دشنت السفارة الألمانية بصنعاء اليوم السبت مرحلة جديدة من المشروع اليمني الألماني "التنمية الاقتصادية للمدن التاريخية في اليمن" والذي بدأ فعالياته في مدينة زبيد، حيث تم التوقيع على العقود الأولى في هذا المجال مع منظمات غير حكومية في زبيد، سوف تبدأ شراكة هامة للغاية تهدف لتطوير مدينة زبيد وتأهيل سكانها المحليين. واستعرض سعادة مايكل كلور – بيرشتولد سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية مراحل المشروع اليمني الألماني "التنمية الاقتصادية للمدن التاريخية في اليمن" منذ عام 2000، حيث خصصت حكومة ألمانيا الاتحادية ميزانية لدعم وزارة الثقافة في اليمن في جهودها للمحافظة على التراث العالمي لمدينة شبام التاريخية وتأهيل سكانها، وتعد شبام مثالاً حياً لنجاح هذا المشروع، ونريد أن نحقق النجاح نفسه في مدينة زبيد". وقال في كلمة له في الافتتاح :" نحن لا نريد من خلال ذلك المساهمة في المحافظة على التراث العالمي فحسب، بل في تحسين الحياة اليومية لسكان مدينة زبيد من خلال الربط بين إعادة تأهيل المدينة وتطوير الوضع الاقتصادي لها. وأوضح انه "لا يمكن تبرير أية مخاوف من كون عمليات المحافظة على المدينة سوف تشكل عبأً على سكانها أو أن هذا المشروع سيعيق عجلة تطور المدينة، بل بالعكس"، مؤكداً أن الهدف من المشروع :" ليس المحافظة على المدينة فحسب، بل تحسين الظروف المعيشية لسكان زبيد". وأوضح أنه :" تم في شبام إعادة تأهيل وترميم ما بين 6 إلى 9 مباني طينية، كما خلق إحياء المهارات التقليدية في تشييد المباني الطينية طلباً كبيراً للأيدي العاملة في هذا المجال، ولم يساعد المشروع في خلق فرص عمل لبنائي الطين فحسب، بل أنه ساعد في تحسين الوضع الاقتصادي للمدينة بشكل عام، وطور حركة التجارة فيها وأعاد تنشيط حركة السياحة والزراعة، وساعد كذلك على إحياء المهن اليدوية للنسوة هناك ".
وأشار إلى أن المشروع حاز في سبتمبر الماضي على جائزة "أغا خان للعمارة الإسلامية" التقديرية، وهي واحدة من أهم الجوائز العالمية في مجال العمارة، وقد أشارت لجنة التحكيم في قرارها منح الجائزة للمشروع إلى أن "مشروع التنمية الحضرية لمدينة شبام قد حول المدينة إلى مجتمع حي أكثر من أنها كانت مجرد مدينة تاريخية أصابها الجمود على مر التأريخ"، مضيفا "وهذا يوضح بجلاء فلسفة المشروع، وهي أن المشروع لا يهدف فقط إلى المحافظة على العمارة الفريدة للمدينة، بل أنه يهدف إلى تحسين الحياة والظروف المعيشية لسكانها". وأشار مايكل كلور إلى أنه " سوف تزداد عقود العمل المتصلة بالمشروع، وسيكون هناك المزيد من فرص العمل وفرص أكثر لتحسين الدخل، كما أن المشروع سيخلق طلباً متزايداً على مواد البناء وعلى العمال المهرة المتخصصين في مجال المباني التقليدية، ومن المتوقع أن تزداد مدخولات الأسر التي سوف تشارك في نشاطات المشروع بحوالي 20% كمعدل، ويتوقع أن تستمر لغاية 2010م" مضيفا،أن المشروع يركز في جملة ما يركز على دعم المرأة لكي تستفيد من الخطوات التي ترافق مرحلة التطور الاقتصادي. واعتبر سفير ألمانيا إن ما تم تحقيقه على أرض الواقع في شبام، يمكن تحقيقه في زبيد أيضاً. و علينا أن نضع في الحسبان بأن زبيد هي مدينة تاريخية مشهورة على مستوى العالم، فهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لما تحمله من كنز أثري. وأضاف :" لقد أبرز لنا المثال المتعلق بمدينة شبام أنه في غضون 6 سنوات من تنفيذ المشروع لم يتم تحسين جمالية المدينة وزيادة قابلية السكن فيها فحسب، بل أصبح الناس قادرين على إعالة أسرهم من خلال زيادة مدخولاتهم، وهذا الإنجاز يرجع بالأساس إلى جهود فريق المشروع المنفذ وكذلك إلى مواطني المدينة الذين ساهموا في المحافظة على مدينتهم وكذلك في التطور الاقتصادي الذي شهدته". وفي ختام كلمته قال السفير الألماني :" أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن شكري الجزيل لكافة المساهمين في تنفيذ المشروع. وأتمنى لكم بداية طيبة وبعملية تنفيذ موقفة، بحيث نرى مدينة زبيد في الأعوام القادمة من المدن التي تمت المحافظة عليها ضمن قائمة المدن التاريخية العالمية، وأن يحظى سكان المدينة بحياة أفضل من خلال الجهود التي نبذلها جميعاً". وتساهم الحكومة اليمنية ومن خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية في تمويل هذا المشروع الذي ستتولى تنفيذه الهيئة الألمانية للتعاون الفني (GTZ) بالتعاون مع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية (GOPHCY) وكذلك مع المجلس المحلي للمدينة وباقي المؤسسات المعنية.