بعد طول انتظار، صدر أمس الأول الجمعة 6 يونيو 2008، كتاب "الشغب" باللغتين العربية والإنجليزية للشاعر والكاتب المسرحي البريطاني "بيتر مورتيمر"، وترجمة الزميل عبد العالم الشميري– رئيس تحرير مجلة صوت اليمن، والذي هو عبارة عن مسرحية تحكي أول مواجهة عنصرية في بريطانيا قام بها بحارة بريطانيون ضد البحارة اليمنيين في ميناء مدينة ساوث شيلدز البريطانية في العام 1930م. فعندما نشبت الحرب العالمية الأولى، واتجه البريطانيون صوب أرض المعركة، كانت الحاجة تتطلب البحث عن عمّال على متن السفن التجارية عوضاً عن العمال البريطانيين الذين غادروا أعمالهم باتجاه المعركة، فلم يجد أرباب السفن سوى اليمنيين المتواجدين هناك ممن لم يشارك في خوض المعارك مع البريطانيين. والمعروف عن اليمنيين إخلاصهم وتفانيهم في العمل مما زاد تمسك أرباب السفن بهم، غير أن ذلك لم يتوافق مع كثير من البحارة البريطانيين الذين عادوا من الحرب فوجدوا اليمنيين قد احتلوا أماكنهم في العمل، الأمر الذي أجج الغيرة في نفوسهم، ودعا داعي العنصرية في أوساطهم، فعملوا على الضغط على اتحاد الشحن تارة، والهيئات النقابية تارة أخرى، مطالبين إياهم استصدار قرار أو قانون يمنع اليمنيين من العمل على ظهور السفن. وبعد استصدار ذلك القرار بدأت الحياة تتعكر في أوساط الجالية اليمنية؛ فأخذوا يطالبون بإلغاء هذا القرار دون جدوى، فبدأ الإضراب، ثم المسيرات السلمية، والتي واجهتها السلطات البريطانية بالقمع، الأمر الذي أدى إلى حدوث الشغب في 2 أغسطس 1930م والذي استلهم منه الكاتب (بيتر موريتمر) هذه المسرحية التي تؤرخ وجود اليمنيين في المملكة المتحدة. وقد عرضت المسرحية على مسرح "كستمز هاوس" الثقافي بمدينة ساوث شيلدز في أكتوبر 2005، وسيتم عرضها على نفس المسرح خلال الشهر الجاري، كما ستعرض على مسرح "يُنيتي" بدينة ليفربول بمناسبة إحتفالات ليفربول كعاصمة أوروبا الثقافية. وعن الكتاب الذي سيرافق المسرحية، يقول الزميل عبدالعالم الشميري، جاءت فكرة الكتاب عندما ألتقيت بالكاتب بيتر مورتيمر في العام 2006م، ودار نقاش حول عرض المسرحية في اليمن، تحمس كلانا للفكرة وقررنا اصدار المسرحية في كتاب وترجمتها إلى العربية ليرافق. أما عن تأخر اصدار الكتاب فيقول الشميري " من المؤسف جداً لم نجد تجاوبا من الوزارات المعنية في اليمن، كون هذه المسرحية تحكي حياة اليمنيين ومعاناتهم في بريطانيا، لذا أعتمدنا على علاقاتنا الخاصة هنا في بريطانيا وتواصلنا مع عدة دور نشر، فمنهم من رحب ومنهم من رفض الفكرة، واخترنا مؤخرا دار "فايف ليفز" للنشر، ولأن العملية هي الأولى لطباعة كتاب باللغتين، أخذ الوقت منهم فترة طويلة في التجهيزات. وعن ما إذا ستعرض المسرحية في اليمن، يقول الشميري "أتمنى أن تعرض المسرحية في اليمن، وهذه رغبة الكاتب والمترجم والمخرج، تواصلت مع بعض الشخصيات في الداخل وننتظر منهم الرد. والمسرحية من إخراج "دارن بالمر" والذي يعد من الجيل الثالث من اليمنيين، فجده (من أبيه) يمني من مدينة زبيد. إقرأ على "نبأ نيوز".. مسرحية إنجليزية عن أوسع شغب يمني في بريطانيا تفشل بدخول اليمن