بقلم: د.متعب بازياد كتب المؤرخ والعلامة الحضرمي السيد عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف في (معجم البلدان)فقال: ومن قرى المهرة وبلداتها:عتاب وصقر وحصويل وراس فرتك ثم خيصيت ثم نشطون ثم خلفوت ثم ضبوت ثم هروت ثم محيفيف وهي مرسى الغيظة, وايروب ثم الفيدمي ثم الحصن ثم الفتك ودمقوت ثم جاذب ثم حوف. وقبائل المهرة كثيرة يبلغ مجموعها –على زمن المؤلف- اثني عشر الف رجل, وفي (بستان العجائب) للسيد محمد بن سقاف ان للمهرة محافظة على الصلوات ولهم لغة غير العربية, يقال انها لغة عاد, وارضهم طيبة ذات زرع ونخل وغياض, واكثرهم بوادي في الجبال. وسلطان المهرة اليوم-على عهد المؤلف بن عبيد الله – في نحو الخمسين من عمره, واسمه احمد بن عبدالله بن محمد, ومقره سقطرى, ولكن ابناء عمه بسيحوت استقلوا ببعض الامور مع اعترافهم له بالسيادة العامة ورجوعهم اليه في المهمات..وقد تعهدت الحكومة البريطانية – ضمن اتفاقيات الحماية التي ابرمتها مع سلطنات مايعرف بالمحميات الشرقية لمستعمرة عدن سنة 1886م – بوضع جزيرة سقطرى وملحقاتها تحت سلطة السلطان عبدالله بن سالم بن سعد ال عفرير, وداخل حدوده تحت حماية جلالة الملكة الامبراطورة… و "سلاطين هذه البلاد على حالتهم البدوية, وطبيعتهم الفطرية, يمشون حفاة, ولا شرطة لهم ولا حجاب, ولا فرق بينهم وبين السُوقةِ الا بما على وجوههم من الشهامة: متصعلكين على ضخامة ملكهم متواضعين على علو الشأن والضرائب لدى المهرة خفيفة جداَ, مع انهم لا يأخذون رسوماَ الا من الغريب, واما من الاهالي فلا, وغاية ما يأخذونه من الغرباء خمسة في المائة اسماَ وبالحقيقة اقل من ذلك لفرط التسامح في التثمين, وكثيراً مايعفون من استعفاهم جملةَ, واكثر تجارة ال قشن والغيظة وسيحوت في العنبر والصيفة والصيد والوزيف والانعام وما اشبه ذلك . "ولولا مابذل نواب سلطان سيحوت (المهره) من بذل الجواز لمنكوبي حضرموت الى السواحل الافريقية لمات منهم بالجوع ضعف ما قد مات, لكنهم فعلو معهم جميلا لايضيع, وطوقوهم بمعروفِ لاينساه الا ابناءُ الزنا" وتربة سيحوت المسماه تربة محمد بن بن سعيد باكريت, تربة جميلة, يظلها كثير من شجر الاراك, وهي في وسط البلاد على مقربة من الجامع.انتهى كلام السيد بن عبيد الله رحمه الله .وفي الجزء الثاني سنتناول حال المهرة اليوم وتطلع اهلها نحو مستقبل بلادهم وآمالهم العريضة في التقدم والرقي من وحي نزول فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الى محافظة المهرة الاسبوع الماضي.