يرجح أغلب المؤرخين أن ظهور مدينة عدن يعود إلى إبَّان دولة أوسان في الألف الثامنة قبل الميلاد . إِذ كانت آنذاك أحدى أهم الموانئ اليمنية . وقد توالت المحاولات منذُ فجر التاريخ لإحتلالها وتعرضت لهجمات عدة بدايةً من محاولة الرومان لإحتلالها مروراً بعدة محاولات أخرى عربية وتارةً أجنبية ، إِلا انهم لم يجنوا من وراء ذلك سوى الفشل ، وفي خضم هذه الاحداث كان صمود ومقاومة عدن للاعداء مميزاً وجلياً بحيث تحطمت على صخرة مقاومتها كل هذه المحاولات والمحاولات اللاحقة. يُذكر أن عدن تعرضت للاحتلال العثماني في 3 أغسطس 1538م واستمر إلى ان قام آل السلامي في لحج على فصل عدن عن الدولة المركزية في صنعاء عام 1728م لتصبح جزءً من سلطنة لحج حتى تاريخ احتلالها في 19 يناير 1839م من قبل الاحتلال البريطاني. أن أبشع محاولات احتلال عدن وأكثرها جرماً وتنكيلاً هي محاولة احتلال عدن من قبل دولة شمال اليمن ( الجمهورية العربية اليمنية ) في عام 1994م ، بالرغم ان استعمار بريطانيا استمر الى نحو 120 عام الا ان بريطانيا كانت صديقة لعدن ، فقد عاشت عدن أزهى عصورها في ظل هذا الاستعمار الذي جعل من عدن جوهرة المحيط ولؤلوة الشرق الا ان احتلال عام 1994م الذي مارسه شمال اليمن بعد فشل قيام الوحدة اليمنية بين الشطرين الشمالي والجنوبي لليمن عام 1990م لتفرض بذلك الجمهورية العربية اليمنية والذي كان يعرف آنذاك بالشطر الشمالي على جنوباليمن الذي كان يعرف آنذاك بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كان من ابشع انواع القهر الإنساني . أن نهب الثروات وتدمير المكتسبات وسياسة التجهيل كانت أهم مقومات واهداف الاحتلال لجنوباليمن الذي استمر لأكثر من عشرين عاماً ، ولم يكن يوماً لعدن أن ترضى بذلك إلى أن بدأت محاولاتها نحو التحرير وتفجرت ساحات النضال للمطالبة بحقوق شعبها واستعادة ارضها كردة فعل عن الظلم و الاضطهاد الذي مارسته دولة الاحتلال ضدها. واليوم عدن خاصة وجنوباليمن عامة تنتفض لترفض الاحتلال الذي شن أبشع الهجمات ليعيد الكّرة بفرض السيطرة على جنوباليمن وامتداداً لممارساته ضد شعبها الأبي ، كان ذلك مصحوباً بمعاونة انتهازيوا الجنوب الذين تجردوا عن كل مبدأ وضمير وتآمروا على تسهيل سقوط عدن مرة اخرى بيد دولة الاحتلال. ها هم اليوم بواسل عدن يسطرون أروع الملاحم البطولية في الفداء والدفاع عن مدينة السلام عدن ضد استعمار امبراطورية الشر التي مارست مختلف انواع العنف ضد شعب عدن الاعزل. ويلات هذه الحرب التي فرضتها دولة الاحتلال مرة اخرى طالت العزل من النساء والشيوخ والاطفال ، وشردت الأسر ، وقتلت العديد من الابرياء والمدنيين ، ودمرت البيوت والمنازل ، وحرقت كل ماهو جميل في مدينة العز والشموخ عدن. هاهي آثار الحرب التي شنتها امبراطورية الشر المتمثلة في دولة الشمال المستمرة منذُ نحو شهريين متتاليين تخلف دمار أشبه بذلك الذي يحدثه الاحتلال الصهيوني وهو مالم يحدثه الاستعمار البريطاني لعدن.