كتب/ صلاح العماري كنت أعرف الأخ العزيز محمد أبوبكر بكير معرفة سطحية من خلال عمله الرياضي في الهيئات الإدارية لنادي المكلا.. وجمعتني به لقاءات صحفية تختص بالشأن النقابي.. لكني عرفت الرجل عن قرب في الفترة الأخيرة وارتبطت به بعلاقة خاصة وصلت إلى حد تبادل الرسائل بالجوال والاتصالات للاطمئنان على الصحة. عرفت (أبوبكري) أكثر أثناء عملي معه في إطار اللجنة التي شكّلها نادي المكلا لإقامة حفل تأبين رئيس النادي الأسبق المهندس صالح محمد بحول وضمت عدد من الزملاء الأعزاء الذين سعدت بالعمل معهم وكانوا عند مستوى الثقة والإخلاص ل (صالح بحول). قدّرت في محمد بكير عشقه اللا محدود للعمل , فالرجل لا يلتزم بساعات الدوام الرسمي .. كل ساعات اليوم عنده دوام رسمي . كنت أشاهده يعمل صباح .. عصر .. ومساء كل يوم .. في مكتبه المتواضع في الطابق الثاني بمقر نادي المكلا بحي الشهيد.. والمكتب لاتحاد العمال .. لكن محمد أبوبكر بكير جعل منه مقراً للاتحاد والنادي معاً. هذا الرجل – رحمه الله- كان عاشقاً حتى النخاع لناديه الأخضر.. قبل بمهمة رئاسة النادي في ظروف صعبة جداً .. كان يشكو غياب أبسط المستلزمات والدعم المالي ومع ذلك كان يعمل ويجتهد ويعشق عمله. لم يلتفت للمثبطات وكان يعقد اجتماعاً للهيئة الإدارية لنادي المكلا .. ثم يخلفه في وقت متأخر باجتماع آخر في الموقع ذاته لاتحاد العمال أو لنقابة العمال في بعض المرافق . كانت صورة فريق نادي المكلا لكرة القدم تعلو مكتبه .. تلك الصورة للفريق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للأولى .. وكان حلمه مع صالح بحول أن يعيشا حدث التأهل .. لكنهما – رحمهما الله تعالى – غادرا الدنيا الفانية وبقيت الصورة وبقي الفريق في موقعه. رأيت (محمد بكير) شعلة من النشاط وهو يستعد بوفاء لإقامة حفل يليق ب (صالح بحول).. لا لشي انما وفاءً للرجل الذي حافظ على منشآت النادي .. هكذا كان يقول لي . ونجح- رحمه الله- في إقامة حفل تأبين تجسّدت فيه صور الوفاء رغم كل الظروف الصعبة والمعوقات وضيق الوقت. ولم تكن تنقضي خمس دقائق ونحن مجتمعون حتى ينقطع الحديث بسبب مكالمة هاتفية وصلته من أحدهم يطالبه بإنصاف حقوقهم كموظفين أو عمّال في المرفق الفلاني أو العلاني.. ورأيته لا يتأفف .. فتارة يخرج إلى هذا المرفق.. وتارة إلى ذاك.. ومرة أخرى يتواصل مع السلطة المحلية لإنصاف الموظفين والعمال .. أو يحل المسائل ودياً إذا ما سنحت الظروف لذلك . لله درّك أبا بكري .. إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام . وأنت يا مُنصف العمال.. ويا قانعاً بما لديك.. عشت راضياً.. ورحلت عن الفانية نظيفاً قانعاً.. فنم قرير العين.. غفر لك ربي وأسكنك الجنة دار القرار والهم أهلك ومحبيك الصبر وعظيم السلوان . إنا لله وإنا إليه راجعون