دفعت الإجراءات المشددة التي اتخذها رجال حرس الحدود على امتداد الشريط الحدودي المشترك بين السعودية واليمن- لمنع تهريب القات إلى المملكة- المهربين إلى طرق جديدة في استغلال الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 سنة في تهريب القات مقابل 100 ريال سعودي على كل عملية. وفي لقاء مع أحد الأطفال مجهولي الهوية الذي تم القبض عليه من قبل دوريات حرس الحدود السعودية في محافظة الطوال أثناء قيامه بمحاولة تهريب القات من مدينة حرضاليمنية، قال: إنه هو وشقيقه يهربان القات بشكل يومي من اليمن إلى السعودية مقابل حصولهم على المال الذي يتفق عليه قبل القيام بالعملية الذي يصل إلى 500 ريال يمني أي ما يعادل 100 ريال سعودي. وقال الطفل أحمد البكري إنه يقطع يوميا مسافة نحو عشرة كيلو مترات مشيا على الأقدام من مدينة حرضاليمنية إلى داخل الحدود السعودية حاملا القات على ظهره لإيصاله إلى الشخص المتلقي الذي يكون في انتظاره خلف نقاط حرس الحدود لاستلام القات منه ليعود بعد ذلك إلى المنطقة اليمنية القادم منها- طبقاً لما أوردته "الاقتصادية". وتشير تقارير صادرة من منظمة اليونيسيف ومنظمة حقوق الإنسان إلى أن الأطفال الذين يتم استغلالهم من عصابات التهريب تراوح أعمارهم بين خمس و15 سنة، وأن أهم الأسباب وراء ظاهرة استغلال الأطفال الفقر والأمية والبطالة. وذكرت التقارير ذاتها أن عصابات التهريب تقوم بإغراء الأسر بالأموال مقابل استئجار الأطفال لتجنيدهم في عمليات التهريب والتسول مستغلين ظروفهم المعيشية المتردية. ويستغل المهربون الأطفال بطرق غير مشروعة في تهريب القات على الرغم من وجود مخاطر في الطريق أثناء تسللهم عبر الأودية والجبال من انتشار عصابات السلب والنشل في تلك المناطق الحدودية . فيما تعد محافظة حرض وحجة والمحويت والحديدة من محافظات اليمن التي يتمركز بها عصابات تهريب الأطفال والمتاجرة بهم.