الدفاع, ومجمع "العُرضي" ووحدات عسكرية أخرى, بينها المنطقة العسكرية الرابعة, التي يقودها اللواء الركن محمد الصبيحي. وقال المصدر إن "التحقيقات الأولية كشفت أن تنظيم القاعدة مخترق قيادة المنطقة العسكرية الرابعة", وفيما عبر المصدر عن مخاوفه من استهداف اللواء محمود الصبيحي؛ رفض تقديم أي معلومات أخرى حول عدد العناصر التي تخترق قيادة هذه المنطقة العسكرية, وما إذا كان قد تم اعتقال هذه العناصر, أم لا. وأضاف المصدر: "أغلب الوحدات العسكرية تم اختراقها من قبل تنظيم القاعدة, وجماعات دينية متطرفة, بسبب تجنيد آلاف, خلال عام 2012م, وتوزيعهم على كثير من الوحدات العسكرية". و ذكر المصدر أنه تم إيقاف متهمين يعملون جنوداً في مجمع "العُرضي" ويشتبه بعملهم مع جماعات دينية متطرفة ومراكز قوى عسكرية وقبلية. وأكد مصدر سياسي رفيع ل"الشارع" أن رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, أبلغ قيادات حزب المؤتمر وحلفائه, لدى لقائه بهم الأسبوع الماضي, أن التحقيقات كشفت عن وجود خلايا نائمة لمتشددين في دار الرئاسة, ومجمع "العُرضي". وطبقاً للمصدر, فقد أفاد رئيس الجمهورية بأنه تم اعتقال عدد من أفراد هذه الخلايا, وأن أفراد هذه الخلايا يصلون الى 56 شخصا. وأكد المصدر مشاركة خبراء عسكريين أمريكيين وألمان في التحقيقات الجارية حول الهجوم الذي استهدف مجمع "العُرضي" مشيراً إلى أن مشاركتهم في التحقيقات تمت بناءً على طلب من رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي. وأوضح المصدر أن أربعة عسكريين أمريكيين يشاركون في هذه التحقيقات, إلى جانب عسكريين ألمانيين. وقال المصدر: "يجري الآن استكمال التحقيقات مع بقية المتهمين والمشتبه بهم, ويتم ربط خيوط الاستدلال لمعرفة مدى حجم ومدى تورط المتهمين, ومعرفة الجهات والأشخاص والمسؤولين الذين يقفون خلفهم, ودعموهم لتنفيذ جريمة الهجوم, وربط كل خيوط الاستدلالات للخروج بنتيجة نهائية". وأشار المصدر إلى أن لجنة التحقيق أخذت في الاعتبار عملية التحريض التي قام بها رجل دين, قبل أسابيع من قناة "وصال" التي قال إن "التحقيقات الأولية تؤكد أن هذه القناة ناطقة باسم تنظيم القاعدة, وغرفة عمليات له". وخلال الأسبوع الماضي, تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو لرجل دين تحدث عبر قناة "وصال" عن اعتقال جهاز الأمن القومي لجرحى أجانب وصلوا الى المستشفى العسكري في صنعاء قادمين من منطقة "دماج" في صعدة. واستنكر رجل الدين اعتقال هؤلاء الجرحى الأجانب, وتوعد أن المهاجمين سيردون على ذلك, محملاً مسؤولية ذلك إدارة المستشفى والرئيس هادي ووزير الدفاع. وقال المصدر العسكري إن "فريق التحليل في لجنة التحقيق حلل هذا الخطاب الذي سبق أن بثته قناة "وصال" وتأكد أنه ضمن تحريضاً واضحاً". وأفاد المصدر بأن الخبراء العسكريين الأمريكيين والألمانيين استغربوا من كون أجهزة الأمن اليمنية لم تأخذ هذا التهديد مأخذ الجد, معتبرين ذلك "تقصيراً وإهمالاً لمسائل أمنية هي من صميم عمل الأجهزة الأمنية". وكان تم نقل جرحى من "دماج" بينهم أجانب قام جهاز الأمن القومي باحتجازهم للتحقيق معهم, وهو الأمر الذي أثار غضب الجماعات الإسلامية في اليمن والمنطقة العربية. وقام الأمن القومي باعتقال الجرحى الأجانب, وقال مصدر عسكري إن التحقيقات مازالت جارية معهم, وأثبتت أن أغلبهم دخل اليمن بطريقة غير شرعية, وبدون جوازات سفر. وطبقاً للمصدر, فبعد استكمال التحقيقات مع هؤلاء, سيتم ترحيلهم إلى بلدانهم