مسجد ورسما الذي بني في بداية الستينات تقريباً ، وبأدوات بناء من خامات البيئة ، وبظروف يمكن وصفها بالصعبة ، إذ بني على مقربة من البحر ، وربما يتحين الفرصة ( المعلمون ) الذين كانت عزائمهم تفوق الأدوات الحديثة في البناء ، ومع ذلك بقي شامخاً ، متميزاً في دعوته ، إذ كان مناراً للدعوة في فترة الحكم الشمولي الذي أسكت كثيراً من الدعاة ، وبقي هكذا بسحره الخاص ، مفتوحاً أمام المصلين ، وخصوصاً من خارج مدينة المكلا الذي يجدون فيه مأوى وملاذاً آمناً وبدون كلفة مالية . قرر إعادة إعماره ، وتراوح ذلك بين شد وجذب ، حتى اتفقوا على تكسيره ، ومنذ حفر الأساسات في الجهة الخلفية التي ربما رافقت حفر الخور ، أو بعدها بقليل ، ولا يزال المسجد يئن من البطء في إكماله ، وكأن سلحفاة تعهدت ببنائه ، وليس من جنس البشر الذين يملكون الإحساس بمسؤولياتهم تجاه الله عز وجل ثم اتجاه المصلين الذين يتجرعون الأمرين في مصلاهم ، وينظرون إلى مسجدهم بعين الحسرة التي غاب عنها الأمل . هذه الصور التقطتها منذ فترة تجاوزت السنتين أوأكثر ، وهي تظهر المسجد في مرحلة ما قبل ( الطرقة ) ، وبموازنة هذه الصورة بحالة المسجد الحالية يظهر أن نسبة الإنجاز ضعيفة جداً لا ترتقي إلى مستوى يتناسب مع المستوى المتوسط للبناء . مساجد كثيرة هدمت بعد ورسما ، وبنيت باعبود على سبيل المثال لا الحصر ، وهنا يأتي التسآول لماذا هذا التأخر؟ المعروف أن المشاريع تتعثر إلى كانت تابعة للميزانية ، والمقاول يتعذر بأن مخصصاته لم يستلمها بعد ، فهل ورسما تابع لميزانية الدولة التي ينخرها الفساد ؟ أم التأخر من المقاول نفسه ؟ أم من المتصدق ؟ أو الوكيل … هذه أسئلة ربما نجد لها إجابة ، ولكن الإجابة الحقيقة تبقى متى سينتهي البناء من مشروع مسجد ورسما ، وتقر أعين مصليه ، وتسكت أفواه تقول ليتهم أبقوا صدقة الرجل ( ورسما رحمه الله ) ، ولم يتعدوا عليها . فيا ايها المتصدق الذي تعهد بإعادة بناء هذا الصرح الشامخ ، وتلك البقعة الطاهرة التي شهدت صلاة ، وقياماً ، وتعليماً ، وتعلماً ، أتم ما تعهدت به ، ويايها المقاول أتم ما تعهدت ببنائه ، فقد بلغ السيل الزبى من تأخركم في إكماله ألم تسمعا قول الشاعر : إذا قلت في شيء نعم فأتمه فإن نعم دين على الحر واجب وإلا فقل لا تسترح وترح بها لئلا يقول الناس إنك كاذب