شدتني تلك الصورة البريئة لثلاث فتيات بعمر الزهور المتفتحةمن عدن وهنَّ يحملن مناشدة لدولة رئيس الوزراء خالد بحاح أن يغيث عدن من الوضع الإنساني المأساوي الذي يخيم عليها منذ استهدافها من قبل مغول هذا العصر أَبْعار-جمع بَعْرَة- الخميني ونصر اللات, أولئك الرعاع الذين تترفع الخنازير أن تأوي وإياهم في حظيرة. صورة تهز مشاعر من كان له قلب ينبض بالحياة, وتحدث في الوجدان رعشات مؤلمة لما آل إليه حال الناس هناك. لكن من البدهيات أن قلوب أصحاب القرار غير قلوب سائر البشر, فنحن تهز قلوبنا صور المآسي, أما هم فعَلَى عليها الرانوخيّم عليها عدَمُ الإحساس وفقْدُ الرحمة وبلادةُ المشاعر, يعني كالكوز المجخي. فهل ينطبق هذا على حكامنا المقيمين في فنادق الرياض, أم أنهم يختلفون تماماً عن بقية رجالات الدول, ولهم مشاعر وأحاسيس وذوق. مثلما تفاجأت بصورة الطفلات الثلاث المؤلمة من عدن, تفاجأت أيضا بخبر لجنة الإغاثة بحضرموت والمفاجأة التي فجرتهابأنها لم تستلم أية معونة إغاثية من اللجنة العليا اليمنية للإغاثة والتي تقيم بالرياض ولم تخصص لها أية موازنات تشغيلية للقيام بعملها,وعلى هذا أطلقت صرختها هي الأخرى بأن الوضع مأساوي جدا ومع تزايد أعداد النازحين وضعف التموين الغذائي في المحافظة وتدهور الوضع الصحي بالمستشفيات مما ينذر بانهيارها في أي لحظة اذا استمر الوضع على هذا الحال . تلك صرخة طفلات عدن وهذه صرخة لجنة الإغاثة بحضرموت وبين عدن وحضرموت صرخات أخر تتعالى وتناشد وتستغيث بدولة رئيس الوزراء. فهل يلبي دولة رئيس الوزراء الصرخة مثلما لباها المعتصم لما صرخت به شراة العلوية مستغيثة,أم أن رغد العيش وهنأ الفراش ولذة الطعام ولين المركب أَصَمَّتْ آذان بحاح عن هذه الصرخات. وفي الأخير برقية عزى ومواساة أبعثها لأولئك الذي حملتهم حضرميتهم ودفعهم شعورهم بالانتماء الأخوي الحضرمي إلى صنعاء ليعلنوا وقفتهم التضامنية مع بحاح, أقول لهم: أحسن الله عزاءكم في مصيبتكم وأعظم أجركم وأخلفكم خيرا منها, وعموّ بحاح مو فاضي لنا أبدا.