قلبت المواقع الالكترونية الاخبارية – تحديدا تلك التي تتخذ من حضرموت اسما اواضافة الى اسم او لقبا لاحدى مدن اكبر محافظاتاليمن مساحة, اضافة الى صفحات التواصل الاجتماعي خاصة صفحات الصحفين والاعلامين المهتمين بالشان الحضرمي – بحثا عن مايدور ومادار خلال الشهرين الذين انقضيا من السنة الحالية 2015م في الساحة الحضرمية ساحلا وواديا من اخبار واحداث ووقائع تمضي , لتُسجل في التاريخ كاحداث تتخذ مقياسا لحال مجتمع في حقبة معينة من الزمن , بعدها يحكم على ذلكم المجتمع بمؤشري السلب و الايجاب, وفقا ومعطيات الاحداث والوقائع تلك. وجدت ان يناير وفبراير الكوب الحضرمي كان مليئا بالاحداث التي يمكن ايجازها في العناوين التالية: سطو مسلح على عديد بنوك , ومصالح عامة وخاصة , بلغ عددها 12 عملية قدرت خسائرها باكثر من مائة مليون ريال , بحسب افادة العزيز امين الحامد في تقرير تلفزيوني بثته قناة ازال واعدة الصحفي امير باعويضان , محاولات اغتيال بلغت 19 محاولة اسفرت عن مقتل 25 شخا من بينهم 20 عسكري وخمسة مواطنين وجرح 40 بينهم 31 عسكري , سرقات ومحاولة سرقة , تفجيرات … ذلكم غيض الظاهر من احداث تدمي القلب وتصيبه في مقتل من غيض ماخفي من هوامش مرعبة واشد الما , تدور في كواليس المكاتب , وبين جدران الادارات .. كل تلكم الأحداث التي ذكرت في التقرير اياه, ونشرتها الصحف الورقية والمواقع الالكترونية بالتفاصيل الدقيقة , موثقة في كثير من الاحيان بالصور التي لا تكذب ولا تتجمل, كان ملعبها الرئيس حضرموت بحدودها الجغرافية المعروفه , بل الادهى والامر ان معظمها جرت في مدنها الرئيسية المعروفة المكلا , الشحر , الغيل , القطن , سيئون , تريم .. احداث ولاشك تضع من ينتمي الى هذا الجيل من هذا المجتمع – الذي كان على النقيض تماما – في حال من الاسى والقهر على وضع في غاية السؤ اخلاقيا ودينيا وسياسيا و مجتمعيا .. عدت بذاكرتي الى الوراء لن اقول الى ماقبل الوحدة اليمنية فذلكم عهد لم اشهده , او بالاحرى بعيد الى حد ما من عهدنا الحالي , كما اني مظطر لتجاوز حقبة السنوات الاولى من عهد الوحدة ايضا باعتبار البعد الزمني نوعا ما , وان كان اقرب مما قبلها , ولكن ما الذي يمنعنا من استعادة شريط حياة مجتمعنا الحضرمي في اواخر التسعينات وبداية الالفية الجديدة , باعتبارة اقرب زمانا واكثر فائدة في مقارنة كهذه.. دعونا في البدء نتخيل ما كُتب انذاك في الصحف , وماتتناقله السن العامة من اخبار الشارع الحضرمي في ذلكم الوقت , لن اخوض في تفاصيل ماكتب ولكنها عموما اخبار لا تقارن البته باخبار مانعيشة راهنا … لكن السؤال الذي يفرض نفسه , ماهي المتغيرات التي طرأت على المجتمع الحضرمي حتى يغدوا بهذا الشكل المحزن , لاشئ !!! اه … ربما ان الصغار صاروا شبابا والشباب صارو رجالا والشيوخ صاروا عجزة وبعضهم رحل عن دنيانا الفانية , هذا امر بدهي وهذا مايحصل عادة في كل المجتمعات !! لوتوقفنا قليلا عند مفردة الشيوخ الذين رحلوا الى عالم الخلود سنجد اننا قد افتقدنا شيخا وقورا كان بمثابة البوصلة التي تنير درب السفينة الكبيرة التي نركبها وتسير بنا في بحر شهد ولازال يشهد الكثير من المتغيرات, فكان نعم المرشد , الامر يتعلق بالعالم الفقيه ,والشيخ الجليل عبدالله بن محفوظ الحداد ,عليه رحمة الله المتوفى عام 1996م, وشيوخ اخرين كان لهم دورا لا يقل شانا عن دور العالم الجليل اياه , ليسوا بالضرورة ان يكونوا شيوخ علم ودين , ولكنهم يقومون بدور البوصلة في الارشاد والنصح والتقويم في جزء من اجزاء هذا المجتمع , فثمة شيوخ قبائل , ودراء مكاتب , ومدراء مدارس وائمة مساجد , وربما حتى رؤساء اندية وفرق شعبية , كانوا يمثلون مثلا اعلى في الخلق القويم , والسلوك المستقيم , ….. لن اذكر اسماء بعينه فهي كثر ,ولكن عليك عزيزي القارئ ان تقارن بين من يديرين كل ما ذكرت سابقا وحاليا , ستدرك الفرق بين الاسماء التي مضت والاسماء الحالية واضحا وجلياً.. اي نعم لقد فقدنا هذه البوصلة بفعل رحيل البعض وسكوت الاخرين اتقاء لشر ما او خوفا وقلة منهم جرفهم تيار الموجة التي تتخذ من المادة قدما تدوس به على القيم والمثل العليا … وفي الاخير سنظل خائفون على انفسنا واموالنا وابناؤنا طالما ظلت البوصلة مفقودة بفعل الأسباب المذكورة آنفاَ والى ان نلتقي دمتم بخير وعافية ,,,,