أ.د مبارك قاسم البطاطي ابدا مقالي هذا متسائلاً عمايحدث ويقال ، اتستحق حضرموت الغالية التي اطعمت من جوع وآمنت من خوف ، كما انها أرض الانبياء ، التي بزغ منها، وأنطلق شعاع الكون نورا، وضياءا ان تحاصر وتدك مدنها بالمدفعية ، وهي ورجالها يحمون الثغور ومواقع الثروة ، التي تأتي لكم بالخيرالوفير، انها لمعادلة صعبة يستعصى فك رموزها على كل ذي بصر وبصيرة ، وياللاسف الاسيف ، ياقادة وجنداليمانية ، اتدرون من هم هؤلاء الذين تقصفونهم وتصفوهم بالإرهابين انهم احفاد ( وائل ابن حجر ) الذي شكل مع جنده الحضارمة العمودالفقري لجيش الفتح الاسلامي لبلاد الأندلس ولكنه الجهل بالتاريخ والدور( لبلاد الأحقاف ورجالاتها العظماء )الذين ملاؤا الدنيا ضجيجاً وشهرة اقراؤا التاريخ اذ فيه العبر ضاع قوم ليس يدرون الخبر، فعدم المعرفة بالتاريخ اوتجاهله من شأنه ان يعمل على سد منافذ المعرفة أيها الأشقاء ( اليمانيون ) . إن هذه هي الهبة الحضرمية ، التي يقودها البواسل من قبائل حضرموت ، التي قضت مضاجع مراكز القوى والنهابين للثروة الحضرمية ، وبرغم سلميتها، ومطالبها الحقة ، في حماية ثروتها والأشراف عليها من العابثين والمفسدين ، الذين لاينتمون إلى هذه التربة الحضرمية، فهذه المطالب ، والحقوق، والتي وعد النظام في صنعاء(اليمن) بتحقيقها على الفور، بإعتبار أنها حق سيادي لحضرموت وشعبها ،إلا ان شيئاً من هذا لم يحدث . ومن هذاالمنطلق وبناءاً على ماتقدم ، فما كان من رجالات الوطن وقادة الحلف القبلي ، طلائع الهبة إن لبو نداء الوطن في حمايته وثرواته وأهله من ناهبيه . فالهبة الحضرمية ، ومايقوم به رجالها من حماية وبسط نفوذهم على مواقع الثروة الطبيعية لأستتباب الأمن والنظام ، كل هذا ، هو عطاء وطني بإمتياز ، وحرصا وحماية للسيادة على أرضهم يتسم بالسلمية ومطالبة بعودة الحق والثروة لأهله وفي ربوع الوطن الحضرمي ولم تتجاوز أو تعتدي على اي من حقوق الغير، وأنما لرفع الظلم، الذي حل بإهلهم وبنو جلدتهم من تسلط الناهبين، وفي غياب القانون والعدالة التي اقرته جميع الشرائع السماوية منها، والكونية إلا ان كل ذالك لم يلقى اي استجابة اورغبة في التنفيذ من قبل صانعي القرار في صنعاء (اليمن) بل وصل الامر بهم ان يصفوا هؤلاء الرجال البواسل ( بالارهابين ) انها حقا لمهزلة . اذن ماذا تطلقون على النهابين ولصوص الثروة الحضرمية القابعين وراء ظهرانيكم اليس هم الارهابين الحقيقين ، والذين سلبوا ونهبوا واعتدوا على حقوق الغير . وبناءا على ما تقدم تحاول الهبة الحضرمية الشعبية تدشين حقبة جديدة في تاريخ بلادالاحقاف ، قوامهااكتشاف الحضارمة لانفسهم ، وحضورهم على المسرح السياسي ، ومحاولتهم امساك مصيرهم ، والانسجام مع التاريخ الانساني المتأسس على الحرية ، والمواطنة الحقة ، والدولة العصرية الحديثة دولة المؤسسات ، والقانون والعدالة الاجتماعية ، لكن مايجب علينا ملاحظته في هذاالمقام هو ان هذه الهبة المباركة التي قادها رجالات القبائل الحضرمية ، قدانطلقت من وسط جموع الشعب ، واندلعت نتيجة تراكم حالات من الظلم والاحباط واليأس ، وانعدام الثقة ، في من تولى امرهم من غير جلدتهم وتربتهم الحضرمية ، ولعل هذا مايفسر لنا عفوية – الهبة الحضرمية – فهي قد اندلعت فجأة من خارج اي توقعات ، ومن دون ممهدات سابقة ، أو هياكل تنظيمية ، أو هيئات قيادية ، ومن دون برامج سياسية ، فالهبة أنطلقت في حضرموت التي عانت لعقود من التهميش والحرمان ، والمحو للهوية الحضرمية ، التي كانت تملاء بطون وصفحات كتب التاريخ الأنساني قاطبة شهرة وعالمية ، وهذا ما يفيد ان الهبة لا تسير وفق الرغبات المرجوه ، ولا وفق الأهواء ، وانما تشق طريقها في المطالبة بالتغير، والبدء بتنفيذ مايمكن تنفيذه حماية للوطن وثرواته من ناهبيه . إن هذه الهبة الحضرمية على عفويتها، والمشكلات التي تتعرض لها من قبل اجهزة السلطة، هي التي جلبت المترددة والمحايدة من العامة في حضرموت الى السياسة، وقتلت الخوف عندهم ، وحولتهم إلى قوى فاعلة أكثر مما فعلت القوى السياسية وأحزابها ، وهذا يعزز الأعتقاد بإن اي تغير في واقع المجتمع الحضرمي يتطلب أولاً أزاحة نظام الغزو ، والأستبداد الغريب عن هذه التربة الحضرمية ، والذي فرض قسراً علينا منذ عقود مضت ، بإعتبار ذلك شرط لاي تغير واقع في مجتمعنا ثقافياً وأقتصاديا ، وأجتماعياً وسياسياً، وهذا الوضع يعني أدراك المواطن لذاته ، ووعيه لحقوقه ، وأنخراطه في السياسة ، وفي تقرير مصيره هو بحد ذاته ثورة في أوضاعنا الخاصة كما أنه أيضاً يعني ان ظهورالمواطن،والقيام بدوره الوطني يفضي الى ظهور المواطنة وصوغ هويتهم الحضرمية كشعب،وفي كل الاحوال فقداثبتت تجربة العقود الماضية بانه ، من دون كسر هذا الأنغلاق الذي شكله نظام الأستبداد، والذي أدى حجز شعبنا خارج التاريخ ، لا يمكن ان يحصل اي تطور سياسي واقتصادي ، واجتماعي ، وثقافي ، وعلمي ، في بلادنا . خلاصة القول ، فان مجرد نزول الجماهير – الحضرمية – إلى الشوارع تحت شعارالمطالبة بحقوقهم المشروعة وسيادتهم المنتهكة ثم حمايتها من قبل جميع رجالات الهبة ، وطلائعها القبلية ، ومعها كل فصائل العمل الوطني على امتدادالرقعة الجغرافية لحضرموت التاريخية ، والتي تجسد آمال وطموحات شعبنا في الانعتاق ، وبروز الهوية اننا ازاء تحولات تاريخية سوف تنتقل بها بلادنا من عصر الظلام ومستوى العبودية للحاكم الفرد وغياب الحرية وهيمنة الفساد والمتنفذين إلى مستوى الحرية والدولة التي تعبر عن ضمير الشعب الجمعي وهويته الحضرمية وخياراته السياسية وبناءا عليه فإن ما حدث في بلادنا لم يكن نضالا ، تقليديا ، كلاسيكيا ولا حركة تمرد ولا أرهاب كما وصفه رموز النظام في صنعاء ( اليمن ) بل هو أعصار جماهيري كاسح دشن لميلاد جديد من المقاومة السلمية المحلية كما أعطى مفهوماً واقعياً لمنطوق العصيان المدني تجاوز القائمون به من رجالات القبائل وكل الطلائع الوطنية المقاومة كل التوقعات في تلقائيته ، وأنسجامه ، وتنظيمه وأتساع دائرته وخلوه من جميع الأصباغ الأديولوجية . ومن هذا المنطلق فأن التغيير لن يمر بسهولة على الأطلاق ، فهذه القوى الحاكمة التي تحكمت في السلطة والثروة في حضرموت لن تفرط في ما حصلت عليه من مكاسب بسهولة ويسر ، وسوف تستخدم القمع وستعمل بكل قوة من أجل أن تثبت من وجهة نظرها بأن الهبة الحضرمية هي فعل خاطئ وتدميري ، ولكن هيهات لها أن تحقق مبتغاها فالأحداث المشاهدة والمتوالية تثبت زيف ما تدعيه وهذا هو ماتحقق من نتائج مترتبة على فعل الهبة ومن أهم هذا هو كسر حاجز الخوف وهو أمر ليس بالهين ونتائجه ستكون ذات قيمة فائقة الأهمية فهذا الحاجز هو أنتصار للمواطن وعزيمته ضد السلطة القمعية التي حاولت بكل الوسائل ترويضه ومنعه من تحديها ، وأنتقادها أو الخروج عن طاعتها خلال عقود مضت . وفقنا الله جميعاً لما فيه خير الوطن وعزته ومجده .