ما قاله وزير دفاعنا الذي زار منابع النفط الحضرمي المنهوب ليرعد ويبرق ويتوعد أبناء الأرض بالويل والعقاب ويصفهم بصفات التخريب والإرهاب، ربما قد نجد من يحاول أن يُقدم الكثير من المبررات لكلمات الرجل الذي يشرف على جحافل عساكر اليمن ، تلك الجحافل التي تنطبق عليهم مقولة حلف قبائل حضرموت بأنهم يتقزمون في صنعاء ويحاولون التأسد في حضرموت .. صحيح أن اللواء/ علي ناصر، جنوبي الانتماء إلا أن ذلك الانتماء لم يمنعه من أن يقف مكتوف اليدين وقادة جيشه يتقنون بأساليب تمزيق أجساد أخوته في الانتماء مثلما حصل في الضالع وعدن وشبوة. بكل الأحوال شخصية بتلك الصفات لن يكون من المستغرب أن يأتي بمثل تلك الكلمات التي أطلقها وهو متحصن ومطمأن بين جنوده ضد رجالات وصناديد حلف قبائل حضرموت. لكن ما أثار دهشتي واستغرابي وألمي معاً هو ما جاءت به وكالة الأنباء اليمنية (سبأ ) على لسان حاكم حضرموت .. أبن تلك الأرض التي ترتوي بدماء أبنائها الذين باتوا ضحايا للقتل والفقر والأمراض السرطانية والجوع والبرد فيما خير أرضهم الذي وهبه الله لهم يتنعم به الفاسدون واللصوص في هذا البلد الذي أكاد أُجزم أنه بات ناسياً متى كان سعيد … وأنا أُطالع ما جاءت به (سبأ ) من كلمات تصريح أبن حضرموت البار خالد الديني، جال بخاطري سؤال حول يا ترى ما الذي كان يجول في مخيلة الرجل حينما كان يصف أبناء شعبه وأخوته الذين هبوا لرفع الظلم والحرمان والمرض .. هبوا لكسر قيود العبودية .. بالمخربين والإرهابيين .. فقط لأنهم رفضوا أن يستمروا في الصمت والخنوع لمن يُريد أن يستمر في نهب ثروتهم وإبدالهم إياها بالأمراض المُسرطنة لتفتك بهم بسبب أطماع وفساد ولاة الأمر دون رقيب أو خوف من الله. هل يستحق البقاء في منصب معدوم الصلاحية أن يُعادي الرجل أهله وشعبه ، ليصفهم بمثل تلك الصفات، ويصف حماة قاتليهم وناهبيهم بأنهم أبطال وأنه وشعبه الذي أدار له ظهره سيقف إلى جانبهم. عزيزي حاكم حضرموت الذي لم نرى منك أي حكماً عادلاً تنصف به شعبك ورعيتك وأهلك ، كنت صادقاً حينما قلت ان النفط ثروة سيادية وملك للشعب ولا يمكن لأي شخص أو جهة أو جماعة التحكم بمثل هذه الموارد ، ولكنك بنفس الوقت تساند من يحرم الشعب منها ومن خيراتها .. لتذهب لجيوب الفاسدين .. كنت صادقاً عندما قلت أن أبناء حضرموت بقياداتها ومشائخها وأعيانها وأبنائها يرفضون أعمال العنف والتخريب . ولكن يا عزيزي لما لم تشر أيضاً إلى أنهم يرفضون أن يظلوا محرومين من كل شيء فيما يفترض أنهم يملكون كل شي ؟ لما لم تُشر إلى أبناء حضرموت يرفضون أيضاً أن تمر أنابيب النفط لتشفط خيراتهم فيما هم قابعين في بيوتهم البسيطة البدائية والجوع والفقر والحاجة تتملكهم ، ألانهم لا يتوافدون لمجالسكم لتتصدقوا عليهم بأموالهم ؟ أنهم يا من تولية رعايتنا أمام الله قبل كل شيء ، لا يفعلون ذلك لأنهم ليسوا في حاجة … بل لأنهم يمتلكون كرامة وعزة نفس تقبل أن تموت على أن تمد يدها لغاصب يغتصب خبزهم وحليب أطفالهم ثم يعود ليرمي إليهم ببعض الفتات .. لما لم تقل في كلماتك تلك أن أبناء حضرموت يرفضون أيضاً أن يقبعوا بعد اليوم مكتوفي الدين وهم يرون الغرباء يعملون في أرضهم فيما شبابهم منتظر في رصيف البطالة في انتظار قدوم حافلة العمل والتي ستُنجيهم من براثين البطالة والضياع بحسب الوعود الوردية التي دائماً ما كنتم تنسجونها لهم. لما ولما و لما …. كثيرة هي تساؤلاتي … إليك .. لكن هل من مجيب ..