أقيمت على قاعة منتدى السعيد الثقافي بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز قراءة نقدية لديوان (العزف الصامت) للشاعر عبد الفتاح الأسودي قدمها كل من الدكتور عبد الحميد الحسامي من جامعة إب والدكتورة اعتدال الكثيري من جامعة عدن، والدكتورة خديجة الحدابي. وفي ورقته النقدية للديوان التي قدمها أمس الخميس، شبه الدكتور عبد الحميد الحسامي الناقد برجل الآثار الذي يحتاج لان يتحسس بالفرشاة الرقيقة الناعمة اللوحة الأثرية، مشيرا إلى أن الناقد يتحمل مسؤولية كبيرة فهو إما أن ينقد ويمارس المعايير النقدية الصارمة ويكون عائق أمام انطلاقة الشاعر الشعرية أو أن يجامل ويمدح ويطريء على تجربة الشاعر مما يجعله يعتقد انه تجاوز الممكن، وفي هذه الحالة لن يسعى إلى تطوير تجربته الشعرية، وبالتالي فان المجاملة والمدح للشاعر على حساب المعايير العلمية لا يخدم الشاعر ولا الشعر. وتمنى أن يجد الشعراء الذين يبحثون بأنفسهم عن عيوبهم فيسعون إلى إكمالها حتى يصبحون أرقاما حقيقية في الساحة الشعرية. وقال الناقد الحسامي إن ديوان العزف الصامت يحمل عنوانا هو الأجمل في الديوان كله مشيرا إلى أن العنوان لوحده يمثل قصيدة كاملة حيث يثير الدهشة لدى القاريء، مضيفاً: إن صاحب ديوان العزف الصامت يريد أن ينطلق ويتحرر في تجربته الشعرية لكنه يبدو مقيدا في قصائده التي احتواها الديوان وعددها 47 قصيدة. وأكد إن تقيده هذا لم يكن منطقيا لا اجتماعيا ولا دينيا، ضارباً مثلا بشاعر البردة الذي قدم إلى الرسول (ص) وهو في مسجده، وألقى عليه قصيدة البردة التي نتغنى بها حتى اليوم. فهو تحدث عن الجمال في قصائده والدين يفتح آفاقا أوسع للجمال كما الغزل وهو موضوع قصائده غير محرم في الدين، لان الدين يحرم شعر الغزل في مواضع وبالتالي فان الحذر الزائد لدى الشاعر لم يكن مبررا. ويرى الحسامي إن ديوان العوف الصامت تمخض شعره عن علاقة الشاعر بالمرأة، والمرأة التي يتحدث عنها مجهولة داخل الديوان، منوها أن ما يميز الديوان عن غيره هو أحادية الموضوع- موضوع المرأة وهى تجربة جيدة عند الشاعر الذي يعمل في المجال الإداري، مشيدا بالنفس الطويل الذي تولد عند الشاعر وهو يتناول موضوع واحد. وتطرق الناقد الحسامي إلى أبيات شعرية قال أنها عكست تمجيد الشاعر للمرأة بشكل كبير ومن هذه الأبيات: يا ريت الحسن الذي... من ذا له ما ذعنا طيفا أتيت به... وبلسما ناديته فتحننا إني عرفت بك ... الحياة وما أريد ومن أنا كما قدم الناقد رؤيته حول تجربة الشاعر حول الغزل، الذي قال انه قدم صورة أخرى لها، وهي تلك المرأة السادية التي تتلذذ بتعذيب عشيقها أو هو نفسه يتلذذ بعذاب عشقه لها. وهو في كل الأحوال حب من طرف واحد عكسته كل قصائده التي تضمنها الديوان وهى تجربة قال أنها تماثلها تجربة السياب في موضوع الحب والغزل. من جهتها قدمت الدكتورة اعتدال الكثيري من جامعة عدن ورقتها النقدية حول الديوان مستعرضة جوانب نقدية متشعبة كثيرة. حضر الفعالية الأستاذ فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وجمع من الشعراء والمثقفين بالمحافظة. يشار إلى أن الديوان قدم له الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري سفير اليمن لدى مصر في أربع صفحات ويتضمن 47 قصيدة عن الحب والغزل.