أقام سعادة مايكل كلوربير شتولد – سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء- مساء أمس الاثنين حفل استقبال إحتفاءً بفريق المشروع اليمني الألماني لتنمية مدينة شبام التاريخية، الفائز بجائزة الأغا خان العالمية، حضره وزير السياحة نبيل الفقيه، وعبد الله زيد عيسى- رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، وعدد كبير من الشخصيات الألمانية واليمنية ووسائل الإعلام. واستهل سعادة السفير الألماني الفعالية الاحتفائية بكلمة مقتضبة، قال خلالها أنه: "في يوم الثلاثاء الماضي تمكن فريق المحافظة على مدينة شبام التاريخية من الحصول على جائزة دولية هامة هي جائزة الأغا خان، التي تعد واحدة من الجوائز العالمية الهامة في المجال المعماري، وتمنح كل ثلاث سنوات للمشاريع المعمارية التي تحقق إنجازات هامة في التصميم، أو الإبداع الفني والتقني، وخدمة المجتمع والثقافة الإنسانية". وأشار إلى "أن حكومة ألمانيا الاتحادية قامت بتخصيص ميزانية لإعادة اعمار وتأهيل مدينة شبام التاريخية، واليوم نشهد بفضل هذا الجهد أن أكثر من نصف منازل بيوت هذه المدينة تم إعمارها، وتم تحديداً إعادة تأهيل 200 بيت بارتفاع 6-9 متراً". وبين: "أن لجنة تحكيم الجائزة رأت إن الفريق الذي تولى الأعمال في المدينة قد حولها من مدينة كاد أن يصيبها الجمود إلى مدينة حية يمكن السكن فيها، وهذا كان الهدف تماماً الذي ابتغاه أعضاء الفريق المؤلف من ألمان ويمنيين"، مؤكداً أن "الجهود لم تنته عند مجال المحافظة على هذه المدينة، ولم نرد في الواقع أن نجعل المدينة مجرد متحف، بل اتفقنا مع شركائنا اليمنيين أن نمنح المدينة حياة طبيعية كما كانت عليه من قبل، وقد طمحنا ومازلنا لجعل المدينة كذلك". وأضاف السيد شتولد: "لقد ربط المشروع مابين هيئات بعينها مثلا هيئات المحافظة على المدن التاريخية وهيئات الصناديق الاجتماعية، وشملت أعمال إعادة التأهيل على إعادة تأهيل شبكة الري التي اندثرت بمرور الزمن، وهذه الشبكة واقعة بالضبط على واحة مدينة شبام.. كما شمل المشروع تأهيل نساء مدينة شبام التاريخية على سبيل المثال تطوير الحرف اليدوية لديهن، وكان الأهم في هذا المجال هو إعادة تدريب وتأهيل العمال المهرة العاملين في مجال الطين، وقد خلق هذا الإنجاز طلبا متزايدا على العمالة الماهرة في مجال البناء بالطين". وأشار إلى أنه تم تأسيس منظمة غير حكومية قامت باستغلال إحدى البنايات لإقامة بعض الفعاليات التي تخدم هذا المجال، وكان الهدف منها هو "المحافظة على مهنة العمارة الطينية لأجيال المستقبل أيضا" وأعرب عن شكره لكافة المشاركين في هذا المشروع، وعلى الأخص وزارة الثقافة اليمنية، والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في اليمن، والهيئة الألمانية للتعاون الفني GTZ ، والمؤسسة الألمانية للتنمية DED على تعاونهم الرائع وإنجازهم العظيم المتحقق في هذا المشروع، كما شكر الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن الذين قدموا دعما رائعا لتنفيذ المشروع- على حد تعبيره. من جهته، ثمن عبد الله زيد عيسى- رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية- التعاون اليمني الألماني في هذا المجال، وتحدث عن الحضور اليمني المتميز في جائزة الأغا خان الذي حضيت فيه اليمن بنصيب من التكريم بين تسع جوائز، معرباً عن تثمينه أيضاً لمبادرة سعادة السفير الألماني في تكريم فريق العمل، مؤكداً: أن التعاون اليمني الألماني هو تعاون طويل الأمد، وأيضا التعاون الألماني في المجال الثقافي تعاون متميز.. وقال عيسى: نطمح باستمرار التعاون، وقد سعينا خلال السنتين الماضيتين على توسيع دور منظمة التنمية الألمانية في مدن أخرى، وتمكنا بفضل تعاونهم وتعاون المخلصين في اليمنوألمانيا، واستطعنا الحصول على الموافقة في فتح مكتب مماثل في مدينة زبيد التاريخية، ونأمل أن ينجح العمل في زبيد مثلما نجح في مدينة شبام التاريخية رغم أن التحدي في زبيد ربما يكون أكبر، ولكن من خلال البرنامج المرسوم للعمل على أساس أن يساهم المكتب في المساعدة والحصول على التمويل من المانحين وتأهيل وتدريب كوادر محلية بضمان الاستمرارية. وأكد أنه: نستطيع أن نتعاون جميعا لما فيه الحفاظ على تراثنا العمر الحضاري، سواء كان التراث المعماري أو الشفاهي، معرباً عن شكره للصندوق الاجتماعي للتنمية، كونه يعتبر من الجهات الرئيسية الممولة. كما قدم السيد عمر عبد العظيم حلاج- رئيس فريق الهيئة الألمانية للتعاون الفني- عرضاً وافياً مصحوباً بالصور عن تفاصيل المشروع الذي تم تنفيذه، وحجم المهمة التي تم إنجازها، وأهميتها بالنسبة لليمن. هذا وقام سعادة مايكل كلوربير شتولد – سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء- في ختام الحفل بتسليم إدارة المشروع شهادة تقديرية تثميناً للعمل الرائع الذي خدموا به حضارة وتراث اليمن.