الصورة للمرحوم عبدالقادر في ختم مسجد النور من العام الماضي " في مثل هذا اليوم"
افتقدت يوم الأربعاء 25 يونيو 2014م عبدالقادر صالح المرفدي "أبو هيثم" الصديق والصديق وأنا أكررها، لأنه كان رجلاً في صداقته.. يتجاوز أفعال الصبية.. ويضحك من قلبه مهملاً صغائر الذين يقابلهم في الحياة اليومية.. حتى قضى فاجأ الخروج من حياة في منزله أمام قبة شيخان بحي الحارة، متأثراً بحمى دماغية لم تمهله طويلاً.. عن عمر ناهز 45 عاماً.. بكاه القضاة وزملاؤه في المحاكم الإدارية في ساحل حضرموت باعتباره أحد قيادات كتيبتهم في الإدارة، فهو مدير المحكمة الجزائية بالمكلا ورئيس نقابة موظفي المحاكم الإدارية بالساحل، أنه يعرفون قدره في العمل النقابي والإداري.. متابعاً جيداً لقضايا كتيبته الإدارية، مع الجهات المعنية في المحافظة ومع وزارة العدل، وكان بارعاً في إقامة العلاقات مع جهات الاختصاص من أجل العمل. وقد أرى هذا الاسم الذي أشهر به سعى في توظيفهم أكثر من شاب في المحاكم ساحل حضرموت، لعلاقته الجيدة مع أصحاب القرار في المركز، وهؤلاء الأشخاص لاشك يدينون له بالفضل في توظيفهم، فقد حمل ملفاتهم إلى صنعاء، وعاد بقرار توظيفهم.. عرفه الجميع- وأنا مهتم- عف اللسان.. نظيف السيرة والسريرة.. ومات كما يقولون- واقفاً على قدميه. أعرف والده (صالح المرفدي) كان من متابعي نشرات الأخبار التي يبثها القسم العربي لإذاعة لندن في حقبة ستينيات القرن العشرين، وهو من أشهر بائعي التمباك (الغيلي) في موقعه بالشارع الفرعي لبيت آل باسويد بحي الحارة بالمكلا، ويعد أحد الشخصيات الاجتماعية المعروفة بالحي، ورث عنه نجله (قدري) حسب الاستطلاع، والمتابعة للأخبار والإحداث! أتذكر أنه (سعى) للحصول على بطاقة مجانية لدخول ملاعب كرة القدم (بطاقة مقصورة) بتوصية من هذه الجهة أو تلك، وذهب إلى أبعد من ذلك، انتقل إلى عدن، في أيام استضافة بلادنا لبطولة كأس خليجي 20 لكرة القدم والتحق هناك بفرقة شبابية لتأمين الانضباط في المدرجات، وحصل في ضوء ذلك على دعوة مشاهدة المباريات خلال فترة استضافة البطولة في عدن وأبين (نوفمبر 2010م). وأعرف عن "قدري" حرصه على حضور الحفلات الفنية التي تقام في مركز بلفقيه الثقافي بالمكلا والفعاليات الثقافية برئاسة جامعة حضرموت تسعى له (دعوة حضور الحفل) إلى موقعه الإداري في المحكمة الجزائية.. وأعرف عنه أيضاً متابعاً لما ينشر في الصحافة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي ولنا معه- بعد صلاة كل يوم جمعة بمسجد عمر، جلسة مع بعض الأصدقاء الذين يتواجدون بعد صلاة الجمعة، نسمع منه ما رصده من أخبار البلد والحوادث أمام المحاكم، نتبادل الحديث حولها حتى الساعة الواحدة بعد الظهر، وتنفض الجلسة، ويمضي كل إلى منزله، ويصطحبني في اتجاه منزلي المطل على مطراق (صلِّ على النبي).. ويواصل هو السير إلى منزله أمام قبة شيخان مسجد النور: وقديماً قالوا: إن شجرة الورد كلما ازدحم فيها الشوك.. طار أريجها!