لليوم الثاني على التوالي هجر الشباب في العديد من مدن محافظة حضرموت مساء أمس المساجد، وتخلوا عن تلاوة القرآن الكريم في رمضان، بعد سلسلة فتاوى أطلقها مشائخ في حزب الإصلاح (الإسلامي)، وآخرون "سلفيون"، يؤكدون فيها "أن التظاهر يتقدم على تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان". وقد واصل الإسلاميون- تيار الإخوان المسلمين، والسلفيين- في حضرموت إلقاء الخطب في المساجد، وحث الناس على الخروج في تظاهرات بعد كل صلاة عشاء، تطالب تارة خفض الأسعار، وتارة أخرى الإفراج عن معتقلين. كما عمد الإسلاميون إلى استخدام رسائل الموبايل للاستدلال على مكان التظاهر وخط سير المسيرات الليلية، ولحث المصلين على سرعة مغادرة المساجد، والالتحاق بالتظاهرات التي وصفوها في بعض الرسائل ب(الجهاد الأكبر). وقد قوبلت هذه الفتاوى باستنكار شديد من قبل دور ومراكز العلم في تريم وسيئون والمكلا- ومعظمهم من الصوفية- هذه الممارسات في الشهر الكريم، وما يقوم به بعض المشائخ من تشجيع الشباب على هجر المساجد، والتخلي عن تلاوة القرآن الكريم، في الشهر الكريم، في الوقت الذي وصف الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" تلاوة القرآن بأنها "أفضل العبادات". واعتبروا في – محاضرات ألقوها خلال اليومين الماضيين من رمضان- استبدال العبادات في المساجد في شهر رمضان بالتظاهرات السياسية إنما هو انحراف خطير في سنن الدين الاسلامين وتضليل للعباد يجب التصدي له.