ناشد إمام وخطيب مسجد "النور" الواقع جوار ميناء المكلا بمنطقة خلف في الضاحية الشرقية لمدينة المكلا ، السلطة المحلية بالمحافظة والجهات ذات الاختصاص التدخل السريع والعاجل لإنقاذ المسجد من المجاري التابعة للمنطقة السكنية و محطة توليد الكهرباء بمنطقة خلف والتي باتت تكوّن مستنقعا كبيرا تدفق جزء كبير منه إلى أرضية المسجد الموثقة و المسورة والتي تعتبر حرم للمسجد ليس هذا فقط بل أن مياه المجاري وصلت إلى جوار المسجد مباشرة وتحيط به من المدخل الرئيسي وهو ما سبب معاناة كبيره و مضايقة للمصلين في المسجد حيث أن الروائح الكريهة التي تنبعث من المجاري والحشرات الضارة كالبعوض ، والنجاسات التي تعيق حركة المصلين القادمين والخارجين من المسجد و ما زاد الطين بله الخطر الكارثي وهو أن أساسات المسجد معرضة للتصدع و التلف بسبب مياه المجاري الراكدة جور المسجد منذ سنوات . وفي لقاء مع السيد/ عبد الله احمد البيض إمام وخطيب المسجد النور والذي تم تعيينه من مكتب الأوقاف والإرشاد عام 1971م ، اخبرنا بقصة المسجد منذ أن كان مصلى في سبعينيات القرن الماضي و بحجم الضرر الذي يعاني منه المسجد و المصلين و ما قام به خلال السنوات العشرين الماضية من اجل معالجة معضلة المجاري و إليكم التفاصيل :- في عام 1971م تم تعيين السيد/ البيض إمام للمصلى (مسجد صغير ) ، وكانت وقتها المنطقة شبه خاليه من أي نشاط سكاني أو تجاري ولم يكون هناك من يفكر في القدوم إلى خلف لأي سبب وباستثناء بعض المنازل لعدد محدود من أهالي خلف و استمر في مهامه كإمام للمصلى من فترة السبعينات وكان وقتها المجاري للمنطقة السكنية والمسجد يصب مباشرةً إلى البحر كون البحر قريب أي قبل قدوم الردميات والمشاريع المتعددة الأغراض والاحواش إلى المنطقة كما هو الحال الآن . و في عام 1994م تم الانتهاء من بناء وعمارة مسجد النور – على شكله الحالي – من احد المتصدقين ليكون جامع حديث لمنطقة خلف ، و بعدها بفترة قصيرة أصبحت مشكلة المجاري معضلة كبيرة حيث أن مجاري المسجد والمنطقة السكنية لا يوجد لها صرف صحي و لا تصب في البحر لأن البحر حُجب بأسوار المشاريع المتعددة وأصبحت المجاري تتجمع بجانب المسجد وهو ما كوّن بحيرة من مياه المجاري الراكدة . وبجهد ومتابعة مضنية و مستمرة من إمام المسجد التقى بالأستاذ عبدالقادر هلال محافظ حضرموت الأسبق وحصل على توجيه إلى ميناء المكلا وشركة النفط فرع حضرموت الساحل و مؤسسة المياه الصرف الصحي بالمكلا بتحمل الكلفة المشتركة على مشروع ضم مجاري مسجد النور فقط إلى مجاري الميناء والمرافق الخدمية داخل حرم الميناء والتي تملك شبكة صغيرة لصرف صحي تصب في البحر و وافقت إدارة الميناء حينها على ضم مجاري المسجد وتحمل الكلفة مع وشركة النفط و مؤسسة المياه الصرف الصحي و بذلك يعتبر المسجد لديه مجاري صحية والتي هي مع منظومة ميناء المكلا الدولي ولكن ما يعانيه حقيقتاً الآن المسجد هو مجاري السكان القاطنين بمنطقة خلف ، والتي بسببها يتابع الإمام لإزالة ضرر مجاري سكان المنطقة عن المسجد. وفي مساعي إمام المسجد عند الجهات المختصة و تتحمل العبا الأكبر هي إدارة الصرف الصحي قام المسئولون في إدارة الصرف بإدراج مشروع إنشاء شبكة صرف صحي للمنطقة كحل نهائي لهذه المشكلة و تم إعداد الدراسات و المسوحات و ما يلزم المشروع و رست على مقاول للتنفيذ ولكن للأسف الشديد تم أشعار إمام المسجد بعد فترة أن المشروع من المشاريع المتعثرة نعم " متعثرة ". و قامت إدارة الصرف الصحي بترتيب بوزتين يومياً كحل مؤقت لشفط المجاري وقد كانت البوزتين تأتيان لفترة من الزمن وبعد ذلك توقفتا عن القدوم لا سباب غير معروفه . الإمام بعد معاناة ما يقارب عشرين عام عثر بعد شق أنفس على شخص متصدق من أهل الخير وسيقوم بالحفر وإحضار مواسير المجاري و سيتكفل بكل الكلفة التي يحتاجها مشروع إنشاء ( بيارة) كحل مؤقت إلى أن يصحا المشروع المتعثر من سباته العميق ، و تواصل إمام المسجد مع مؤسسة المياه الصرف الصحي و قالوا له لا مانع لدينا وطلب منهم الإمام القدوم لمسح الموقع و فعلاً حضر في شهر رمضان متخصصين من إدارة الصرف الصحي وقاموا بالنزول ومسح المكان لتحديد مكان (البيارة) المناسب و أعداد دراسة كاملة بذلك و الإمام في انتظار ردهم ليبدأ المتصدق في عملية الحفر و تركيب المواسير لإنهاء هذا الكابوس الذي طال كثيراً ما يقرب من عشرين عام . أمام المسجد هذا الرجل الخير الذي عانى الكثير وفعل الكثير من اجل بيت الله وحفاظ عليه من كل ما يضره وهو لازال وسيزال يسعى و يتابع موضوع حل معضلة المجاري و غيرها من الأمور الأخرى التي فيها صلاح للبيت الله، ومن النادر جداً أن نجد رجل بهذه الصفات في هذا الزمن. وختم الإمام حديثه بضرورة الإسراع من الانتهاء من إعداد دراسة الصرف الصحي لمشروع (البيارة) المؤقت حتى يتسنى للمتصدق البدء في عملية الحفر للبيارة و تركيب المواسير و ما يترتب من أعمال لانجاز هذا الحل المؤقت لانقاد أساسات المسجد و أبعاد الضرر عن المصلين . و تقدم الإمام بجزيل شكره وامتنانه لكل شخص قدم له العون أو المساندة خلال متابعته لهذا الموضوع ، حاثا الأهالي في منطقة خلف الوقوف معه من اجل مسجدهم . – مستنقع بيئي يسئ لسمعة أهم المنافذ البحرية لحضرموت ( صور ) و