القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    رسميا.. الكشف عن قصة الطائرة التي شوهدت تحلق لساعات طويلة في سماء عدن والسبب الذي حير الجميع!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    الحقيقة وراء مزاعم ترحيل الريال السعودي من عدن إلى جدة.    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    مطالبات حوثية لقبيلة سنحان بإعلان النكف على قبائل الجوف    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تعز.. وقفة ومسيرة جماهيرية دعمًا للمقاومة وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حضرموت تتوحد… والآخرون يتمزقون
نشر في نجم المكلا يوم 14 - 11 - 2013

مزقوا كيفما شئتم لكن حضرموت ستتوحد!!!
وانهبوا انى شئتم لكن خير حضرموت سيتزايد!!!
وأقتلوا اين ماحللتم لكن حضرموت لن تموت!!!
وتفننوا بما شئتم لضم حضرموت لكن حضرموت حتما ستستقل!!!
وخلاصة القول افعلوا مابدا لكم من جرائم ,لكن حضرموت ستنهض من تحت الركام .وهاهي قادمه!!!أتدرون لماذا؟؟؟ لان حضرموت تتوحد وانتم تتمزقون!!!
رؤيه تحليليه لاوضاع حضرموت والجنوب واليمن:
المتتبع للاحداث التي تدور من حولنا بعين تحليليه ثاقبه ومستقله في منطقة حضرموت والجنوب واليمن منذ بداية عام 2011م وحتى يومنا هذا سيرى ان اليمن يتمزق ويتفتت كل يوم وتظهر وتتفرخ مراكز قوى جديده تتصادم فيما بينها للاستحواذ على السلطه والثروه وقد اصبحت اليمن حاليا موزعة الولاءات لكل من اتباع علي صالح واتباع حميد وعلي محسن واتباع الحوثيين وابناء تعز وابناء تهامه وابناء مارب و.. و.. وبلغ التمايز والتمترس بينهم حدا لايمكن ان يجتمعوا بعده ابدا بعد اليوم .وكذلك الحال بالنسبه للجنوب فاننا نراه ايضا يتمزق كل يوم بتاثيرات الصراعات الدمويه التي جرت على ارضه منذ67م وحتى يناير 86م واصبح موزع الولاءات بين كل من اتباع البيض واتباع العطاس (الطغمه ) واتباع باعوم واتباع علي ناصر واتباع محمد علي احمد (الزمره )واتباع الجفري وجبهة التحرير ومجموعة السلاطين والسلفيين وابناء عدن و .. و.. اما حضرموت فقد بدات تتجمع ويتقارب ابناؤها بمختلف انتماءاتهم السياسيه .ولقد لاحظنا في الفتره القريبه الماضيه تزايد النهوض والاصطفاف الحضرمي ,وتشكلت العديد من المكونات السياسيه والقبليه والمدنيه الحضرميه المستقله (كمجلس حضرموت الاهلي والعصبه الحضرميه وجبهة مستقبل حضرموت وحلف قبائل حضرموت وتحالف عشائر وقبائل حضرموت وملتقى حضرموت للامن والاستقرار وتجمع كتاب من اجل حضرموت مستقله ولجنة الطوارئ الشعبيه ولجنة القضاه والاعيان والمجلس الاهلي في سيؤن وغيرها )التي تطالب بالحقوق التاريخيه المشروعه لحضرموت وعلى راسها حق شعب حضرموت في تقرير مصيره على ارضه دون تبعيه لصنعاء او لعدن .واليوم نشاهد ايضا ان كثيرا من القيادات السياسيه الحضرميه المرتبطه بقيادات احزابها في صنعاء او عدن قد بدات تجاهر بكل علنيه بحقوق حضرموت ,وكان اخرها توقيع مجموعه من هذه القيادات على وثيقة المطالبه بتشكيل اقليم حضرموت الكبرى (حضرموت وشبوه والمهره وسقطرى ).
اذن فنحن نرى ان حضرموت قد بدات السير في طريق التوحد وقطع خيوط التبعيه لكل من صنعاء وعدن وهذا مؤشر قوي لامكانية قيام الدوله المستقله الحضرميه .اما اليمن والجنوب فيتجهون نحو التمزق وهذا مؤشر قوي لتفتيتهما وقيام دويلات ومناطق لاتحتكم لاي دوله وانما للقبيله وتتصارع باستمرار فيما بينها البين.
مقومات تشكيل الدوله المدنيه الحديثه متوفره في حضرموت ومنعدمه لدى الاخرون:
إذا كانت السلطة بشكل عام قرينة في وجودها بوجود المجتمعات الإنسانية القديمة والوسيطة .فأن الدولة المدنية الحديثه وسلطتها السياسية قرينة في وجودها بالمجتمعات السياسية الحديثة فهي منجز من منجزات الحداثة . واذا كنا نرغب في تحديد اي المناطق اقرب الى تحقيق بناء الدوله المدنيه الحديثه في كل من حضرموت والجنوب واليمن ,فعلينا اولا ان نحدد بدقه مقومات الدوله المدنيه الحديثه ونعمل على اسقاطها على هذه المناطق, لنتاكد بالفعل من انها مهيأه دون غيرها ,لاقامة هذه الدوله المدنيه وتستطيع الديمومه والاستمرار .لان بنا ء الدول المدنيه لاتاتي من خلال الاماني اوالانقلابات العسكريه او الهيمنه القبليه او جعجعة الشوارع والساحات ,ولكن تاتي من خلال وجود المقومات الموضوعيه والذاتيه لقيامها لدى اي شعب وفي اي منطقه.وتتمثل اهم هذه المقومات بمايلي:
1) إن الدولة المدنية بدلالة وصفهاهي النقيض للدولة ( المْقبيَله والمعسكرة حكومة ومجتمعاً) .بمعنى آخر أن مفردة ( المدنية ) هي النقيض لمفردة ( القبيلَه والعسكرة ) . فالتمدن والمدنية حاصل تفاعل علاقات واسعه ومتشابكه ومؤسسات مختلفه في كافة مناحي الحياه الانسانيه ,تعمق العلاقه ما بين الفرد ( المواطن ) والدولة ، وان تلك العلاقات والمؤسسات محكومة بقوانين وضعها العقل الإنساني بتوجيه رباني ,تستهدف تحقيق التوازن بين مصالح الأفراد والجماعات داخل المجتمع وتعمل على استقراره وتنميته,وهي انتقال من حياة منظومة القبيله المتخلفه الى منظومة الشعب الجامع المتقدمه.
2) في الدولة المدنية لامكان لآلية الحسم العنيف عند التعامل مع تعارض المصالح بل كل الحضور، لآلية التسوية السلمية للمصالح المتعارضه في المجتمعات الإنسانية . وان آلية التسوية السلمية هذه – تقتضي انتهاج ,جميع التنوعات المتعارضة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً ,لوسائل سلمية وليست عنيفة .كانتهاج الانتخابات بدل الانقلابات وسيلة سلمية لاختيار رجالات إدارة الشأن العام في الدولة المدنية ، وان السلطان في تسوية التعارضات بمختلف ضروبها السياسية وغير السياسية يتمثل بسلطان القانون وبيوت العدالة ( القضاة والمحاكم ). وعليه فأن الدولة المدنية في ابسط المفاهيم تعني أنها دولة ,السلطان فيها هو للقانون….أنها دولة المواطنة وليس الرعية ….دولة التعددية وليس الواحدية ….دولة الانتخابات لا الانقلابات …دولة المشاركة في السلطة وليس الاستفراد بالسلطة .
3) هي دولة المؤسسات والتي تمثل الكائن البشري بكل أطيافه والوانه الفكريه والثقافيه والايديولوجيه وأصوله العرقيه والمذهبيه بل حتى طبيعة روافده الحضاريه , ,فالدوله المدنيه هي دولة المواطنه المتساويه والمساواة أمام القانون ,وحقوق الإنسان والحريات ,والتعدديةالحزبيه والسياسيه (موالاة.. ومعارضة ),وفصل السلطات الثلاثة ,ومدنية صياغة الدستور. وهي بالضروره نقيض الدوله اللا مدنيه او الدوله القبليه والعسكريتاريه التي يقود شراعها حفنه من العصابات المتسلطه.
4)ان الدولة المدنية الحديثة تتميز بوجود وشائج وعلاقات تبادليه بين المجتمع والدوله تجعل منها حقيقة حية ملموسة . وهذه الوشائج أو تلك العلاقات يصنعها المجتمع وأفراده بأسواق مستقرة ومساجد آمنة ومدارس مفتوحة ومزارع ومصانع منتجه وشركات مختلفه عامله. كما تصنعها أيضا مؤسسات سياسية مدنية ( دستور – برلمان حكومه– قضاء أحزاب – صحافة ) والهوية السياسية المدنية ( الهوية الوطنية ).
4) تعمل الدوله المدنيه على اجتثاث وجود المناخات السياسية المشجعة على العنف التي تؤدي الى مناخات ثقافية مشجعة على العنف ضد الآخر . وهذه المناخات الثقافية مبنية على هيمنة الثقافة المستبده ,القبليه التقليدية العتيقة المتلاقحه مع الثقافه العسكريتاريه الحديثه ,وبعيداً عن ثقافة المساهمة والمشاركة والالتقاء التي تشكل – أي الأخيرة – المناخ الثقافي الملائم لبناء الدولة المدنية وثقافتها القائمة على قبول المختلف والتسامح مع الآخر والاتساع للجميع.
5)ان الدوله المدنيه تقوم على أسس ومعايير سياسية مدنية تقبل بأحزاب وطنيه جامعه تعتمد مبدأ التداول السلمي للسلطة ولا تقبل بالتنظيمات الحزبية التي تتسيد فيها هياكل قبليه وعسكرية أو شبه عسكرية مسلحة داخلها ولا تقبل بالمحاصصة الطائفية الدينية بهذا الشأن إضافة الى ضرورة وجود صحافة وطنيه حرة تضمن مبدأ تعددية الرأي وحرية التعبير .
6)تتمثل الدوله المدنية في انتهاج السياسات المدنيه المتمثله في بناء مجتمع التسويات لا التصفيات ومجتمع التنافس لا التنابذ ، ومجتمع صحوة المواطنة لا غيبوبة الوطنية ,وتحارب السياسات غير المدنية التي تتمثل: بسياسات أحياء يحكمهم الأموات وسياسات التقدم نحو الخلف ، وسياسات الانقلابات وليس الانتخابات ، وسياسات الاستفراد بالسلطة وليس المشاركة في السلطة وسياسات الفيد والنهب وامتلاك الثروه .
7) وبشكل عام فان مدلول الدولة المدنية الحديثة, هي مجموعة متناسقة من الهيئات والمؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية.. تديرها قيادات متخصصة نزيهة وأمينة ومخلصة تحرص كل الحرص على مصلحة الوطن وتنميته وتقدمه وأمنه واستقراره وتسخر جل اهتمامها لخدمة أبناء هذا الوطن في شتى المجالات, وفق منظومة متكاملة من القوانين والتشريعات والنظم والسياسات والإجراءات والأساليب والوسائل الحديثة والمتطورة وفي إطار دستور واضح وشامل ومحدد يرتضيه الجميع ويحتكم إليه .. ويضمن لكل أبناء المجتمع الحرية والكرامة والعدالة والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.. وينعم الجميع في ظل هذه الدولة بالأمان والاستقرار والعيش الرغيد والحياة الكريمة.. ويسهم الجميع كفريق عمل واحد في التنمية والنهوض بالوطن وحمايته والحفاظ على وحدته وآمنه واستقراره.
8)أن الدولة المدنية الحديثة تبني على خيارات موضوعية عندما تتوافر الحوامل الآتية :-
أ) الحامل الاقتصادي ( اقتصاد مستقر – ثروات ورساميل متدفقه قانون العرض والطلب فعال – الربح والخسارة معقوله – المبادرة الفردية نشطة – الملكية الخاصة مصونة ) وكل ذلك يمثل الحامل الموضوعي الاقتصادي للدولة المدنية الحديثة .
ب)الحامل السياسي ( انتخابات – دستور – برلمان منتخب – تعددية حزبية – صحافة حرة – سيادة القانون – قضاء مستقل – احترام حقوق الإنسان ) وكل ذلك يمثل الحامل الموضوعي السياسي للدولة المدنية الحديثة .
ج) الحامل الفكري ( المتميز بالتطور التعليمي والثقافي (بمختلف تجلياته) والحضور الفاعل للمفكرين والعلماء والمثقفين في المجتمع وانتشار المؤسسات التعليميه والثقافيه المختلفه ووجود وترسخ الهويه الوطنيه الجامعه) وكل ذلك يمثل الحامل الفكري والثقافي الموضوعي للدولة المدنية الحديثة .
ويلاحظ مماتقدم ان هذه المقومات تجتمع كلها في حضرموت وتغيب معظمها ان لم نقل كلها في اليمن والجنوب (ماعدى عدن).
حيث تتميزاليمن والجنوب بالاتي :
1)ضعف و غياب ثقافة المساهمة والمشاركة والالتقاء في المجتمع,وتسيد العصبية القبليه والعسكريتاريه فيه وتحكمها بمشاعر وتفكير وسلوك اغلبية المجتمع. وهي التي ترسم خطوط الفصل بين المتنابذين .ويلاحظ ان الهيمنه القبليه ذات حضور اقوى من الهيمنه العسكريتاريه في اليمن اما في الجنوب فان الهيمنه العسكريتاريه هي الاقوى على القبليه.
2) إن التنوع في اليمن والجنوب هو تنوع متنافر متنابذ وليس تنوعاً هرمونياً منسجما .الأمر الذي جعل الشأن اليمني والجنوبي ,شأن مجتمع انفعالات وليس مجتمع تفاعلات …مجتمع خلاف دموي وليس مجتمع تنوع واختلاف سلمي … مجتمع انفلات من القيود وليس مجتمع تحرر من القيود .
3) سيادة ثقافة الحسم على ثقافة التسوية ، حيث إن ثقافة الحسم تقوم على تصفية الأجساد بينما ثقافة التسوية تقوم على تصفية الأحقاد .
4)انتشار ثقافة العنف ضد الآخرعلى حساب الانشغال ببناء الدولة المدنية .
5)هيمنة السياسات غير المدنية حيث نتلمسها في السياسات الطائفية المذهبية ( سنة , شيعة،زيديه ,شوافع ) وسياسات عصبية قبلية ( حاشد ,بكيل ,مذحج ,خولان ,عبيده ,جدعان …الخ ) ومناطقيه(صعده,الجوف ,مارب,تهامه,تعز ,اب,يافع,الضالع ,ابين,عدن…الخ).
اما حضرموت فتتميز بالاتي:
1)ان الشعب الحضرمي قد انتقل في تطوره التاريخي من مرحلة المكون الانساني المتخلف للقبيله الى المكون الانساني المتقدم للشعب وذلك منذ اكثر من مائة سنه .وان منظومة العلاقات القبليه المتخلفه قد تجاوزها ولم تعد مهيمنه عليه واصبحت منظومة العلاقات التي تتحكم في كل مناحي حياته مرتبطه بهوية الشعب المدنيه وحقوق المواطنه المتساويه ,وليس هوية القبيله الموغله في التخلف البعيده عن المدنيه والمواطنه المتساويه وهذه ميزه تظهر فيه بكل وضوح ,مقارنة بالاوضاع في اليمن والجنوب(باستثناء عدن) التي تتحكم فيها وتتسيد منظومة الحكم القبلي المتخلف المتلاقح مع العسكريتاريا.والتي تسببت بعدم استقرار النظام السياسي فيهما لاكثر من 50عاما وحتى اليوم.
2)ان اقامة وترتيب اوضاع الدوله المدنيه الحديثه الناجحه في حضرموت سهل التحقيق ولايحتاج الى جهود كبيره فهي تمتلك كل مقومات بناء الدوله ولهم تجربه عريقه في ذلك تم اجهاضها منذ 67م وحتى اليوم .فقط مطلوب رفع الهيمنه اليمنيه والحنوبيه عنهما.
اذن فحضرموت هي المهيأه دون الاخرين لقيام واستمرار وتطور الدوله المدنيه الحديثه التي سيعم خيرها ليس على الحضارم فقط بل وعلى الجنوبيين واليمنيين وستكون عامل امن واستقرار للاقليم والعالم .وستتحمل تبعات تقديم الدعم الانساني بدلا من ان تكون عاله على الغير كما هو الحال حاليا.
رؤية المجتمع الدولي والاقليمي لقيام دولة حضرموت المستقله:
1)ان الاسراع في ترتيب اوضاع حضرموت سيعم بخيره ليس فقط على مواطنيهم فقط بل سيطال ايضا سكان اليمن والجنوب وسيوفر فرص عمل هائله لهم ,لما تمتلكه من موارد وثروات كبيره. اما بقاؤها في دوامة اليمن والجنوب فهذا ضرب من الجنون ومخالف لمنطق الامور ,لان ذلك سيزيد الطين بله وسيفاقم المشاكل والازمات اكثر. وستكون عامل امن واستقرار للاقليم والعالم .وستتحمل تبعات تقديم الدعم الانساني بدلا من ان تكون عاله على الغير كما هو الحال حاليا.
2)اهل حضرموت هم الاقدر على اقامة دولة نظام وقانون ومواطنه متساويه اكثر من غيرهم من الجيران في اليمن والجنوب .وان اقامة وترتيب اوضاع الدوله المدنيه الحديثه الناجحه في حضرموت سهل التحقيق ولايحتاج الى جهود كبيره ,فهي تمتلك كل مقومات بناء الدوله الحديثه الذاتيه والموضوعيه .ولهم تجربه عريقه في ذلك تم اجهاضها منذ 67م وحتى اليوم.
3)توجد في حضرموت الكثير من المصالح الاقليميه والدوليه المرتبطه باستخراج النفط والغازالمستثمر من قبل شركات امريكيه وفرنسيه وصينيه وبريطانيه وغيرها. والموقع الاستراتيجي لحضرموت المطل على البحر العربي والمحيط الهندي الذي يسمح بتصدير النفط السعودي والخليجي دون وجود تهديد ايراني.وبناء مجمعات تحلية المياه للاستهلاك السعودي والخليجي.وتفترض هذه المصالح وجود دولة نظام وقانون في حضرموت ليسهل حماية وتدفق هذه المصالح دون تعرضها لاية اهتزازات واعمال تخريب كما يجري حاليا.
المهام المطلوبه من النخب السياسيه والفكريه والماليه الحضرميه:
1)انطلاقا مما تقدم عليهم انهاء عبثية التبعيه المذله والمطلقه لكل من صنعاء وعدن التي لن توصلنا الى اي دوله مدنيه حديثه فقد جربنا دولة الجنوب 23عاما ودولة اليمن 23عاما اخرى ولم يوصلونا الا الى مزبلة التاريخ وعلينا التعامل مع النخب السياسيه والمثقفين اليمنيين والجنوبيين بنديه واستقلاليه وعدم التنازل عن الحقوق التاريخيه المشروعه لحضرموت وعلى راسها حقها في تقرير مصيرها واختيار النظام السياسي الذي يرتضيه الحضارم واعطاء التمثيل المناسب للحضارم في اية تسويات سياسيه تجري في المنطقه سواء الجاريه حاليا اوالتي ستجري مستقبلا.
2)الاسراع في تشكيل المرجعيه الحضرميه الواحده التي ستمثل حضرموت في اية تسويات سياسيه في كل من حضرموت والجنوب واليمن .وذلك من خلال عقد المؤتمر الحضرمي الشامل لكل المكونات الحضرميه السياسيه والمدنيه والقبليه والماليه والاعيان وشيوخ العلم والدعاه.
3)التاكيد بان تعداد الحضارم يقارب 10 مليون منهم في الداخل ما يقارب ثلاثه مليون ومثلهم في السعوديه ودول الخليج ومايقارب اربعه مليون في شرق اسيا وافريقيا.ويجب ان تتضمن ايه تسويه سياسيه في المنطقه حقوق المغتربين الحضارم كاملة وغير منقوصه.
4)ابراز المظالم والجرائم التي لحقت بحضرموت الارض والانسان منذ67م وحتى اليوم من قبل الاحتلالين اليمنيين الاول والثاني وابلاغ منظمات حقوق الانسان بذلك والمطالبه بمحاسبة المتسببين في ذلك.
5) على الحضارم ان يستشعروا حجم المسؤولية الخطيرة والجسيمة التي تقع على كواهلهم في هذه المرحله الحرجه لتكون حضرموت اولاتكون، وان يقوموا بنشر رسالتهم السياسيه والثقافية داخل المجتمع الحضرمي وفي منطقة اليمن والجنوب والاقليم وعلى الصعيد الإنساني العالمي، وتوضيح آفاقها ومنطلقاتها وأهدافها، التي تتحدث عن قضاياهم ومشاكلهم التي يعانون منها والظروف التي يعيشون تحت أسرها، والآمال التي تراودهم، والأهداف التي تعيش في قلوبهم وأفئدتهم؛ بلغة من قد وطد العزم على كسر القيود وفك الأغلال ورفض التبعيه وانتزاع الحريه والاستقلال ورفض الاحتلال ، ورفع الظلم والحيف والاستبداد ونهب الثروات ونشر الأمن والحرية والعدالة في المجتمع الحضرمي الذي يعيش فيه أولاً، وبين مواطني الجنوب واليمن ثانيا وعندالناس كلهم في شتى أرجاء الأرض ثالثاً.
6)التصدي بحزم لمحاولات يمننة او جنوبة حضرموت .واعتبار ان الهويه الحضرميه تاريخيه وعمرها اكثر من 5000سنه ولايمكن القبول بمحاولات طمسها او ذوبانها تدريجيا في الهويتين اليمنيه والجنوبيه.
7) العمل على غربلة الثقافه والتاريخ الحضرمي المستقل وتنقيتهما ممالحق بهما من تشويه وطمس وتزوير الحقائق ,خلال فترة اليمننه التي جرت منذ 67م وحتى اليوم .والقيام باعداد الدراسات والبحوث من قبل المختصين في مجالات الثقافه والتراث والاثار والتاريخ وسير
وتراجم المشاهير الحضارم ,واعداد برامج وخطط عمل مستمره للقيام بهذه الاعمال وتوفير التمويل اللازم لذلك من قبل التجار الحضارم.
8)العمل على انشاء الوسائل الاعلاميه الحضرميه المستقله المختلفه ,المقروءه والمسموعه والفضائيه وان يوفر التجار الحضارم التمويل اللازم لذلك.
9)تشكيل المنظمات المهنيه والنقابيه ا لحضرميه المستقله وانهاء أي تبعيه لها لصنعاء او لعدن.
10) على السياسين والمثقفين الحضارم ان يدعوا المجتمع الحضرمي والاخرين ليعودوا الى الاخلاق الحضرميه الاسلاميه الفاضله ,التي تحلى بها الحضارم خلال حقب التاريخ المتعاقبه ,والتي تتسم بالامانه والوفاء بالعهود والمواثيق والنزاهه والكرم والجود ونصرة واغاثة المضلوم والمكلوم والمحتاج والتسامح وعدم التعالي وعدم التطرف والغلو وحب الوسطيه والصبر على المكاره ورباطة الجاش عند الملمات والقبول بالاخر وعدم الغائه ورفض الجور والظلم مهما كان مصدره .والتصدي بحزم للعمل الممنهج لتشجيع ثقافة الفساد والكسب الحرام وخيانة الامانة والعهود واعمال البلطجة وعدم احترام النظام والقانون ,واغراق وتشجيع ابناء حضرموت لتعاطي القات ,وتجارة المخدرات ,حيث اصبحت حضرموت اكبر مورد وموزع له للبلدان المجاوره ,وغيرها من الاعمال القذرة المنافية للاخلاقيات الاسلامية للشعب الحضرمي .
11)القيام بحمله اعلاميه واسعه لتوعية الحضارم في الداخل والمهجر بحقوقهم التاريخيه المشروعه وعلى راسها حقهم في تقرير مصيرهم واختيار النظام السياسي الذي يرتضونه ,ولتوحيد صفوفهم وتشكيل الهيئات السياسيه التي ستمثلهم في اية حوارات وتسويات سياسيه تجري في منطقة حضرموت والجنوب واليمن.وان يترافق مع ذلك ايصال الصوت الحضرمي المستقل ومطالب وحقوق الحضارم المشروعه وعلى راسها حق تقرير المصير وانهاء الاحتلال,الى النخب السياسيه والفكريه اليمنيه والجنوبيه وقيادة الدوله والى الدول الاقليميه والدوليه الراعيه للترتيبات السياسيه في كل من حضرموت والجنوب واليمن. وان يتم هذا العمل باقصى سرعه وقبل انتهاء الفتره الانتقاليه لانها ستكون حاسمه في تاريخ المنطقه وعلى الحضارم استغلالها لاقصى درجه حتى لايفوتهم قطار التسويه.
12) على المثقفين الحضارم ان يعلنوا رسالتهم بكل شحاعه وشفافيه ووضوح بان الحضارم يكفيهم من تبعية للاخرين للشمال وللجنوب اليمني. وانه قد آن الاوان لبتر هذه التبعيه وحان الوقت لكي يقود الحضارم انفسهم بانفسهم .وهم اقدر على القياده والحكم من الاخرين فقد جرب الحضارم قيادة الجنوبيين لهم منذ67م الى 90م وفشلوا ,وجربوا الشماليين من 90م وحتى اليوم وفشلوا .والان لم يعد مجديا للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه المنطقه منذ62م وحتى اليوم الا قيام اتحاد كونفيدرالي للدول المستقله في حضرموت والجنوب واليمن (كونفيدراليه العربيه السعيده ). وعلى المثقفين الحضارم ان يلعبوا دورهم التاريخي باقتدار ويقودوا ابناء منطقة حضرموت والجنوب واليمن الى بر الامان .ولكن اول شرط لنجاح مسعاهم ان يتخلصوا من تبعيتهم للشمال والجنوب ويفكروا كرواد حضارم مستقلين.
13) على السياسين والمثقفين الحضارم ان يستوعبوا جيدا أن القوة العسكرية والسياسية والإعلامية المفروضه من المحتلين ,على الشعب الحضرمي منذ مايقارب من 50 عاما لن تدوم طويلاً وقد بدات عوامل تحللها وتفتتها تنخر فيها .فكم من أمة مهزومة عسكرياً استطاعت أن تهزم مستعمريها ثقافياً، وما زالت ماثلة في الأذهان حالة التتار والمغول الذين اكتسحوا العالم الإسلامي عسكرياً ليجدوا أن الإسلام قد اكتسحهم ثقافياً، ولم يترك أمامهم أي مجال سوى تبني ثقافته واعتناق عقيدته وتمثل قيمه الإنسانية العليا، فاستسلموا لذلك دون مقاومة. فالحق لابد أن يسود والباطل لابد أن يمحى من الوجود.
14)تعزيز التواصل واللقاءت بين مثقفي وتجار حضرموت في الداخل والمهجر من خلال اقامة الفعاليات المشتركه والاستضافات المتبادله في الداخل والمهجر ووضع خطط لذلك .وقد شهدنا في الايام الماضيه زيادة التقارب واللقاءات بين الجانبين ونشيد هنا بالدور البارز الذي يقوم به الشيخ بقشان والدكتور بامحسون في هذا الجانب .
*ناشط سياسي وأجتماعي
عضو تجمع كتاب من اجل حضرموت مستقله
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.