كشفت مصادر إعلامية دنمركية أن حكومة الدنمرك أصدرت أوامراً لموظفين دنمركيين يعملون في اليمن وغزة بالمغادرة الفورية خشية على أرواحهم من أي أذى محتمل قد يلحق بهم جراء الغضب الشعبي الذي يجتاح العالم الإسلامي. وذكرت المصادر أن الدنمرك استعانت بمنظمة الهلال الأحمر لمساعدة رعاياها في المغادرة ، وقد قامت المنظمة أمس الاثنين بترحيل الرعايا الدنمركيين من اليمن وغزة، فيما تتواصل الترتيبات لترحيل أعداد أخرى من الدنمركيين العاملين في شركات أو هيئات لدى عدد من البلدان الإسلامية التي تخشى حكومة الدنمرك انفلات الأوضاع الشعبية فيها خارج نطاق سيطرة حكوماتها لتتحول إلى أعمال عنف ضد الرعايا أو المصالح الدنمركية في الشرق الأوسط. وأضافت المصادر: أن المسئولين الدنمركيين أصبحوا يواجهون ضغوطاً كبيرة من قبل الشركات ورجال المال والأعمال الذين يقولون أن منتجاتهم أصبحت كاسدة على رفوف المحلات التجارية، وأنهم يخسرون الملايين كل يوم بسبب حملة المقاطعة التي شنتها دول العالم الإسلامي، ونسبت ل"جينز رفسلوند Jens Refslund" مدير مبيعات شركة (آرلا فودز Arla Foods) قوله: أن عائدات الشركة السنوية من الشرق الأوسط تقدر بحوالي (450) مليون دولار، وأنها لديها حوالي (1000) موظف دنمركي يعمل في مناطق مختلفة من الدول الإسلامية. ووصف المحللون الدنمركيون الأيام القادمة بأنها "أياماً عصيبة" قد تتطور الأمور خلالها سريعاً ، وربما تجد الدنمرك نفسها معزولة نهائياً عن الشرق الأوسط ما لم تقدم الحكومة الدنمركية بعض التنازلات، وتقدم اعتذارها للمسلمين عن الإساءة التي لحقت بنبيهم، محذرين من إمكانية تعرض الدنمرك لأعمال وصفوها ب"إرهابي'" من قبل المسلمين المنتشرين في مختلف أرجاء أوروبا. وتأتي هذه التطورات في وقت تزداد فيه ساحة العالم الإسلامي غلياناً أمام التعنت الرسمي الدنمركي، إذ أن ساحة اليمن ستشهد يوم غد الأربعاء تظاهرة نسوية حاشدة تشارك فيها أعداد كبيرة من المنظمات النسوية ، وستتوجه الى مقر الأممالمتحدة لتوجيه رسالة خطية لممثلها بصنعاء تدين فيه الإساءة لرسول الأمة (صلى الله عليه وسلم) ، وتؤكد مطالبتها لحكومة الدنمرك بتقديم إعتذار صريح للمسلمين. ومن المتوقع أن تتوج المدن اليمنية ظهر الجمعة القادمة بتظاهرات مليونية عارمة تستنكر الإساءات التي لحقت بمقدساتها الإسلامية.