عند هذا التاريخ 17.9.1967ميلادي ..نتوقف كثيراً لنعيد النظر في أحداث هذا التاريخ ,ونسلط الضوء على مرحلة زمنية مفصلية في تاريخ حضرموت والهوية الحضرمية ..هذة المرحلة التي غابت تفاصيلها عن كثير من الجيل الحضرمي الجديد بالداخل والمهجر ,هذا التاريخ المشؤوم قلب معادلة كبرى في تاريخ حضرموت المعاصر ..لولا التسارع المفاجئ للأحداث التي حصلت بهذا التاريخ لكانت الحضارة الحضرمية تصدح بالآفاق ..لكنها الأقدار .. نُسلط الضوء لكي يكون الحذر يرافق خُطانا في أي مشروع سياسي قادم ..وأن لايلتحفنا الصمت ..الصمت قد اعتبره من وجهة نظري أحد أسباب ماوصلت إليه حضرموت يضاف إلى ذلك أيضا عدم الوعي السياسي لما كان يحاك ضد حضرموت في تلك الفترة الحرجة وساعد في تنفيذها عن غير قصد وهذا رأيي طبعا بعض الحضارم ..لست هنا في وضع توجيه اتهامات لأحد ,فكل من اقترف خطأ سياسي قاتل في حق حضرموت يعرف نفسه تماماً ..هذا التاريخ بدأ من عنده فصول النكبة الحضرمية المُغيبة عن هذا الجيل الحضرمي الذي نشأ وتربى في ظلالها ..وهنا أكتب مجريات حدثت لنتجنب أن نعود في نفس دائرة الخطأ مرة أخرى , قرأت كثيراً ماحصل لحضرموت ابتداء من هذا التاريخ ..واستمعت لروايات كثيرة ممن عاصر تلك الفترة .."وماأشبه الليلة بالبارحة " ..تسليم المكلا للجبهة القومية كان اعتقاداً بأن القادم أفضل ..وهروباً من من سلبيات السلطنات ..لكن هذا الهروب أصبحت به حضرموت كالمستجير من الرمضاء بالنار! ..دخلت به حضرموت عقود من وضع سياسي واقتصادي كارثي ولازالت ,لذلك يجب أن نكون متيقظين وحذرين في أي مشروع سياسي قادم نطمئن به إلى وضع حضرموت بتوثيق وضمانات لوضع حضرموت التاريخ والأرض والهوية لن نفرط بإسم حضرموت أبداً بعد هذة العقود من الغياب ..وليكن هذا التاريخ محفوراً في ذاكرة هذا الجيل الحضرمي الجديد فهنا تكمن المأساة الحقيقية لحضرموت ,كتبت للتوعية ..للتذكير وليتنبه من يعيد الان بدون قصد تاريخ مأساة 67,وإلا لما توقفت عن الحديث بالقضية الجنوبية ؟؟؟ لأني رأيت أنيّ أُطبل على كفن حضرموت مرة أخرى! ..ليس الخطأ أن نقع بالخطأ ..فالخطأ ملازم للنفس البشرية ..لكن كُل الخطأ أن نستمر فيه بعد معرفته ..أخوتنا الجنوبيين نكن لهم كل التقدير والاحترام لكن ليس على حساب مصلحة حضرموت ..وليأخذالحضارم مما حصل في هذا التاريخ عِبره لكي لاتعاد الكرة ولانُأخذ على حين غره !..ولايمكن أن نثق بكلمة "بعدين" إطلاقاً كلنا ثقة بشباب حضرمي قدم التضحيات الجسام ..قد يكون قُدم له التوجيه بشكل خاطئ لكن لن نسأم معاودة التصحيح من أجل الحفاظ على هويتنا وحضارتنا وتاريخنا الحضرمي ..فحضرموت اسم لايموت …ِ