أقبل علينا شهر الخيرات ، شهر البر والطاعات ، شهر زيادة الحسنات ، والمغفرة والرحمة والعِتق من النيران ، في هذا الشهر عبادات جليلة تزكي الإنسان وتربيه على معاني الحق والخير والجمال ، و تصحح حياته في جميع المسارات ، أبرزها الصيام فالصيام كتبه الله على المسلمين لتقواه قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصِّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكُم تتَّقُون )) ، والقيام فرضه الله على المؤمن ليغفر له ماتقدم من ذنبه قال صلى الله عليه وسلم (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من ذنبه )) ، والناس في رمضان على أصناف : أقبح بمن خصص رمضان للسهر والأكل ، وفرط في العبادات ، وقضى ليله تحت شاشات القنوات الفضائية تحت مسلسل ففيلم فعري وغرام وهيام يُنذى له الجبين ، و السرفُ بأموال لو أعطت للفقراء لكفتهم و سدت رمقهم ، لكن من يُضلل اللهُ فلا هادي له . أقبح بمن بدأ رمضان بهمة وعزم في الطاعات ومن ثم في آخره عَزَفَ عنها ، فهذا أمرٌ غير مقبول فعليك أن تساوي الهمة في رمضان كله ، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل . أقبح بمن جعل آخر رمضان وكنزه " العشر الأواخر " موسماً للتسوق ، لكن حدّق أيها القارئ وأفهم ماذا أقصد ، التسوق لشراء مستلزمات العيد أمر ضروري ، لكن البعض يضيع أوقات الصلاة كصلاة القيام والتهجد في الأسواق ، فرمضان شهرٌ به ثلاثون أو تسعة وعشرون يوماً لعلك لا تدركها في السنة القادمة . أجمل بمن استغل رمضان في الخير ، وشمر ساعده له ، بقراءة القرآن ، وصلةَ الأرحام ، والصدقة على الفقراء والمساكين ، و تفطير الصائمين ، ويا باغي الخير أقبل . أجمل بمن أدرك رمضان ، فغُفر له ما تقدم من ذنبه ، و رحمه الله برحمته ، وعتق رقبته من النار ، اللهم اكتبنا من هؤلاء واكتب آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا ومن أحببناه فيك ومن أحبنا فيك برحمتك يا أرحم الراحمين .