قالها المتنبي ولا تزال تثب إلى ذهني كلما رأيت ما يحدث من نخر في جسم (المؤتمر الشعبي العام): وسوى الروم خلف ظهرك رومٌ فعلى أي جانبيك تميلُ جرت العادة أن يتحدث (المؤتمريون) عن أشياء من قبيل (الكوادر غير المؤهلة)، و(الإعلام الفاشل)، و(عدم الانضباط الحزبي) باعتبارها نوعاً من القضاء والقدر يجب التعايش معه استكمالاً لأركان الإيمان، لا باعتبارها حالة (مفروضة) يجب إنهاؤها بأسرع ما يمكن. أما لماذا هي (مفروضة)، فهذا ما يمكن استنتاجه بسهولة باستقراء مسيرة المؤتمر الشعبي، ومقارنة (منجزاته) ب(قدراته)، حيث لا تنسجم هذه مع تلك على الإطلاق. فلو افترضنا ما يفترضه ذو النية الحسنة أن ما يعاني منه المؤتمر الشعبي هو مجرد (سوء تدبير)، فإن هذه الحالة كان ينبغي لها أن تنتهي أو بأحسن الأحوال أن تتناقص حتى تنتهي مع مرور الزمن. إن ما يعاني منه المؤتمر الشعبي العام هو حالة من (النخر) المتعمد من داخله، الغرض منه هو تهديم (ما تبقى) من بنيانه، فليس أسهل على الراغبين في تهديم المؤتمر الشعبي أن يضموا إلى صفوفه (المنافقين) الذين يظهرون ما لا يبطنون حتى إذا سنحت الفرصة لهم كشروا عن أنيابهم وغرزوها في الجسد المتهالك. والمسؤولية تقع على عاتق رأس الهرم في اختيار من هم دونه بحذر، وفراسة، مع استبعاد (المؤلفة قلوبهم) فهم يشكلون الخطر الأكبر على المؤتمر الشعبي العام في هذه المرحلة، والمسؤولية بعد ذلك تقع على هذه القيادات في اختيار الصف الذي يليه، وهكذا دواليك. إن عملية "الفلترة" هذه يجب أن تتم في أسرع وقت لتشمل قيادات المؤتمر في هذه المرحلة، لتعمم بعدها في خطة طويلة اِلأمد لتشمل الكوادر، أما عملية (إعادة الهيكلة) في نظري فهي لم تقم بهذا العمل لأن القيادات لم (تفلتر) أصلاً، بل إن منها من كان مشرفاً على هذه العملية. وزاد من (قناعتي) بأن المؤتمر (يدمر) من داخله ما حدث في موقع (مايو نيوز) التابع للمؤتمر الشعبي العام، فما تم من تأخير مستحقات العاملين في الموقع لا يمكن أن يندرج تحت بند (الإهمال) أو (التقصير) لكنه – من وجهة نظري على الأقل- تخريب متعمد، ولو كنت أملك سلطة اتخاذ القرار لأمرت بالتحقيق لمعرفة الأسباب التي أدت إلى توقف الموقع عن التحديث، ولكانت النتيجة ستبين من الحقائق ما يفزع ويخيف، أو على الأقل ما يدعو إلى التأمل والتفكير! إن القائمين على الموقع قد (أزعجوا)- بصبرهم على مستحقاتهم المتأخرة- (المخربين) لكنهم لم يستطيعوا الصبر أكثر من ذلك، فتحية لهم. آن الأوان أن يعتمد المؤتمر الشعبي العام على مؤسسيه وقياداته المخلصة التي لا يشوب إخلاصهم للمؤتمر الشعبي شائبة أو يساور ولاءهم له شك، فهل يعي فخامة الرئيس ذلك..!؟ وكما بدأت المقال بالمتنبي فإنني أختمه بالحجاج إذ قال: أرى خلل الرماد وميض جمر وأخشى أن يكون لها ضرامُ فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب أولها كلامُ أقول من التعجب ليت شعري أأيقاظٌ أمية أم نيامُ. ملاحظة من الكاتب: نبهني البعض إلى خطأ ورد في نسب الأبيات الأخيرة إلى الحجاج بينما هي ل(نصر بن سيار) وكنت أتمنى أن تكون للحجاج فهو كان في (بداية) الحكم الأموي وليس في (نهايته) كما هي الحال مع (نصر بن سيار) وأتمنى أن لا يكون هذا هو وضع (المؤتمر الشعبي العام) وأن تكون هذه الأبيات هي (بداية) لعهده لا (نهاية) له.