بالرغم مماجرى لحضرموت ومثقفيها من مظالم وجرائم ضد الانسانيه ومحاربه وتهميش وتحجيم من قبل الاحتلالين الاول والثاني ,الا ان حب المعرفه والتعلم لدى الحضارم كان اقوى من كل هذه الجرائم ,وبصبره المعهود ورباطة جاشه وايمانه القوي بالله صمد الحضرمي في وجه هذا الطوفان وصمدت ثقافته وهويته التاريخيه ولازال صامدا ,وظل ينهل من معين الثقافه والعلم بكل الوسائل المتاحه له .حيث تمتلك حضرموت حاليا مئات الالاف من المثقفين البارزين المشهود لهم بالبنان في مختلف المعارف والعلوم. الا انه ليحز في نفوسنا ويحزننا كثيرا ان نرى بعض المثقفين الحضارم لازالوا مرتهنين لتبعيتهم لصنعاء وعدن ,بالرغم من معرفتهم الاكيده وسطوع الحقائق الدامغه التي تؤكد بمالايدع مجالا للشك, من ان حضرموت قد أدخلت رغما عنها ,نفقا مظلما منذعام 67م وحتى يومنا هذا .وانه لاسبيل للحضارم للخروج من هذا النفق المظلم الا بالعوده القهقري الى نقطة البدايه لهذا النفق ,والعوده الى استقلال حضرموت .فهذا هو منطق التاريخ وماعداه ,فهو استمرار المعاناه والمظالم وهضم حقوق حضرموت وابنائها ,ولانظن ان احدا من ابناء حضرموت البسطاء يرضى بذلك ,ناهيك عن مثقفيها .فهل يتعض مثقفي حضرموت لهذا المنطق ؟؟؟ وينحازوا لقضايا شعبهم ,ولمنطق التاريخ .ذلك مانرجوه ونتمناه منهم!!! وانطلاقا من تجارب وتراث الاجداد, الذين نشروا الاسلام والمعرفه والاخلاق الفاضله في وسط وشرق اسيا وشمال وشرق افريقيا وفي كل مكان حلوا فيه ,ولكي يقوم المثقفون الحضارم بدورهم الحاسم في المتغيرات السياسيه الجاريه حاليا في منطقة حضرموت والجنوب واليمن , فان عليهم القيام بمايلي: 1)عليهم انهاء التبعيه المطلقه لكل من صنعاء وعدن والتعامل مع النخب السياسيه والمثقفين اليمنيين والجنوبيين بنديه واستقلاليه وعدم التنازل عن الحقوق التاريخيه المشروعه لحضرموت وعلى راسها حقها في تقرير مصيرها واختيار النظام السياسي الذي يرتضيه الحضارم واعطاء التمثيل المناسب للحضارم في اية تسويات سياسيه تجري في المنطقه سواء من خلال مؤتمر الحوار اليمني الجاري حاليا اوالحوار الحضرمي الجنوبي الذي يجري الترتيب له مستقبلا. 2)القيام بحمله اعلاميه واسعه لتوعية الحضارم في الداخل والمهجر بحقوقهم التاريخيه المشروعه وعلى راسها حقهم في تقرير مصيرهم واختيار النظام السياسي الذي يرتضونه ,ولتوحيد صفوفهم وتشكيل الهيئات السياسيه التي ستمثلهم في اية حوارات وتسويات سياسيه تجري في منطقة حضرموت والجنوب واليمن.وان يترافق مع ذلك ايصال الصوت الحضرمي المستقل ومطالب وحقوق الحضارم المشروعه وعلى راسها حق تقرير المصير وانهاء الاحتلال,الى النخب السياسيه والفكريه اليمنيه والجنوبيه وقيادة الدوله والى الدول الاقليميه والدوليه الراعيه للترتيبات السياسيه في منطقة حضرموت والجنوب واليمن. وان يتم هذا العمل باقصى سرعه وقبل انتهاء الفتره الانتقاليه لانها ستكون حاسمه في تاريخ المنطقه وعلى الحضارم استغلالها لاقصى درجه حتى لايفوتهم قطار التسويه. 3)على المثقفين الحضارم ان يعرفوا ان تعداد الحضارم يقارب 15 مليون منهم في الداخل ما يقارب ثلاثه مليون ومثلهم في السعوديه ودول الخليج ومايقارب تسعه مليون في شرق اسيا وافريقيا.ويجب ان تتضمن ايه تسويه سياسيه ضمن اليمن اوالجنوب حقوق المغتربين الحضارم كاملة وغير منقوصه. ولفضح التعتيم الرسمي الذي تشنه السلطات اليمنيه السابقه والحاليه للعدد الفعلي لسكان حضرموت ضمن حملتها المستمره لطمس التاريخ والثقافه والهويه الحضرميه ,منذ ايام ابو محمد الحسن الهمداني وحتى اليوم ,فاننا بذلنا جهودا ليست هينه للوصول الى بيانات هذا الجدول لسكان حضرموت وبعض المدن الرئيسيه وهي منقوله من موسوعة الويكيبيديا ,وهي لاحصائيات 2004م وارفقتها باحصائيات تقريبيه لعام 2013م بنسبة نمو سكانيه في حضرموت 4% سنويا.وهذه الاحصائيات لحضارم الداخل.وبالرغم من هذاالعدد الكبير للحضارم الا انه تجري وبكل صفاقه محاولات محمومه يمنيه وجنوبيه لتغييبهم عن الترتيبات السياسيه التي تجري هذه الايام في منطقة حضرموت والجنوب واليمن برعايه اقليميه ودوليه من خلال مؤتمرات الحوار اليمنيه الجاريه ,والجنوبيه المزمع اقامتها ,فهل يستشعر الحضارم مقدار الاخطار المحدقه بهم ذلك مانرجوه . ونقدم لكم بادناه هذه الاحصائيه للعدد التقريبي الكلي للحضارم داخل حضرموت وفي بعض المدن الرئيسيه: الاسم عدد السكان (تعداد 2004م) عدد السكان (تعداد 2013م ) بنسبة زياده 4%سنويا حضرموت: 1,710,149 2,257,395 الساحل 1,028,556 1,357,693 الوادي والصحراء 681,593 899,702 المكلا 531,205 701,190 سيؤن 111,728 147,480 تريم 105.552 139,328 الشحر 100,000 132,000 غيل باوزير 25,741 33,978 شبام 16,094 21,244 القطن 15,723 20,754 قيدون 1,791 2,364 حوره 3,372 4,451 الحوطه 4,755 6,276 الغرفة 5,006 6,601 قصيعر 6,647 8,774 حريضه 3,681 4,858 4)ابراز المظالم والجرائم التي لحقت بحضرموت الارض والانسان منذ67م وحتى اليوم من قبل الاحتلالين اليمنيين الاول والثاني وابلاغ منظمات حقوق الانسان بذلك والمطالبه بمحاسبة المتسببين في ذلك. 5)التصدي بحزم لمحاولات يمننة او جنوبة حضرموت .واعتبار ان الهويه الحضرميه تاريخيه وعمرها اكثر من 5000سنه ولايمكن القبول بمحاولات طمسها او ذوبانها تدريجيا في الهويتين اليمنيه والجنوبيه. 6) العمل على غربلة الثقافه والتاريخ الحضرمي المستقل وتنقيتهما ممالحق بهما من تشويه وطمس وتزوير الحقائق ,خلال فترة اليمننه التي جرت منذ 67م وحتى اليوم .والقيام باعداد الدراسات والبحوث من قبل المختصين في مجالات الثقافه والتراث والاثار والتاريخ وسير وتراجم المشاهير الحضارم ,واعداد برامج وخطط عمل مستمره للقيام بهذه الاعمال وتوفير التمويل اللازم لذلك من قبل التجار الحضارم. 7)العمل على انشاء الوسائل الاعلاميه الحضرميه المستقله المختلفه ,المقروءه والمسموعه والفضائيه وان يوفر التجار الحضارم التمويل اللازم لذلك. 8)تشكيل المنظمات المهنيه والنقابيه ا لحضرميه المستقله وانهاء أي تبعيه لها لصنعاء او لعدن. 9) على المثقفين الحضارم ان يستشعروا حجم المسؤولية الخطيرة والجسيمة التي تقع على كواهلهم في هذه المرحله الحرجه لتكون حضرموت اولاتكون، وان ينطلقوا من جوهر مفهوم الثقافة الذي يفرض عليهم التحرك لنشر رسالتهم الثقافية داخل المجتمع الحضرمي وفي منطقة اليمن والجنوب والاقليم وعلى الصعيد الإنساني العالمي، وتوضيح آفاقها ومنطلقاتها وأهدافها، وترسيخ مفاهيمها باللغة التي يفهمونها والتي تحركهم لأنها تتحدث عن قضاياهم ومشاكلهم التي يعانون منها والظروف التي يعيشون تحت أسرها، والآمال التي تراودهم، والأهداف التي تعيش في قلوبهم وأفئدتهم؛ لغة من قد وطد العزم على كسر القيود وفك الأغلال ورفض التبعيه وانتزاع الحريه والاستقلال ورفض الاحتلال ، ورفع الظلم والحيف والاستبداد ونهب الثروات ونشر الأمن والحرية والعدالة في المجتمع الحضرمي الذي يعيش فيه أولاً، وبين مواطني الجنوب واليمن ثانيا وعندالناس كلهم في شتى أرجاء الأرض ثالثاً. 10) على المثقفين الحضارم ان يعلنوا رسالتهم بكل شحاعه وشفافيه ووضوح بان الحضارم يكفيهم من تبعية للاخرين للشمال وللجنوب اليمني. وانه قد آن الاوان لبتر هذه التبعيه وحان الوقت لكي يقود الحضارم انفسهم بانفسهم .وهم اقدر على القياده والحكم من الاخرين فقد جرب الحضارم قيادة الجنوبيين لهم منذ67م الى 90م وفشلوا ,وجربوا الشماليين من 90م وحتى اليوم وفشلوا .والان لم يعد مجديا للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه المنطقه منذ62م وحتى اليوم الا قيام اتحاد كونفيدرالي للدول المستقله في حضرموت والجنوب واليمن (كونفيدراليه العربيه السعيده ). وعلى المثقفين الحضارم ان يلعبوا دورهم التاريخي باقتدار ويقودوا ابناء منطقة حضرموت والجنوب واليمن الى بر الامان .ولكن اول شرط لنجاح مسعاهم ان يتخلصوا من تبعيتهم للشمال والجنوب ويفكروا كرواد حضارم مستقلين. 11) على المثقفين الحضارم ان يستوعبوا جيدا أن القوة العسكرية والسياسية والإعلامية المفروضه من المحتلين ,على الشعب الحضرمي منذ مايقارب من 50 عاما لن يدوم طويلاً وقد بدات عوامل تحللها وتفتتها تنخر فيها .فكم من أمة مهزومة عسكرياً استطاعت أن تهزم مستعمريها ثقافياً، وما زالت ماثلة في الأذهان حالة التتار والمغول الذين اكتسحوا العالم الإسلامي عسكرياً ليجدوا أن الإسلام قد اكتسحهم ثقافياً، ولم يترك أمامهم أي مجال سوى تبني ثقافته واعتناق عقيدته وتمثل قيمه الإنسانية العليا، فاستسلموا لذلك دون مقاومة. فالحق لابد أن يسود والباطل لابد أن يمحى من الوجود. 12) على المثقفين الحضارم ان يدعوا المجتمع الحضرمي والاخرين ليعودا الى الاخلاق الحضرميه الاسلاميه الفاضله ,التي تحلى بها الحضارم خلال حقب التاريخ المتعاقبه ,والتي تتسم بالامانه والوفاء بالعهود والمواثيق والنزاهه والكرم والجود ونصرة واغاثة المضلوم والمكلوم والمحتاج والتسامح وعدم التعالي وعدم التطرف والغلو وحب الوسطيه والصبر على المكاره ورباطة الجاش عند الملمات والقبول بالاخر وعدم الغائه ورفض الجور والظلم مهما كان مصدره .والتصدي بحزم للعمل الممنهج لتشجيع ثقافة الفساد والكسب الحرام وخيانة الامانة والعهود واعمال البلطجة وعدم احترام النظام والقانون ,واغراق وتشجيع ابناء حضرموت لتعاطي القات ,وتجارة المخدرات ,حيث اصبحت حضرموت اكبر مورد وموزع له للبلدان المجاوره ,وغيرها من الاعمال القذرة المنافية للاخلاقيات الاسلامية للشعب الحضرمي . 13)تعزيز التواصل واللقاءت بين مثقفي وتجار حضرموت في الداخل والمهجر من خلال اقامة الفعاليات المشتركه والاستضافات المتبادله في الداخل والمهجر ووضع خطط لذلك .وقد شهدنا في الايام الماضيه زيادة التقارب واللقاءات بين الجانبين ونشيد هنا بالدور البارز الذي يقوم به الشيخ بقشان والدكتور بامحسون في هذا الجانب . 14) وفي محصلة الكلام يجب ان يكون المثقفون الحضارم كما وصفهم زميلهم د.عادل باحميد في مقالته بعنوان (المثقف …كما اراه ) المنشور في نجم المكلا بتاريخ 23/4/2013م : (المثقفُ) .. لا يخاف الاحتراق ليُنير لشعبه ومجتمعه طريق الحريّة والخلاص .. لكنه لا يؤصّل لشعبه الوهم، ولا يصبغ الأخطاء والممارسات الشائنة بصبغة الحق بما أوتي من مهارات الفصاحةِ والبيان .. هو مع شعبهِ وقضاياه حتى النّخاع، لكنه البوصلة الحكيمة التي ترشد حيارى الشعوب حينما تتقاذفهم أمواج العواطف والانفعال .. هو الذي يتفاعل بكلّ صدقٍ مع حركة الجماهير الهاجئة، لكنها لا تجرجره خلفها تابعاً مسحوباً، ليصبح كلُّ ما يفعله أن يحاول تبرير ما قد صار وإضفاء لمسةٍ تنظيريّة تشرعنُ لكلّ ما صار كيفما صار .. هو الذي لا يَخافُ أن تتركه الجماهير في لحظة الانفعال وأن يبقى وحيداً ما دامَ على ما يراهُ حقاً وصواباً .. (المثقّفُ) ليس شرطاً أن يكون في مقدّمة التيّار، بل هو في داخله وفي العمقِ منهُ متفاعلاً محفّزاً موجهاً، لكنهُ أبداً لا يكون في المؤخرة لينظر أين الوجهةَ فيتبعها كيفما وأينما اتجهت .. (ِالمثقفُ) هو الذي يقرأ التاريخ جيداً ويعتبر ويتذكر كم من المثقفين كانوا جسراً أوصل إلى العروشِ في بلداننا من أقام لهم بعد ذلك المشانق وكمّم الأفواه وكسّر الأقلام. *عضو تجمع كتاب من اجل حضرموت مستقله [email protected]