أخفقت جهود بذلها الكاتب البريطاني "بيتر مورتيمر"- مؤلف مسرحية (الشغب)- في الحصول على أي تجاوب رسمي يمني لعرض مسرحيته في اليمن، رغم كونها توثق لأوسع انتفاضة فجرها اليمنيون في بريطانيا عام 1930م- طبقاً لما أكدته مصادر "نبأ نيوز" في لندن. (مسرحية الشغب)- التي عرضت لأول مرة في مدينة "ساوث شيلدز" البريطانية في أكتوبر من العام 2005م، وحققت نجاحاً مذهلاً- لم تحرك شعرة من اهتمام الجهات الرسمية اليمنية التي لجأ إليها الكاتب البريطاني "بيتر مورتيمر" طالباً تعاونها في تمكينه من عرضها في اليمن، رغم أنها تروي تاريخ أقدم جالية وصلت إلى بريطانيا، وهي الجالية اليمنية التي كان لها الفضل الكبير- بعد الله- في نشر الإسلام في هذا البلد، وتبرز حجم تأثير اليمنيين في الحياة الاقتصادية البريطانية.. "مورتيمر" وخلال حفل تكريمه بمبادرة من قبل الزميل عبد العالم الشميري- رئيس تحرير مجلة صوت اليمن الصادرة في بريطانيا- طلب مساعدة الشميري في تحقيق أمنيته بعرض (مسرحية الشغب) بصنعاء، لكن هو الآخر لم يتمكن من الحصول على أي تجاوب من الجهات المعنية في اليمن.. وهو ما أكده الشميري ايضاً ل"نبا نيوز"، مشيراً إلى أنه قام بترجمة المسرحية إلى اللغة العربية، وسيتم طبعها باللغتين العربية والإنجليزية في كتاب واحد خلال الأسابيع القليلة القادمة. وأوضح الشميري: أن مسرحية الشغب تروي قصة الركود الاقتصادي الذي شهدته بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى وانتشار البطالة في أوساط البريطانيين العائدين من تلك الحرب خاصة بعد أن استولى اليمنيون في ميناء "ساوث شيلدز" على كل الوظائف التي كانت توفرها السفن التجارية البريطانية في ذلك الوقت وارتياح ملاك السفن للعمالة اليمنية النشطة. وقال: إن ذلك أثار حفيظة العمالة البريطانية الذين بدورهم مثلوا أداة ضغط على الاتحاد الوطني للبحارة، واتحاد الشحن ومطالبتهما باستصدار قوانيين من شأنها إعطاء الأولوية للعمالة البريطانية. وفي فترة قصيرة وجد اليمنيون أنفسهم دون وظائف مما أدى إلى سوء الأحوال الاقتصادية والتي أدت بدورها إلى تأزم العلاقة بين اليمنيين والبريطانيين في تلك المدينة. وتابع: حاول بعض المتعاطفين مع اليمنيين تأسيس ما سمي ب "حركة البحارة الأقلية" للمطالبة بحقوقهم لكن هذه الحركة فشلت أمام القوة التي شكلها الاتحاد الوطني للبحارة واتحاد الشحن، وزادت الأحوال المعيشية لليمنيين سوءً حتى اندلعت أحداث الشغب في منطقة "ميل دام" من مدينة "ساوث شيلدز" بتاريخ 2 أغسطس 1930م. وقال الشميري: في أحداث الشغب تم استخدام العصي والسكاكين، وجرح كثيرون من الجانبين، وطعن فيها شرطي من قبل يمني كان يحمل سكيناً، فداهمت الشرطة على أثر ذلك منازل اليمنيين، واعتقلت الكثير منهم، وصدرت أحكام بالسجن مع الأعمال الشاقة للكثير منهم، كما صدر أمر الترحيل في حق الكثير من أبناء الجالية اليمنية في تلك الفترة. ويؤكد الشميري: أن أهمية المسرحية تكمن في توثيقها لحقبة مهمة من تاريخ الاغتراب اليمني، وفي إبرازها لحجم التأثير الذي شكله اليمنيون في الحياة الاقتصادية البريطانية، إلى جانب دورهم في نشر الدين الإسلامي هناك. وأبدى استغرابه من عدم الاكتراث الرسمي للجانب التوثيقي التاريخي رغم الدعوات المتكررة التي يوجهها رئيس الجمهورية، بضرورة توثيق التاريخ اليمني، ودراسته وتحليله. تنويه: الصور بالأسود والأبيض عن (صحيفة جازيت شيلدز).