بقلم : محمد بالفخر ((جت الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح)) تذكرت هذا المثل المصري الشائع وأنا اقرأ خبرا في احد المواقع الالكترونية اليمنية المعتبرة يفيد انه وللمرة الأولى منذ انطلاق الثورة الشبابية اليمنية . ومنذ قيام جمع السبعين المضادة التي تمثل التأييد لرئيسها . والتي أفرزتها عقليات بلغت منتهاها في التملق والتضليل واستنزاف الموارد المالية من مقدرات الأمة وقوت الشعب وهذا هو حجر الزاوية في كل الموضوع لتنفقها على مجاميع الحضور دعما وتشجيعا ومؤازره وكل شيء بثمنه واهم من كل ذلك ما يكتنزوه لأنفسهم فهم أصحاب براءة الاختراع في ذلك الأمر فلابد أن يكون لهم نصيب الأسد . فما يدريك أن لا تتكرر تلك الفرصة وهاهي ماثلة أمام الأعيان جمعة (إن عدتم عدنا ) دون نقل تلفزيوني رسمي ودون ضجيج أو عويل إعلامي لكن كان يفترض من باب الوفاء لزعيمهم الاستعانة على الأقل بقناة الهاشمي لإخراجها من استقلاليتها كما حدث أبان الانتخابات الرئاسية في 2006والتي كلفت بعرض المهرجانات الانتخابية لمرشح الموت المر الشعبي العام دون سواه وكل شيء بثمنه يا هاشمي اعتبرها فقرة إعلانية ما لمانع؟ وليبعد الحزن قليلا عن الجمعة المباركة (إن عدتم عدنا) قبل إن تتشتت الجموع وتقتنع إن الفراق قد حان وان شهرا قد مضى ولم يتبق سوى اقل من شهرين فلتسكب العبرات وليرتفع البكاء والعويل لفقدان سادس الخلفاء الراشدين كما ارتفعت بذلك إحدى اللافتات في إحدى جمع السبعين في الأشهر الماضية وقبل جمعة النهدين تحديدا. ويا نجوم السماء لا تتداعي فقد الكون الرئيس الراعي. وإنني أتخيل تلك المجاميع وبالذات من يحرص على الصفوف الأولى في جامع السبعين ومنصة السبعين كيف سيكون حالها دون كاميرات تنقل الحدث . وأتخيل حال المقاولين المكلفين بالجمع والحشد كيف سيكون حالهم وقد انقطع مصدر من مصادر الدخل السريع . وعلى كل حال إن قرار عدم النقل والالتزام به من قبل القنوات الرسمية يعتبر خطوة جريئة ومتحررة من الأستاذ علي العمراني وزير الإعلام الجديد في حكومة ما سمي بالوفاق الوطني . والأستاذ علي عرفته في منتصف ثمانينات القرن الماضي عندما كان طالبا في جامعة البترول والمعادن بالظهران وجمعتني به مناسبات عديدة في الحي الذي كان يسكنه ولم التقي به منذ تلك الفترة حتى استقالته والتحاقه بالثورة الشبابية وكان ذلك في ساحة التغيير التي لم تصل حينها إلى تقاطع الرباط في أثناء جولة قمت بها وشددت على يده وحيأته حينها بالخطوة الجريئة تلك . استقالته من حزب الحاكم الذي عاث في الأرض فسادا وأوصل اليمن إلى ما وصلت إليه . وحتى تؤتي خطوة عدم النقل لجمعة (إن عدتم عدنا) ثمارها ينبغي إن تتبعها خطوات أخرى من أهمها: 1- محاسبة الإعلاميين الرسميين الذين امتهنوا تضليل الرأي العام طوال تلك الفترة الغير مجيده وخاصة رموز التضليل منهم لأنهم سبب رئيس في كل ما جرى من نكبات . 2- محاسبة من قام منهم بالتحريض على قتل الثوار وإحالتهم إلى القضاء ليقول كلمته فيهم . 3- الارتقاء بالخطاب الإعلامي ليبرز الحقيقة كاملة بدلا من إن يكون بوقا للزعيم الأوحد . 4- إعادة تأهيل الكادر الإعلامي الرسمي بما يتناسب وثقافة الثورات العربية التي أسقطت الأصنام المحنطة وألقت بها في مزبلة التاريخ . تلك وغيرها كانت مؤشرات لاشك إن الأستاذ علي العمراني اعلم بها ومدركها حق الإدراك . ثم نأتي إلى ماهو مهم ومهم جدا هل بالإمكان محاسبة كل المقاولين والوسطاء الذين كان لهم الإشراف المباشر على صرف مقدرات الدولة لتجميع جموع السبعين والمصفقين منذ إقامة تلك الجمع الفرائحية التي تهدف إلى تضليل الرأي العام واستغلال حاجة الناس المعيشية ليسوقوهم خارج قناعتهم ويسوّقون أنفسهم بهم للرأي العام المحلي والإقليمي والعربي والدولي لتثبيت شرعية وهمية أسقطتها ثورة الثوار . فلهذا ينبغي العودة إلى سجلات البنك المركزي ووزارة المالية لمعرفة حجم الإنفاق الذي تم في هذا الشأن ومحاسبة من صرف ومن استلم قضائيا . وعلى ضؤ ذلك سيعرف أيضا حجم ما تم إنفاقه وما تم خزنه استنادا للمثل الشعبي القرش الأبيض ينفع لليوم الأسود. وحينها ستتكشف حقائق مهولة أمام الرأي العام . وسيقول لسان حاله : شفت أهوال جم ما هي قليلة يا ظنيني تشيب بالمواليد.