أختتم اليوم الأحد على قاعة الشيراتون بصنعاء أعمال "منتدى منظمات المجتمع المدني الموازي لمنتدى المستقبل الربع" ، الذي بدأ أعماله الجمعة الماضية بحضور أكثر من 300 شخصية يمثلون دول مختلفة.. وخرج المشاركون في المنتدى ببيان ختامي هذا نصه :- بدعوة من التحالف اليمني لمنظمات المجتمع المدني، عقد منتدى منظمات المجتمع المدني الموازي لمنتدى المستقبل الرابع في العاصمة اليمنية صنعاء في الفترة ما بين الثلاثين من نوفمبر والثاني من ديسمبر 2007، بحضور أكثر من ثلاثمائة مشارك ومشاركة من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقا، بالإضافة إلى مشاركين من تركيا، وأذربيجان، ومن الدول الصناعية الثمانية. جاء هذا المنتدى ليرسخ خطوة أساسية هامة تتمثل بالمشاركة الإيجابية الفاعلة لمنظمات المجتمع المدني ضمن برامج الإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط. لقد أطلقت مبادرة الإصلاح الديمقراطي فضاءً جديداً لخلق جسور من الشراكة والتعاون بين القطاعات الهامة المؤثرة، وهي: الجهات الرسمية، المجتمع المدني، والقطاع الخاص. وقد جسد هذا المنتدى بشكل جليٍّ أهمية الشراكة مع المجتمع المدني ودوره الفاعل كشريك في عملية الإصلاح الديمقراطي في دول المنطقة.
لقد أظهر حجم المشاركة في المنتدى ثقل المجتمع المدني في البلدان المشاركة بشكل لا يقبل أي تشكيك، حيث أصبح هذا المجتمع مكوناً رئيساً من مكونات الدولة. كما وأظهر الحاجة الضرورية للشروع في برامج الإصلاح الديمقراطي في تلك الأقطار فوراً، بعيداً عن أية ذرائع قد تُساق، أو تبريرات وحجج مهما كانت.
إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت لا تزال فيه العديد من دول الإقليم تخضع للاحتلال الخارجي، وتعصف بها، وبالعديد من دول الإقليم الأخرى صراعات داخلية وصلت في بعضها إلى حالة النزاع المسلح، ويُخشى أن تتطور الصراعات في دول أخرى إلى درجة الاحتراب المسلح، وهذا ما يجب العمل على منع حدوثه، الأمر الذي يستوجب الإسراع في تحقيق الإصلاحات الديمقراطية التي تمثل معالجات حقيقة لمشاكل بلدان المنطقة، بما يحفظ استقرارها، وضمان فرص تطورها. واستعرض المشاركون حالة الديمقراطية في العديد من الدول المنطقة، وأكدوا على أن أزمة الشراكة في هذه البلدان تمثل السبب الرئيس في عدم الاستقرار وتحقيق التنمية. ويدعو المشاركون حكومات دول المنطقة إلى احترام الحقوق والحريات الأساسية، وفي المقدمة منها إيقاف انتهاكات حرية الرأي والتعبير والتنظيم، ووضع حد للاعتداءات على الصحفيين وأصحاب الرأي ونشطاء منظمات المجتمع المدني. وإذ ينظر المشاركون بإيجابية للخطوات التي اتخذتها بعض الدول العربية على طريق الإصلاح الديمقراطي فيها، كإجراء انتخابات للمجالس المحلية، أو تشكيل مجالس شورى وتطويرها، غير أن ذلك ليس كافياً، حيث أن الانتخابات التي تُجرى لا تتوفر لها شروط الحرية والنزاهة، ولا تزال المرأة محرومة من حقوقها في الانتخاب والترشيح في بعض البلدان. لذا يدعو المشاركون الحكومات العربية لتمكين المرأة من حقها الكامل في المشاركة السياسية، وتضمين دساتيرها وقوانينها هذا الحق، بما ينسجم مع المعاهدات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وإعماله فوراً بعيداً عن أي ذرائع أو تبريرات. كما تابع منتدى منظمات المجتمع المدني الموازي لمنتدى المستقبل الرابع ما يجرى داخل بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من انتهاكات بالغة وجسيمة بحق الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان ونشطاء الرأي والنقابات والأحزاب والقوى السياسية المختلفة ويعلن المنتدى عن تضامنه المطلق واللا محدود مع هؤلاء الضحايا داخل السجون والمعتقلات ,ويطالب حكومات تلك الدول بالإفراج الفوري واللا مشروط عن هؤلاء الناشطين والسماح لهم بالعمل في مناخ من الحرية والأمن. لقد ناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام، في الجلسات العامة وفي ست من مجموعات العمل، إيجاد آلية جديدة لتعزيز شراكة المجتمع المدني في منتدى المستقبل، واستمرارية عمل المنتدى الموازي وان مخرجات هذا المنتدى والعمل على تعزيز مسيرة الإصلاح الديمقراطي هي مسؤولية الجميع من منظمات مجتمع مدني وحكومات المنطقة والحكومات الصديقة الداعمة لمسيرة التحول الديمقراطي، وعليها أن تعمل بجديه وشراكه متكافئة من اجل إنجاز هذه الأهداف المشتركة. كما ناقش المشاركون التقرير الخاص بحرية الرأي والتعبير، والبنية التشريعية الخاصة بالمجتمع المدني، وموضوعات أخرى تتعلق بتمكين المرأة، وبالتعليم وسوق العمل، وبالشباب والعمل السياسي، ودور القطاع الخاص في الإصلاحات الديمقراطية.
وخلص المشاركون إلى إقرار ما يلي: أولاً: تنظيم عمل المنتدى الموازي لمنتدى المستقبل وبحسب ما اتفق عليه المشاركون في وثيقة تنظيم عمل متابعة استمرار انعقاد هذا المنتدى والمرفقة معه. ثانياً: التقرير الخاص بحرية الرأي والتعبير والبيئة القانونية لمنظمات المجتمع المدني، والتوصيات المرفقة به. ثالثاً: نتائج أعمال ورش العمل وذلك على النحو التالي: 1- البيئة القانونية المنظمة لعمل منظمات المجتمع المدني 2- المرأة والتمكين السياسي 3- الشباب والمشاركة السياسية 4- القطاع الخاص ودوره في التحولات الديمقراطية 5- التعليم وسوق العمل 6- حرية الرأي والتعبير
وفي نهاية أعمال المنتدى، كلف المشاركون ممثلي المنتدى الموازي إلى منتدى المستقبل تقديم ما تم إقراره. الجدير بالذكر أن المنتدى الموازي لمنظمات المجتمع المدني كرم في حفل الاختتام كلاً من الأستاذ/ احمد جابر عفيف، والدكتور/ عبد الرحمن النعيمي، والأستاذ/ احمد الكازمي وذلك نظراً لمواقفهم التنويرية الداعمة لحركة الديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان.