في متتالية الأزمة التي تعصف باليمن وماتلاها من معالجات ومخارج تصب كلها فيما عرف بحل الأزمة اليمنية ابتداء بمصفوفة المبادرة الخليجية ثم الوصاية الدولية بفرض مبعوث خاص لليمن وماتلاها من قرارات أممية وانتهاءا بالقرار رقم (2140) الذي وضع الجميع تحت طائلة البند السابع . التأمل في (الأزمة اليمنية ) بكل تشظياتها والتدخلات الإقليمية والدولية تعطي القاريء نظرة لمآلات الصراع الإقليمي الدولي الفارض حضوره على الجغرافيا اليمنية والجنوبية من شبه الجزيرة العربية بكل امتداداتها وهو ما يجعل الكثيرين من المتقصين للشأن بمنطقتنا أن لايعولوا كثيرا عن حل جذري لمشكالها إلا بحزمة مترابطة من الحلول لمشكلات المنطقة وهذا مانرى مشهده في تمثلات الصراع الخليجي البيني الذي يفرض حضوره على منطقتنا شئنا أم أبينا بكل تداعياته ..!! الجنوب عامة وحضرموت على وجه الخصوص ليست بمنأى عن مجريات الأحداث وتشكلاتها بالمنطقة عامة واليمن خاصة وهو ما يجعلنا نفكر مليا في اشتغال الدول الراعية للمبادرة الخليجية على إعادة ترتيب المنطقة وفق أولوياتها ومصالحها الاستراتيجية بها الأمر الذي يجعل المتتبع لمفضيات الأمور فيها جدولة هذه الأولويات على اعتبارات عدة تقف عندها السياسة الدولية وأصحاب المصالح الحيوية فيها من وضعها بشكل ترتيب زمني مهم وفق أهمية ذلك بالنسبة لها ..!! حضرموت ومنذ إعلان هبتها المباركة والتي أعادت تموضعها من جديد سياسيا وفق ما ترتبه وترسمه الدوائر الإقليمية والدولية بحساباتها للمنطقة وهي تأتي في وقت جد مهم وحساس لتضع الحضارمة في صدارة المشهد ووضع حساب لهم في سلم الأجندة الدولية وهو مافرضه على نظام صنعاء بالسعي للتحكيم وقبول مطالب حلف قبائل حضرموت ومطالبهم الحقوقية مع وجود المعالجات الفارضة أمرها بقوة البند السابع التي كان ينبغي أن تمارس عليهم وفق تصورات البعض ..!! والسؤال المشروع هنا ما الذي يجعل رأس نظام صنعاء يقبل مذعنا بشروط الحلف رغم مايمتلكه من دعم أممي لفرض مايريده على الواقع بالرغم من عصى البند السابع الذي يمتلكه أمميا ..؟؟ إلا في حالة واحدة أن مؤشرات هذا القرار ليست مبسوطة اليدين على جميع الجغرافيا وأن هناك استثناءات في لاءات القرار الأممي بخصوص العرقلة للتسوية السياسية وفق أجندتهم لا أجندة النظام كما يدعي هو علنا ..؟؟ ستظل حضرموت وهي التي قطعت شوطا كبير في فرض حضورها على المشهد السياسي برمته حاضرة وبقوة وقد باتت اليوم ترسم معالم مستقبلها تفاوضيا مع إحكام قبضتها على الأرض وهي تتماهى مع الخصم وفق ثقافته وتغازل الإقليمي والدولي وفق مصالحه بالمنطقة وهنا تقف بقوة على رجليها تماشيا مع مايطرحه الجنوب عامة من مطالب سياسية قد باتت في تعاطيها مع الواقع محل إجماع بالنسبة لهم ..!!