قد يبدو هذا العنوان غريبا على القارء الكريم ,ولكن الحقيقه هي غير ذلك .فكل ماجرى لحضرموت من ويلات وماسي وجرائم ضد الانسانيه , في كل المجالات منذ عام 67م وحتى يومنا هذا ,تندرج جميعها تحت مسمى طمس الهويه الحضرميه . إذن والحال هكذا فدعونا نسبر حال الهويات المتصارعه في المنطقه ,ومن ثم نؤسس لقاعده واقعيه جديده وسليمه, للتفاهم والحوار, لحل الاشكاليات السياسيه والاقتصاديه والثقافيه والاجتماعيه وغيرها ,التي تعيشها المنطقه منذ عشرات السنين وعلى وجه الخصوص منذ عام67م ,وهو بداية العمل الرسمي من قبل الدوله لطمس الهويه الحضرميه واحلال بدلا عنها الهويه اليمنيه ( يمننة الحضارم ) . الهوية الحضرمية اقدم الهويات في المنطقة تتشكل الهويه من وجود الشعب والارض والتاريخ والحضاره بكل تجلياتها (في الثقافه والفنون والتراث والاثار والاقتصاد والعمران والعلاقات بالمحيط المجاور وغيرها) .والهويه الحضرميه عمرها مايقارب 5000عام وتمتلك كل هذه المقومات كاملة بامتياز .فالشعب والارض والحضاره الحضرميه لايختلف عليها احد ,فحتى اعداء الهويه الحضرميه ليس لهم مآخذ عليها .ولكن دعاة اليمننه ركزوا هجومهم من اجل طمس والغاء الهويه الحضرميه ,على تزوير التاريخ لمحاولة اثبات تبعية حضرموت لليمن وطمس الهويه الحضرميه المستقله . وهنا سنستعرض بعجاله ,التاريخ القديم والحديث لحضرموت لاثبات ظهورحضرموت وتداول هذه التسميه قبل ظهور اليمن , وبقاؤها مستقله منذ بداية التاريخ وحتى عام 67م ,ولم تكن تابعه مطلقا لليمن ولاللدول القديمه التي قامت على اراضيها . لقد ذكر بعض المؤرخين بان سيدنا نوح عليه السلام قسم الأرض بعد الطوفان الى ثلاثه أقسام .فتفرق بها أبناؤه الثلاثه وسكن سام وذريته كما يقال في وسط الأرض من بلاد الحرم الى حضرموت الى عمان ( لم تأتي سيرة اليمن في ذلك) ومن ولد سام بن نوح ، ارم بن سام، وارفخشذ بن سام بن نوح ,ومن ولد ارم بن سام ,عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح ,الذي ينسب اليه قوم عاد ,وكانوا ينزلون بالأحقاف والذي أرسل اليهم الله نبيه هود عليه السلام ,لهدايتهم مماهم فيه من ضلال ,وقد ورد ذكرهم في القران في عدة آيات . وقال المؤرخ المسعودي, ان الملك حضرموت أقام دولته على انقاض دولة عاد وأسس دولة حضرموت قبل ثمانية عشر قرنا قبل الميلاد ,ومن سلالتهم ,ملوك العباهله الذين كتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ومنهم وائل ابن حجر الحضرمي الصحابي الجليل وغيره. ويقول ايضا انه لم يذكر المؤرخون ,ان شعبا سكن في حضرموت قبل عاد وان شعب عاد اول من سكنها بعد الطوفان . كما ذكرت بعض كتب التاريخ ان اسم حضرموت هو اسم ملك حكم هذا الإقليم من الجزيره العربيه .وقد وردت هذه التسميه في التوراة بلفظ ( حزارميت) (اي فناء الموت بالعبريه) كما اطلق عليها المؤرخون الاغريق والرومان باللاتينيه اسماء (هادارميت وخاتراميت) . ويقول المؤرخ احمد حسين شرف الدين وهو من اليمن ,بأن سبأ هو أبن يشجب بن يعرب بن قحطان بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح, اما حضرموت فهو ابن قحطان بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح. وهذا مايجمع عليه المؤرخين ,ويتبين من ذلك ان حضرموت اخا ليعرب ,ومنه نستنتج ان حضرموت سكنت من القحطانيين قبل اليمن ,لأنه ليس هناك دليلا ان يعرب سكن اليمن ,بل السبأيين .ونستنتج ايضا ان دولة حضرموت قامت في عهدها الثاني(بعد عهد عاد) قبل سبأ بجيلين. اما بالنسبة للدول التي اشتهرت في جنوب الجزيرة العربية اضافة الى دولة حضرموت ,فهي (دولة سبأ ودولة معين ودولة يمنت ودولة قتبان ودولة أوسان ودولة حمير) ,وهذه الدول كانت في منطقة ما سمي فيما بعد الجمهورية العربية اليمنية سابقا وأجزاء من ما سمي ايضا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه. اذن فقد تشكلت دولة حضرموت من خارج حدود شبوه غربا إلى مفارز ظفار شرقا ومن الساحل جنوبا الى الصحراء شمالا .ويقول المسعودي لقد شغلت دولة حضرموت منطقه واسعة من جنوب شبه الجزيرة العربيه وجمعت في أرضها الواسعة بين الجبال العالية والوديان العميقة واكبرها وادي حضرموت ,الذي كان مجراً مائياً ضخما ,خلال الدهور المطيره القديمة, والسواحل الطويلة على بحر العرب في المحيط الهندي. وقد دخلت دولة حضرموت في حروب دائمه مع جيرانها من السبئيين والمعينيين والحميريين واستولوا في بعض الاوقات على اجزاء كبيره من حضرموت كما ان حضرموت قد أوصلت حدودها احيانا الى باب المندب.ومن خلال ما أوردته كتب التاريخ نستطيع أن نؤكد أن حضرموت لم تكن على مدى تاريخها ,الى ان خرجت بريطانيا من المنطقه ,خاضعة لليمن مطلقا.بل أن الدول المذكورة في منطقة ما يسمى اليمن الشمالي كانت لكل واحده منها فترة تسيطر فيها على الدول الأخرى أو بعضها ,بينما حضرموت مهما احتلت اجزاء منها فانها تستعيد السيطره على اراضيها . والدليل بقاؤها واندثار الآخرين. والمتتبع لتاريخ حضرموت يتضح له بكل جلاء بانها ضلت كيان مستقل عبر كل حقبها التلريخيه القديمه والحديثه, فمن قوم عاد قبل 3000عام قبل الميلاد, الى الممالك التي تعاقبت على حكم حضرموت , وكان اخرهم ملوك كنده الذين عايشوا بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا من صحابته الكرام من امثال الاشعث بن قيس ووائل بن حجر وابو العلاء الحضرمي ,وغيرهم كثر رضي الله عنهم ,وقد اقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على مما لكهم .كماظلت حضرموت ولايه مستقله ضمن الخلافه الاسلاميه الراشده ,والدوله الامويه ,التي كانت كتائب الحق الحضرميه بقيادة طالب الحق عبدالله بن يحي الكندي قد سددت لها ضربات مميته في عام 130ه ,وعجلت بسقوطها في عام 132ه , وبعدها ضمن الدوله العباسيه .ثم استقلت نهائيا بنفسهاعن حكم العباسيين في العقد الثاني من القرن الثالث الهجري ,وقد استمرحكام كنده يحكمون حضرموت ,كحكام مستقلين منذ تلك الفتره, باسم ال راشد في تريم وال دغار في شبام وال اقبال في الشحر ,وتخللها غزو الصليحيين الشيعه من اليمن ,المتحا لفين مع الفاطميين الشيعه في مصرعام 455ه ,ثم غزو الايوبيين لحضرموت في عام 614ه ,والذي انتهى بعد مقتل قائد الحمله بن مهدي في عام 621ه .ثم حكمت حضرموت دولة نهد في السور وشبام ودولة ال يماني بتريم عام 621ه ثم الدوله الكثيريه الاولى منذ 675ه وحتى 1119ه ,ومن ابرز سلاطينها بدر ابو طويرق الكثيري الذي وحد اغلب حضرموت في دوله واحده وعاصمتها تريم منذ عام 926ه ,ثم بدات الامارات اليافعيه بالظهورفي 1116ه ,ثم ال بريك في الشحرفي 1165ه ,ثم ظهرت الدوله الكثيريه الثانيه في 1260ه واصبحت سيؤن عاصمتها ,وبدأ تشكل الدوله القعيطيه في شبام في 1275ه والشحر في 1284ه ,ثم اتنقالها الى المكلا كعاصمه لها منذ عام 1915م .واستمرت هاتين الدولتين كرمز لاستقلال حضرموت ,حتى سقوطها بالقوه بيد الجبهه القوميه لتحريرالجنوب اليمني المحتل في 17سبتمبر(المكلا) و2أكتوبر 67م (سيؤن ) وبتواطؤ من بريطانيا .وبدات منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا محاولات طمس الهويه الحضرميه ,من قبل اليمن الجنوبي منذ عام 67م وحتى عام 90م ,ومن قبل الجمهوريه اليمنيه منذ عام 90م وحتى اليوم . كيف تشكلت الهويه اليمنيه أما بالنسبة لأسم اليمن فقد ظهرت اولا باسم يمنات كمنطقه وليست كدوله وقد ظهرت في العهد الحميري ، لان الملوك الحميرين عندما يحتلون مناطق من الدول القديمه وأجزاء من حضرموت يطلقون على أنفسهم ( ملك سبأ وذوريدان ويمنت وحضرموت) فلو كان اسم المنطقة في ذلك الوقت ( اليمن) لأطلق الملوك على أنفسهم (ملوك اليمن) ولكن لم يقولوا ذلك. كذلك لم يرد اسم اليمن في كتب التاريخ ,الا في فترة ماقبل الأسلام بقليل ,ولكن كجهه وليست كدوله (وتعني يمن أي اتخذ ناحية اليمين ولم يفسر أي تفسير اخر ). ولم يظهر اسم اليمن كمسمى دوله ,الا في عهد المملكه المتوكليه اليمنيه في عام 1918م ,وعلى اراضي الدول القديمه سبأ ومعين وقتبان وحمير وبعد اقتطاع عدن والمحميات الغربيه من هذه الاراضي .اذن يمكن القول بان الهويه اليمنيه قد تشكلت منذ العهد الحميري قبل 1800عام ,بالرغم ممايشوبها من تهلهل وضعف ,لعدم انصهار الشعب اليمني في بوتقه واحده ضمن دوله واحده ,ترسخت منذ التاريخ القديم وحتى قيام المملكه المتوكليه اليمنيه .فمنذ موت الملك سيف بن ذي يزن ,قبل مايقارب من 1500عام ,ظلت اليمن ممزقه ومحكومه بالولاءات لعدة قبائل ,اما الدول التي قامت فيها فلم تدم طويلا وعلى اجزاء منها فقط ,لاتغطي كل جغرافية اليمن. وهذا عكس نفسه حتى على تركيبة الدوله اليمنيه الحديثه , حيث لازالت محكومه بهذه الولاءات القبليه حتى يومنا هذا. بروز الهويه الجنوبيه في 19 يناير 1839م احتلت بريطانيا مدينة عدن.وحينها كانت المناطق المحيطه بعدن (فيما سمي بعد ذلك بالجنوب العربي) عباره عن مشيخات وسلطنات متفرقه وضمت ( مشيخة العلوي ومشيخة العقربي وسلطنة العوذلي وإمارة بيحان ومشيخة دثينة وإمارة الضالع وسلطنة الفضلي وسلطنة الحواشب وسلطنة لحج وسلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى ومشيخة العوالق العليا وسلطنة يافع السفلى وسلطنة يافع العليا ومشيخة المفلحي وسلطنة الصبيحي ومشيخة الشعيب ) وكان اليمن حينها غير محكوم باي حكومه مركزيه.ثم قامت بريطانيا بعقد معاهدات حمايه مع هذه المشيخات والسلطنات .وفي عام 1914م تم ترسيم الحدود بين بريطانيا والاتراك (التي احتلت اليمن للمره الثانيه منذ 1872م ) ولم يتم ترسيم هذه الحدود على انها بين شمال اليمن وجنوبة وانما بين اليمن والجنوب العربي , وبنفس حدود (الجمهوريه العربيه اليمنيه وجمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه) .وفيما بعد تشكل اتحاد امارات الجنوب العربي وكان اتحادًا أقيم تحت الحماية البريطانية في 4 أبريل 1962 م مكون من المشيخات المذكوره, ثم انضمت اليها عدن في عام 1963م ,لتصبح التسميه إتحاد الجنوب العربي .وبعد استقلالها عن بريطانيا سميت (ج ي ج ش). وبهذا يمكن القول ان الهويه الجنوبيه قد ترسخت وتميزت بعيدا عن الهويه اليمنيه منذ مايقارب من مائتي عام فقط. اشكال محاولات طمس الهويه الحضرميه منذ عام 67م وحتى اليوم اولا : خلال الفتره من67م وحتي 92م وتشمل : 1) شطب اسم حضرموت من الجغرافيا الاداريه والسياسيه وتحويلها الى مسمى المحافظه الخامسه وذلك منذ 17 ديسمبر1967م ,وسلخ بعض الاجزاء من حضرموت وعدم ذكرها في سجلات الميلاد والهويه وجوازات السفر.والغاء تاريخ وتسمية حضرموت من مناهج الدراسه واحلال بدلا عنها اسم اليمن, وفرض شعارات اليمننه على طلاب المدارس من خلال الشعار الذي يردده الطلاب كل صباح "بالروح بالدم نفديك يايمن". وكذلك صدور مرسوم اداري يقضي بعدم كتابة عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم ) ,في مقدمة كل رساله رسميه ,تقدم من اي مواطن ,وبدلا من ذلك كتابة عبارة (للناضل من اجل الدفاع عن الثوره اليمنيه وتنفيذ الخطه الخمسيه وتحقيق الوحده اليمنيه) . 2) العمل الممنهج لشق الوحده الوطنيه بحضرموت تحت دعوى مايسمى بالصراع الطبقي ومحاربة الثوره المضاده ووحدة البروليتاريا. 3)التدمير الكامل للقوه العسكريه والامنيه الحضرميه (المتمثل في الجيش البدوي الحضرمي والجيش النظامي في السلطنه القعيطيه و القوه المسلحه الكثيريه)وقتل واعتقال قياداته وتسريح جنوده والحد من دخول الحضارم في الاجهزه العسكريه والامنيه لدولة (ج.ي.ج.ش.). 4)اغلاق كافة الصحف الحضرميه ومصادرة ممتلكاتها منذ عام 1967م. ثانيا : خلال الفتره من 1990م الى اليوم وتشمل: 1) محاربة الثقافة والتاريخ الحضرمي وطمس الهوية الحضرمية واحلال الثقافة والتاريخ والهوية اليمنية بدلا منها .وذلك من خلال توجيه اجهزة الثقافه ووسائل الاعلام ومناهج الدراسة لتكريس الثقافه والفنون والتراث والتاريخ اليمني ,وطمس الثقافة والفنون والتراث والتاريخ الحضرمي ,والفرض القسري لكلمة اليمن بدلا عن حضرموت في كل نشاط الحضارم التاريخي والحالي والقادم. 2)تغيير الديموغرافيا السكانية لمدن حضرموت ,من خلال ضخ مئات الالاف من العمالة اليمنيه الشمالية اليها,والقوات العسكريه والامنيه,في كل مدن ومناطق حضرموت, واحلال الموظفين اليمنيين الشماليين بدلا عن الحضارم في مكاتب الوزارات وفي شركات النفط ,وتسليم المقاولات الكبيرة المرتبطة بخدمات النفط والطرقات والمشاريع الكبيرة لغير الحضارم. وفرض وتعميم الثقافه اليمنية في اللهجه والماكل والملبس والعادات والعماره وغيرها . 3)تمليك بلوكات النفط ومصائد الاسماك والاراضي الزراعيه والاستثماريه والعقاريه والمطارات للمتنفذين اليمنيين الشماليين من شيوخ قبائل وضباط وغيرهم. 4) احتلال حضرموت بالالاف من القوات العسكريه وكذلك من القوى الامنيه ,المدججه باحدث الاسلحه ونشر معسكراتهم في كل مدن ومناطق حضرموت حيث يفوق تعدادها مئآت الألاف من الجنود والضباط ونشرالعديد من النقاط العسكريه والامنيه في مداخل ومخارج كل المدن والشوارع والطرقات ,وجعل القائد العسكري لحضرموت هو الحاكم الفعلي لها ,وبقية القادة العسكريين الكبار هم الحكام الريئسيين في مناطق تواجدهم في مختلف انحاء حضرموت وكلمتهم مطاعه ومنفذه من قبل الاجهزة المحلية وفروع الاحزاب ومشائخ القبائل في كل مناطق حضرموت . 5)اغلاق الصحيفه الاهليه الحضرميه الوحيده وهي(صحيفة حضرموت)وعدم السماح بصدور اية صحف اهليه مستقله أخرى الى يومنا هذا. 6) العمل على تغيير اخلاق الشعب الحضرمي من خلال تشجيع ثقافة الفساد والكسب الحرام وخيانة الامانة والعهود واعمال البلطجة وعدم احترام النظام والقانون ,واغراء وتشجيع ابناء حضرموت في تعاطي القات ,وتجارة المخدرات ,حيث اصبحت حضرموت اكبر مورد وموزع له للبلدان المجاوره ,وغيرها من الاعمال القذرة المنافية للاخلاقيات الاسلامية للشعب الحضرمي . الاثار المدمره المترتبه على محاولات طمس الهويه الحضرميه في عام 91م وفي مقابلته مع صحيفة "صوت العمال " الصادره في عدن ,اشاد السياسي المخضرم الدكتور عبد الكريم الارياني ,والفرحه تغمره ,بما قامت به الجبهه القوميه لتحرير الجنوب اليمني المحتل ,لارغام الحضارم على عدم البوح بحضرميتهم ,حيث قال : (يكفي الجبهه القوميه فخرا بان جعلت الحضرمي يقول انا يمني(.فهل هذه هي نهاية المطاف يااستاذنا القدير ؟؟لا والف لا !!فالقضيه اكبر من ان تختزل بمثل هذه الكلمات !! لان قضية الهويه هي ام القضايا جميعها السياسيه والاقتصاديه والثقافيه والتاريخيه والعلميه وغيرها ,ومن اجل ان تطمس الهويه الحضرميه وتحل محلها الهويه اليمنيه , فقد ترتب على ذلك القيام بتنفيذ سلسله طويله من الاجراءات المناقضه للشريعه الاسلاميه والقانون الدولي ووثائق الاممالمتحده لحقوق الانسان وحق تقرير المصير ,حيث ترقى هذه الاجراءات الى مرتبة جرائم حرب ضد الانسانيه ,تعرض لها شعب حضرموت منذ عام67م وحتى يومنا هذا ,وقد تتطرقنا في ماسبق الى ذكر البعض منها. ولكن يبرز السؤال الكبير هل تم فعلا طمس الهويه الحضرميه بعد مرور كل هذه السنوات العجاف التي تقترب من نصف قرن ؟؟بالتكيد الاجابه ستكون لا والف لا !!وما يؤكد صدق اجابتنا ,هو ماتعيشه منطقة حضرموتوالجنوب واليمن من صراعات وتناحرات سياسيه وازمات اقتصاديه واجتماعيه وثقافيه وحالة اغتراب داخليه يعيشها كل سكان المنطقه. فمحاولات المتحكمين بالسلطه ,ومعهم النخب السياسيه والفكريه والقبليه والعلماء في الجمهوريه اليمنيه, لطمس الهويه الحضرميه والجنوبيه وفرض اليمننه على شعبي حضرموتوالجنوب ,قد ترتبت عليها استخدام القوة لفرض واقع الحال ,على ابناء هذين الشعبين ,وجعلتهم يقوموا بتعبئة ملايين اليمنيين لقبول هذه الفكره الخبيثه ,وشحنهم بنظره عدائيه تجاه ابناء الهويات الاخرى وتجنيدهم بصوره واسعه وفي شتى المجالات لتثبيت اليمننه .ولتحقيق هذا الهدف البعيد المنال والغير واقعي ,ارتكبت ولا زالت ترتكب الجرائم الكبيره والممنهجة ضد ابناء حضرموتوالجنوب ,وبرزت بوضوح ممارسات الجمهوريه اليمنييه ,كدوله محتله بامتياز لكل من حضرموتوالجنوب ,وبأسوأ صوره من الاحتلال البريطاني ,وظهر بصوره جليه الاصطفاف الحاد لكل من الهويه اليمنيه كطرف معتدي ,والهويتين الحضرميه والجنوبيه كمدافعتين عن وجودهما . ان المحاولات المحمومه من قبل النخب السياسيه والفكريه والقبليه وعلماء اليمن لتكريس اليمننه(الوحده اليمنيه كما يدعون) , وطمس الهويتين الحضرميه والجنوبيه ,قد اعطى لهم المبرر الاخلاقي كما يتوهمون ,لارتكاب ابشع الجرائم ضد ابناء شعبي حضرموتوالجنوب ومعاملتهم كغنائم حرب )ارضا وانسانا( ودفعت الجرأه ببعض العلماء اليمنيين ,لاصدار فتاوي التكفير ضد اخوانهم المسلمين في حضرموتوالجنوب ,بحجة تثبيت الوحده اليمنيه .وبذلك فقدفتحت الفرصه الواسعه امام العصبات الحاكمه في صنعاء والمتحالفين معها ,للقيام باعمال النهب والسرقه لثروات حضرموتوالجنوب ,بكل صفاقه وفي العلن ,وبدون خوف اووجل من الله عز وجل ومن السلطه )التي لاتسري عليهم قوانينها لانهم فوق القانون . وترتب على ذلك ايضا ,اتساع حجم المعاناه والمظالم,على البسطاء من ابناء الشعب اليمني ايضا.فمثلما استمرأت عصابات السلطه في اليمن ,وتعودت على سياسات البطش والتنكيل والقتل والاعتقال والغاء الاخر والتعالي والغطرسه ونهب الثروات, ضد ابناء حضرموتوالجنوب, فقد اصبح من السهل عليهم ايضا ,ان يمارسوا هذه الجرائم ضد ابناء جلدتهم الحاملين لهويتهم اليمنيه ,وفي عقر دارهم.وهكذا الحال فالظلم ظلمات تبدأ بالصغير والبعيد ثم تنتهي بالكبير والقريب . وعلى هذا فقد شملت الجرائم والمظالم كل ابناء الهويات اليمنيه والحضرميه والجنوبيه,وجعلت الجميع يثو رون دفعة واحده ,على هذه العصابات الحاكمه ,كما هو الحال في ثورة الحراك السلمي في حضرموتوالجنوب ,وثورة الشباب في اليمن ,مع اختلاف المطالب ,واصبحت المنطقه كلها على كف عفريت. دعوة النخب السياسيه والفكريه الحضرميه للدفاع عن هويتهم وتاسيس قاعده جديده للحوار في المنطقه والحال هكذا فان على كل النخب السياسيه والفكريه والقبليه والعلماء في منطقة حضرموتوالجنوب واليمن ,ان يتداعوا بكل اخلاص وبتجرد عن الذاتيه والمصالح الخاصه ,للخروج من هذا النفق المظلم الذي لانهايه له ,ومن هذه الدوامه التي لن تبقي ولن تذر ,اذا تم الاستمرار فيها ,وعليهم الجلوس والتحاور بصيغه منطقيه ,وبدون نزعة استعلاء او الغاء للآخر ,فالكل سواسيه كاسنان المشط,.وارى ان يتم الحوار على قاعدة احترام كل الهويات الثلاث ,وعدم السماح لاي هويه لطمس الهويات الاخرى ,باعتبار ان قضية الهويه هي ام القضايا المختلفه التي نعيش ازماتها ونكتوي بنيرانها جميعا . وتتحمل النخب السياسيه والفكريه الحضرميه العبء الاكبر للدفاع عن الهويه الحضرميه ,ولايصال هذه الرساله الانسانيه الى المعنيين بها,ليس لان جهودهم ستحمي الهويه الحضرميه من الاندثار,ولكن لانهم بعملهم هذا سينقذوا منطقة حضرموتوالجنوب واليمن, من الكوارث المحدقه بها والتي تلوح اشاراتها في الافق القريب. وان مخاطبتهم للنخب السياسيه والفكريه في كل من الجنوب واليمن ,بكل جرأه وبنديه كامله وخاليه من التبعيه والمجامله ,لدعوتها للاعتراف بالهويه الحضرميه ,وبالحق المشروع للتعايش السلمي لكل الهويات الثلاث ,وعدم السماح لاي هويه لالغاء الاخرى ,ولترسيخ رؤيه جديده للحوار تنطلق من مبدأ التكامل والتآخي بين الهويات الثلاث وعلى قاعدة لاضرر ولاضرار,كل هذا الجهد الخير سيؤتي ثماره باذن الله .لانه يرتكز على منطلقات فكريه سليمه وبالتالي سيؤدي الى نتائج سليمه ,ستسهم بكل تأكيد في انتشال المنطقة من دوامة التخبط والضياع ,ومعالجة كل أزماتها بصوره صحيحه وتؤسس للبناء المدني الحديث لكل شعوب المنطقه.
