تمر بلادنا هذه الأيام بمخاض عسير ، لا يخفى على جاهلٍ أو خبير . هنا قتلٌ مستمر ، ونهبٌ وتقطع ٌوهتك عرض . أقصد هنا في حضرموت ، من كانت لها السبق في نشر الإسلام قديماً ، ومن كانت ولادةً للنجباء والعلماء والمصلحين الذين يمسكون على يد السفيه . واليوم أبناءنا يخرجون مسلحين من بيوتنا ، محبَبِينَ ،وآبائهم لا يحركون ساكناً ، فإن لم تكون لنا القيادة في بيوتنا ومن هم تحت إمرتنا ، فماذا ننتظر من أمن ٍ متهالك. آبناء من الملثمين الذين يقطعون الطرقات . آبناء من يطلقون الرصاص الحي لترويع الآمنين ، بل لقتل الآمنين . آبناء من الذين يفترشون الطرقات وفي الأوكار الخبيثة يتبادلون الحبوب والمخدرات ويفعلون الفواحش ، ثم نقول فلان قتل فلان بسبب الفاحشة . أبناء وبنات من الذين يتسكعون في الشوارع وفي المولات والأسواق بدون رقيب وحسيب من الأب والأم الذين ضيعوا الأمانة . أليس أبناؤنا نحن الحضارم ؟ وألا يقع ذلك في حضرموت الذي مازلنا نتبجح بأنها حضرموت الخير والعطاء . فأي خير نتحدث عنه ، وأي عطاء نقدمه للآخرين ، غير السلبية القاتلة ، غير الفساد والإنحطاط الأخلاقي . نحن نتَّجه للهاوية ، والكل مسؤل . وإن لم نغلب المصلحة العامة على الخاصة فسوف تغرق السفينة ، وسيسقط الجمل بما حمل ، ولسنا أعز على الله من الأمم السابقة . فلنعتبر ولنلتف حول رجل رشيد لتصل السفينة إلى بر الأمان سالمة غانمة .