وقال بيرشتولد في كلمته التي ألقاها حين تسليمه الجائزة , حصل " التغيير" على نسخة منه , إن " الحكومة الألمانية ومنذ عام 2000م خصصت ميزانية لدعم جهود وزارة الثقافة في الجمهورية اليمنية للمحافظة الإرث التاريخي لمدينة شبام وتطوير اقتصاد المدينة " وأنها ستنفد نفس المشروع في مدينة زبيد التاريخية . وهذا نص الكلمة : أصحاب السعادة.. سيداتي سادتي .. أعزاءنا ممثلي جائزة أغا خان .. شركاءنا وأصدقاءنا الأعزاء.. حصل المشروع اليمني الالماني لتنمية مدينة شبام بتاريخ 4/9/2007م على جائزة أغا خان للعمارة الإسلامية في احتفال أقيم في العاصمة الماليزية كوالا لامبور. وقد جئنا اليوم لتسليم الجائزة لفريق المشروع المحلي. شبام، هذا المكان الذي حول المشروع الى واقع. هذا هو المكان الذي تم العمل فيه. وهذا هو المكان الذي نريد أن نكرم فيه اليوم جميع الذين ساهموا في إنجاح المشروع من خلال الإلتزام والحرص الذي أبدوه. أود أن أشدد في البدء على أن مدينة شبام هي جوهرة تاريخية رائعة، وهي مدينة فريدة من نوعها على الإطلاق. إنها إرث إنساني خالص. واليوم ينظر العالم كله إلى هذه المدينة عن قرب. تعد جائزة أغا خان واحدة من أبرز الجوائز الدولية في مجال العمارة، وهي تقدم للمشاريع المعمارية التي تحوز على أفضل الإنجازات من ناحية التصميم والإبداع الفني والخدمة التي يقدمها المشروع للمجتمع وكذلك مراعاة الناحية البيئية في العالم الإسلامي. وقد أشارت لجنة التحكيم في قرارها منح الجائزة للمشروع إلى أن "مشروع التنمية الحضرية لمدينة شبام قد حول المدينة إلى مجتمع حي أكثر من أنها كانت مجرد مدينة تأريخية أصابها الجمود على مر التأريخ". وهذا يوضح بجلاء فلسفة المشروع، وهي أن المشروع لا يهدف فقط إلى المحافظة على العمارة الفريدة للمدينة، بل أنه يهدف إلى تحسين الحياة والظروف المعيشية لسكانها. وهذا لا يعني أننا نريد تحويل المدينة إلى مجرد متحف. لقد أردنا المساهمة في تحسين الحياة اليومية لسكان المدينة من خلال الربط بين إعادة تأهيل المدينة وتطوير الوضع الاقتصادي لسكانها المحليين. ومنذ عام 2000م خصصت الحكومة الالمانية ميزانية لدعم جهود وزارة الثقافة في الجمهورية اليمنية للمحافظة الإرث التاريخي لمدينة شبام وتطوير اقتصاد المدينة. وقد تم لغاية الآن ترميم ما بين 6 الى 9 مبانٍ طينيةٍ في المدينة من خلال خطة عمل مرنة تعطي السكان دافعاً للمحافظة على منازلهم التأريخية. وقد أفرزت المهارات المكتسبة في مجال البناء الطيني نشوء طلب على بنائي المنازل الطينية، الذين انضموا الى جمعية المحافظة على العمارة الطينية. وهذا ما يؤكد نجاح المشروع في المحافظة على تراث البناء الطيني الضارب في القدم. سيداتي .. سادتي.. إن هذا النجاح الكبير سوف لن يجعلنا نسترخي ونستمتع بما حققناه، بل سيدفعنا إلى مواصلة الطريق الذي سلكناه بحماسة واجتهاد. وهذا المشروع لم ينته بعد، فسوف نواصل دعمنا لما حققناه في المستقبل أيضاً. وليس هذا فحسب، فالمثال الناجح لمدينة شبام سوف يطبق إن شاء الله على مدن تأريخية أخرى في اليمن. ففي المباحثات الحكومي الأخيرة التي جرت في العام الماضي، إتفقت حكومتا البلدين على مواصلة دعم مشروع التنمية الحضرية في مدينة شبام وتنفيذ نفس المشروع في مدينة زبيد التأريخية. يبين لنا المثال المتعلق بمدينة شبام بأنه لم تتحسن جمالية وإمكانية السكن في المدينة بعد ست سنوات من العمل فحسب، بل امتد ذلك ليشمل التطور الإقتصادي وزيادة فرص تطوير دخل السكان المحليين، وأنا شخصياً شاهدت عدداً كبيراً من المحلات التي تمارس نشاطها التجاري وتنتشر على مختلف الشوارع. كل هذا يرجع الى جهود المساهمين في المشروع. ولكن ايضاً بفضل المشاركة الفاعلة لسكان المدينة في إنجاح المشروع والمحافظة على تراثهم الحضري وكذلك تطوير اقتصادهم. ونحن مصممون على أن يستمر هذا التطور في شبام، وأن يتكرر هذا الإنجاز في زبيد. بقي أن أنوه إلى الجهات المنفذة للمشروع، وهي كل من الهيئة الألمانية للتعاون الفني (GTZ) و مؤسسة التنمية الألمانية (DED) بالتعاون مع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التأريخية في اليمن (GOPHCY) إضافة إلى المجلس المحلي في المدينة. إن جائزة أغا خان تعبر عن تقدير لالتزام الجهات المشاركة في المشروع. دعوني أخيرا أن أنتهز هذه الفرصة لاقدم شكري الجزيل لكل الذين ساهموا في تحقيق المشروع. واود ان اشدد أنه لولا هذه المساهمة لما تحقق الوصول الى هذا الهدف النبيل. أود أن أعبر أيضا عن التهنئة الحارة والتحيات الخالصة لمدينة شبام ولأبناء مدينة شبام وأدعوهم لمواصلة هذا النجاح واستغلال ازدهار المدينة في المستقبل..