قرأت يوم الخميس الماضي باندهاش اختيار موقع الأمة نت الإخباري الأميركي فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية شخصية العام 2007. ومبعث اندهاشي ليس في ترشيح فخامته- من أي موقع أو مجلة أو مؤسسة- ونريد أن يكون هذا واضحاً كوضوح الشمس، ولكن مبعثه هو أن الموقع المذكور لم أسمع به وأنا من "عشاق" الصحافة الالكترونية – وأكاد أجزم أن أغلب القراء لم يسمعوا به أيضاً- حتى ساعة قراءة الخبر المشار إليه في صحف رسمية، ومؤتمرية، وكذلك على شاشة الفضائية اليمنية. أصابني الفضول لمعرفة أهمية الموقع المذكور- باعتبار أن تقليد فخامته يعتبر شرفاً كبيراً ولابد أن يكون من موقع على درجه عالية من الشهرة والرصانة والإمكانيات.. لكن دهشتي كانت في محلها عندما وجدت إن الموقع من المواقع الحديثة النشأه جداً، وكما يقال في اللهجة الصنعانية (في المقمطه)- يعني ابن أمس، أومن حارة "البيلي" كما يقال ايضاً. ولا أدري أي جرأة غير عاديه مارسها المشرفون على هذا الموقع عندما سولت لهم أنفسهم أن يبعثوا بترشيحهم لفخامته لموقع 26 سبتمبر "نت"، أو التحدث به تلفزيونياً. وكيف يسمح موقع 26 سبتمبر "نت" لنفسه كموقع مرموق ورصين أن "يستغفل"- ويقبل نشر خبر كهذا بدون تحري عن "ثقل الموقع" في الشبكة العنكبوتية..!؟ ولن اخفي القراء أن الشعر"استقام" في رأسي أجلالاً بمجرد قراءتي لسطوره الأولى أحساساً بالفخر لخبر الترشيح. وفي حقيقة الأمر لم يستغرق الأمر مني سوى بضعة دقائق من البحث في الويب ليصبح "عند جهينة الخبر اليقين"- ويعود شعر رأسي كما كان. فالموقع أولاً لا يقع من ضمن أهم 100000 موقع على الشبكة العنكبوتية- والمائة الألف هي الحد الأدنى الذي يعترف به موقع "اليكسا Alexa" لقياس حركة المترددين على أي موقع.. وبدون الوقوع ضمن المائة الألف "فأليكسا" تكتفي فقط بنشر أسم الموقع في موقعها الألكتروني- بدون أي معلومات. وحتى تكتمل الصوره فالموقع يقع في الترتيب تحت خانة الملايين، وبالضبط كما يقول إخواننا المصريين 6722368. وتكتمل الصورة السيئة لطريقة تسويق الخبر عندما نعرف إن الموقع الذي تم تأسيسه في العام الماضي (2006) وتحديداً في شهر يوليو يعاني من مشاكل مالية منذ تأسيسه وحتى اليوم- وهذا باعتراف الموقع نفسه وتحت نافذة "من نحن". ولا ندري إن كانت عملية الترشيح بكاملها تحت دائرة الاستجداء أم ماذا؟ وهذا يقودنا إلى السؤال الهام: ما هي المعايير التي يرشح الرؤساء فيها من قبل المواقع الالكترونية؟ هل يجوز لكل من هب ودب وأنشأ موقعاً أن يمارس مثل هذا العمل الهام؟ ثم السؤال الأهم هل صرنا سذج إلى هذه الدرجة ويُضحك علينا بأيميل وخبر مثل هذا حتى نسارع ونبثه على صحفنا الالكترونية. ولكن كما يقال إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل. [email protected]