ابتلاني الله بكم .. وابتلاكم بي امام عزمات الرجال لاشي مستحيل كلمات معدودة وردت على لسانه في لحظة الإستقبال في مطار المكلا، هكذا تحدث الدكتور عادل محمد باحميد محافظ حضرموت الجديد بكلمات خرجت عفويةً على سجية الرجل مشحونةً بمشاعر خالجت قلبه وربما اغرورقت دموعه في عينيه وكتم تنهيدةً حرا بداخله. لكنها بالنسبة لي اعادتني الى زمن مضى زمن كانت ذكرياته جميلة كان الرجل الذي يقف حينها أمامي ويتحدث الي هو جده الحبيب .. جده الانسان الرجل الموقف العم الفاضل والشيخ الورع التقي والوالد العزيز الشيخ علي بن محمد بن عمر باحميد. ذلكم العَلم الذي لن تجد من عرف شيئا عن تاريخ حضرموت إلا ومرَ عليه ذكر ذلك الرجل كان علماً في الشأن المالي للسلطنة الكثيرية، وكان كذلك بعد الاستقلال فترة قصيرة، كانت رحمة الله عليه رجلاً بسيطا في منظره لكنه قوياً في الحق ومع الحق، مات في رمضان . تعلمت منه الوفاء بالوعد والصدق والأمانة، جلست اليه مصغيا أمام أبٍ ومعلم، لم يبخل بنصح ولم تفتر لسانه إلا عن حكمةٍ وقولٍ مفيد، كان أباً مشفقاً وشفوقاً. لقد كان نعم الرجل الذي عَرَفته الدولة الكثيرية في لحظةٍ مفصلية فكان راعي شئونها المالية ضبطاً وصرفاً ومتابعة، واليوم أتذكر الوالد الإنسان والمسئول العم علي بن محمد بن عمر باحميد عليه رحمة الله في شخص الحفيد والقادم الجديد الدكتور عادل محمد علي بن محمد بن عمر باحميد. أتذكر المحافظ الجديد الدكتور عادل في شخص أخي وأستاذي ومعلمي الشيخ سالم بن زين باحميد يوم أن كان مديراً لمديرية شبام في ستينيات القرن الذي مضى ولا أظن أن أحداً في شبام ينسى تلكم الأيام وذلكم التاريخ. أراه في أستاذنا الفاضل واخانا الأكبر اليوم والده الأستاذ محمد علي باحميد رجاحةِ عقلٍ ونضارةِ فكرٍ وشفافةِ روحٍ وحسنِ طويةٍ وسريرة. ما أروع الذكريات وما أجمل اللحظات لكن ما أشدَ الأتي وما أصعب لحظات اليوم وتبعات الغد، لكنه تفاؤل الرجل وطموحاته مرهونةٌ بتعاون الرجال من حوله وصدق النوايا وحسن الفعال، فأمام عزمات الرجال لا شي مستحيل وحينها ستشرق شمسٌ جديدةٌ، ونُصافح حضرموت الأمل والعزة والشموخ.. وفقك الله أبا محمد وأجرى على يديك والمخلصين معك من أبناء حضرموت والوطن الخير والفلاح.