تبقى عشرون يوماً تقريباً لبدء الانتخابات الرئاسية التوافقية, والكل ينتظر ذلك اليوم بحذر وترقب, فالطريق إلى يوم 21 فبراير ليس طريقاً ممهداً محفوفاً بالورود, بل هو طريق ملغم بتأمرات شيطانية ونزوات صبيانية تسعى الى تحويل أحلام اليمنيين الى كوابيس مزعجة, وفرحة الشعب المذبوح بسكاكين الجرع القاتلة الى مأتم وعويل وطعنات قاتلة, هذا ما افهمه من مجريات الاحداث التي تتسارع يوماً بعد اخر. فبالامس وحده شهدت اليمن اربعة احداث كلها مخيفة ومزعجة وتدعوا الى وضع النقاط على الحروف, في مقابل الف علامة استفهام على جدية صالح وحزبه في تنفيذ المبادرة الخليجية التي وقع عليها صالح في السعودية في 23 نوفمبر من العام المنصرم, ومن يدري فلعل الايام حبلى بالمفاجئات, والايام بانتظار احراق اخر الاوراق المهترئة لنظام مهترىء لم يعد صالح للحكم. إعدام ال نهشل, تضخيم اشتباكات رداع بين مسلحي انصار الشريعة والحرس الجمهوري, اختطاف سبعة اجانب يعملون بمكتب التنسيق والتعاون الإنساني التابع للأمم المتحدة بمحافظة حجة , ومحاولة اغتيال وزير الاعلام الاستاذ علي احمد العمراني, كلها احداث مقلقة وملفتة للنظر, وقد تشهد الايام القادمة ماهو اسواء من هذا بهدف الحد من الاقبال على الانتخابات الرئاسية لغرض ان تصبح شرعية الرئيس القادم شرعية مهزوزة. الأستاذ محمد ناجي علاو رئيس منظمة هود في حوار معه عبر الفيسبوك قال " أن مايحدث في رداع او أبين او التعاظم المسلح للحوثيين والحراك وتعطيل آلية عمل الجيش والأمن وتسخير الجيش والأمن العائلي كلها مخاطر بغرض الإثبات أن اليمن في طريقه للتحول إلى صومال جديد", وهذا مايعمل صالح على إثباته للغرب بشكل لافتٍ للنظر. محاولة اغتيال الوزير العمراني كانت نتيجة لتهديدات سابقة تعرض لها من قبل ارقام سعودية ولم تكلف وزارة الاتصالات نفسها معرفة هوية المتصل, وجاءت التهديدات التي تلقاها الوزير العمراني بعد ان اثبت الوزير جديته في التغيير في وزارة حولها سلفة الى بؤرة للفساد, يكافىء فيها المفسد ويقصي فيها النزيه المخلص, لقد كانت السياسية الاعلامية المنفتحة على معطيات الواقع المؤمنة بضرورة الانطلاق من بوتقة الحقيقة هي السياسة الجديدة للوزارة, والتي شهدت فيها السياسة الاعلامية تغيراً لافتاً على جميع وسائل الاعلام الرسمية سواء المقروئة او المسموعة او المرئية. اعتقد ان ذنب الوزير العمراني وخطيئته الكبرى بنظر بقايا النظام انه حجم من دور حملة المباخر, وضيق الخناق على مرتزقة القصر, ونقل للناس الحقيقة التي لاغبار عليها, وفتح افاقاً للمبدعين بعيداً عن عبارات التملق والترزق, واختفت في عهده عبارة الاشادة الفجة بالقائد الرمز والفارس المغوار , وهذا مالم يرق لأسرة صالح التي دشنت ضده حملة تحريض عبر قناة العقيق وموقع المؤتمر نت والميثاق وما اليه من الابواق الاعلامية المستأجرة التي لازالت رهينة القصر بحكم بعض الاموال التي يتقاضاها القائمون على تلك المواقع. حادثة الاغتيال هذه ان مرت بسلام فسيكون مابعدها اسواء منها, ومالم تقف حكومة الوفاق بجدية امام هذا الموقف وتقف دول الخليج الراعية للمبادرة موقف الحازم, فقد لانصل يوم 21 فبراير بسلام, وخصوصاً ان الجهة الواقفة وراء عملية الاغتيال واضحة, والمواقع التي روجت لشن حملة ضد الوزير هي المسؤول الاول عن هذا.