أثارت مادة صحفية نشرها الصحفي اليمني رئيس تحرير الديار عابد المهذري جدلاً واسعاً في الوسط الصحفي سيما لدى رواد مواقع التواصل الإجتماعي حيث دعا المهذري في مادته المنشوره الى تنصيب حميد الأحمر رئيساً للجمهورية .
وقد لاقت الدعوة إستهجان الكثير من الناشطين من مختلف التوجهات السياسية والمشارب الفكرية .
وتحمل مادة المهذري رسالة ل نجل الرئيس السابق في مقارنته ب حميد الأحمر من جوانب كثيرة .
المساء برس تعيد نشر المادة ما دام رجالات هذه البلاد قد وصلوا الى طريق مسدود لا يؤدي سوى لإختيار مخزي يتمحور حول اقناع الشعب بخيار وحيد يكرس قناعات عدم وجود شخصية وطنية قادرة على حكم اليمن غير عبدربه منصور هادي بما يمثله من فشل و عجز و ضعف يجعل بقاؤه في الرئاسة وصمة ذل تسيئ لماضي و حاضر و مستقبل هذا الوطن .. عندما تكون الارض اليمنية بهكذا طرح تبدو و كأنها خالية من الرجال الأكفاء و عاقر عن انجاب قائد وطني غير هذا الإنهزامي المسمى منصور . سأقول كلمتي التي قد تغضب الجميع بما فيهم حميد الأحمر نفسه .. حين أتناوله هنا كفكرة جديرة بأن يتموضع محورها على كرسي الرئاسة لإعتبارات منطقية كثيرة ليس من بينها التزلف او الترويج لشخص حميد الأحمر كما سيفسر الممتعضين من فكرة الخلاص هذه.. لان المنزعجين منها يؤثرون الانصياع للأمر الواقع المتمثل في استمرارية وبقاء الرئيس هادي على الإنحياز لخيار الإنقاذ عبر حميد الأحمر لأسباب تتعلق بحساباتهم الخاصة معه وفق منظور ضيق الأفق يرتضي الإنتكاسات الوطنية المتفاقمة في ظل حكم عبدربه منصور .. على مبدأ التضحية بالحد الأدنى من المصالح الذاتية في سبيل المصلحة العامة للبلاد و العباد و التغاضي عن الخيار المر حينما يكون المنقد هو الخصم و العدو حميد الأحمر . لكنه من وجهة نظري سيظل رجل المرحلة .. قياسا بالفرضيات السطحية التي رفعت هادي الى عرش السلطة .. لا أعني براءة حميد من صناعة العاهات اليمنية الراهنة .. بقدرما هو اتهام ضمني بتورطه المباشر و غير المباشر في العبث الحاصل سابقا و لاحقا بالوطن و المواطن .. لكن من متى كانت بلادنا ترفض العاهة و لا تتقبلها و تصفق لحضورها .. و إلا لما تمخض جبل ثورة الشباب السلمية بولادة اكبر عاهة تاريخية بحجم المشير الدنبوع !! الواقع الراهن هو افراز مقيت لأداء النخب السياسية و الثورية و من خلاله يمكن فهم و تقييم طرائق تفكير و محددات القدرة على التغيير لدى التيارات و القوى المشكلة لنخبة المجتمع كقادة أمة يزعمون صناعة مستقبل الأجيال .. فصنعوا بالتوافق و المحاصصة رئيس سبعيني معلول و سقيم قادم من مخازن خردوات النظام السابق . فليكن حميد الأحمر .. عاهة و مصيبة و كارثة ..فليكن قضاء و قدر و جريمة لا تغتفر .. هل لديكم بديل غير حميد يكون جدير بترجمة تطلعات الناس و انقاذ اليمن من متاهات الإنزلاق ؟! ما دام جميع القوى السياسية المحلية و الدولية لا يملكون أي بدائل غير هادي لأسباب قائمة على مبررات بعيدة عن قدراته و جدارته .. قريبة من نزعاتهم فقط .. كون هادي هو المتناغم مع أهدافهم .. يلبي مطالبهم و يحمي مصالحهم .. ينفذ الأجندة و المخططات التآمرية بمطواعية و تبعية .. لذا فهو الخيار الجيد بالنسبة لهذه القوى .. بينما هادي يعد الخيار الأسوأ لأبناء الشعب الذين لم يلمسوا منه طوال عامين اي شيء ايجابي يلامس حياة المواطن على الواقع المعاش . لذا .. لا أجد غير حميد الأحمر بعيوبه و مساوئه .. أراه مناسبا لإعتلاء كرسي الرئاسة .. حميد الشاب الثائر و السياسي العنيد .. صاحب النفوذ القبلي و المالي و الحزبي و شبكة العلاقات الواسعة داخليا و خارجيا .. و قبل هذا و ذاك .. حميد الأحمر الرجل الطموح و هنا بيت القصيد .. كون الطموح هو من يصنع الانتصارات بغض النظر عمن يكون .. فالتاريخ يتحدث عن إضاءات صنعها فقط القادة الطموحين .. الفرسان أولي العزائم .. الرجال ذوي الإرادة و الهدف .. من يؤمنون بالتحدي و يكفرون بالاستسلام و الرضوخ .. قادة لا يعترفون بالتقهقر و التراجع للوراء .. رجال على العكس تماما من طبائع الرئيس هادي الأقرب الى الزعامات الكرتونية صنيعة الغير مثل طالباني و كرازاي و المرزوقي . أما حميد الأحمر من حيث الطموح و التطلع و الإصرار .. لا يستطيع حتى أعداؤه انكار تميزه و تفرده بهذه الخصائص المطلوب توافرها في شخص الرئيس الذي تحتاجه اليمن الآن كقائد جسور قادر على انقاذ الوطن و حسم المخاض العسير بأقل الخسائر .. حتى لو أخذ البعض أو الكثرة على حميد انتماؤه للإخوان المسلمين و وضعوه في مقارنات الخسارة و مقاربات النهاية بنموذج الرئيس المصري محمد مرسي و نظام حكمه سريع الإنهيار .. فالفرق واضح بين حالة مرسي كشخصية منقادة و تابعة للجماعة أختير من المرشد بديع كبديل اضطراري للرجل القوي خيرت الشاطر و بين حميد الأحمر كحالة يمنية مختلفة .. تمكن من تطويع الجماعة بما يتوافق مع توجهاته منذ محطة 2006 حتى منعطف 2011 و اتحدى من يثبت العكس . لا تندفعوا بعواطفكم لتقولوا لي من باب المكارحة لدينا "أحمد علي" كأبرز شخصية شابة و قوية يتصدر قائمة الاقوياء المؤثرين شعبيا و لوجستيا داخل الساحة الوطنية المكتضة بعجائز الأزمنة الغابرة لا يزالون يتحكمون بصناعة القرار و مفاصل الحكم في وطن ثلثي سكانه من الشباب .. لأن أحمد علي ايها الأعزاء يفتقد عنصر الطموح الذي يرجح الكفة حينما تكون المفاضلة بينه و حميد لدرجة التساوي في المساويء و نسبة الرفض و القبول و مقدار التعقيدات المواجهة لكليهما .. التي لن يتجاوزها بنجاح إلا من يمتلك سلاح الطموح المفقود للأسف لدى أحمد و متوافر عند حميد بلا حدود . من يريد التأكد من حقيقة هذه المعادلة .. عليه ملاحظة تشابه أحمد مع هادي في جوانب الإنقياد و التردد و الخوف من مواجهة الأحداث .
أحمد لم يكن يوما ما طموحا في الوصول لدار الرئاسة .. مثله مثل هادي .. ينصاع فقط لإرادة المتحكمين به حين وجد والده يسعى لتوريثه الحكم بذات المصادفات التي منحت هادي فرصة خلافة صالح المتشابه مع حميد في مقاييس الطموح .. بمعنى ان أحمد لو اصبح رئيسا سيكون مطواعا كسولا و مرتعش من فصيلة عمه عبدربه منصور هادي .. فيما حميد الأحمر قد يتفوق على عدوه علي عبدالله صالح في قابلية و رغبة خوض المعركة و المغامرة بمهارة يحتفظ معها بنفس الاوراق الرابحة التي لعب بها صالح و اعتمد عليها في ممارسة هوايته المفضلة .. بحذاقة لا تحتاج من حميد غير اضفاء لمساته العصرية عليها لتصبح نسخة ثورية حديثة صالحة للإستخدام بثقافة سياسة هذه الأيام